بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاب النيلين يبدعون في إكتشافات آثرية جديدة بمنطقة السبلوقة بقرية حجر العسل

- درجت جامعة النيلين - كلية الآداب - قسم الآثار و تماشياً مع النشاط المتزايد حول إكتشاف ماضي البشرية واستخدامه في خدمة المجتمع الحالي ومن خلال الحركة المتسارعة والاهتمام بالآثار السودانية إقليمياً ومحلياً، درجت على المشاركة بأبحاثها العلمية طلاباً وأساتذة في ذلك الحراك العلمي. وذلك عبر إنشاء مشاريع بحثية متخصصة في الآثار لتدريب الطلاب وأختبار القضايا البحثية التي ما زالت عالقة. فقد وجد السودان مكانة عالمية من بين أهم بقاع الأرض في الكشف عن طراز حضاري إفريقي فريد من نوعه وإثراء المتاحف المحلية والعالمية والمعرفة الإنسانية. جاء ذلك من خلال تعدد بعثات الكشف عن الآثار الوطنية والعالمية والتي فاق عددها في العام الحالي الخمسون بعثة تنقيب آثارية ووزعت مناطق الآثار برخص من قبل الهيئة العامة للآثار والمتاحف وكانت منطقة السبلوقة شمال الخرطوم شرق النيل من نصيب جامعة النيلين - كلية الآداب - قسم الآثار التي درج القسم على تطوير البحث الآثاري فيها وتدريب الطلاب على الحقل العلمي بها بصورة متواصلة ودورية للطلاب الجامعة فقد جاء هذا الموسم في شهر مايو الجاري 2017م لطلاب الفرقة الرابعة قسم الآثار بقرية حجر العسل وذلك ضمن برنامج التدريب الحقلي للمسح عن الآثار للطلاب وفق خطة إستكشاف المنطقة حول حجر العسل وتتبع وادي أب قيدوم ووادي أبوطليح شرق منطقة حجر العسل مع اجراء حفريات حول بعض المواقع الأثرية وذلك باستخدام أحدث التقنيات العلمية في البحث عن الآثار لهذا الموسم من صور الأقمار الصناعية وأجهزة المساحة من (GPS, Electronic Level, Total Station) مع معدات الحفر الآثار . كل ذلك يتم بمشاركة عدد من الأساتذة برفقة رئيس البعثة من خريجي القسم نفسه وهم الأستاذ مدثر عبد الله جادين والأستاذة سعاد محمد اسماعيل وطلاب الدراسات العليا أبوبكر عبد الرحمن ومحمد الطاهر وأحمد الحاج ونفيسه عادل. وقد كانت المهام موزعة حسب التخصص الدقيق. وبدأ العمل الحقلي بتوزيع الطلاب إلي مجموعات باشراف مساعدي التدريس على مناطق صغيرة للاستطلاع وجمع عينات من السطح وتم التركيز على الفضاء الجغرافي للمنطقة فيما يعني استكشاف المناطق الجبلية وحواف الأودية والخيران بحسبان أن الإنسان القديم كان يعيش حول الجبال كملجأ طبيعي للسكن وصناعة الأدوات الحجرية والأودية كمورد مياه . وقد اعلن الدكتور احمد حامد نصر رئيس بعثة العمل الحقلي لطلاب الاثار بجامعة النيلين المسئول عن مشروع الاكتشافات الاسرية بمنطقة السبلوقة بقرية حجر العسل السبلوقة الذي نظمته كلية الاداب قسم الآثار اليوم بمقرها بالخرطوم عن المكتشفات الاثرية التي تم اكتشافها بمنطقة السبلوقة بقرية حجر العسل والتي جاءت ضمن برنامج التدريب الحقلي للمسح عن الآثار لطلاب الفرقة الرابعة قسم الآثار لعدد كبير من المواقع الاسرية تحتوى علي عدد 22 موقعا أثريا بتلك المنطقة . وأشار الي إكتشاف عدد 22 موقعاً آثارياً حول وادي أب قيدوم والمرتفعات الصخرية الموازية له ووادي أبو طليح حيث كشفت آثار تلك المواقع عن بعض الجبانات للدفن وكانت معظمها في المناطق المرتفعة وبعض آثار بقايا الأكواخ ومناطق الاستيطان ووجدت على أطراف الجبال والأودية . وضمت تلك المواقع الأثرية حقبا مختلفة للسودان القديم منذ العصر الحجري القديم وحتى العصور الوسطى أي الفترة المتعارف عليها عالمياً من 250000 سنة قبل الميلاد وحتى الحضارة الاسلامية. فقد توصلت دراسة العينات الأثرية التي قام بها الطلاب بأن المنطقة سكنتها تلك المجموعات البشرية لآلاف السنين وكانوا في بدايات العصر الحجري القديم عبارة عن مجموعات صيادين يجيدون فن صناعة أسلحتهم من الصخر على شكل فؤوس يدوية وسواطير ذات أطراف حادة من الصخور المتوفرة بالمنطقة ويسكنون في كهوف صغيرة في جبال أبو طليح حيث وجدت آثار تصنيعهم للصخور في تلك الجبال وبعض بقايا حياتهم اليومية داخل الكهوف كمغارات اعتمدوا بشكل رئيسي على صيد الحيوانات كبيرة الحجم من الأفيال والزراف وفرس النهر والغزلان وبعض الطيور والأسماك. ويبدو أن تلك الوديان كانت سائلة والمناخ كان رطبا ورحب ليعيشوا لآلاف السنين على جمع حبوب النبات وصيد الحيوانات وجمع صغارها وقد توصلوا لإكتشاف النار كأكبر قفزة تطورية في حياتهم. ومن حوالي 6000 سنة مضت تطورت تلك المجموعات في نفس المنطقة لمستوطنات أكبر حجماً وأكثر إنتظاماً في معيشتها حيث عرفوا صناعة الفخار بفنون زاهية ورائعة في الجمال وزخرفه بزخارف تجميلية وصنعوه من طين المنطقة المخلوط بالرمل وحبيبات صخر الكوارتز المسحون وروث الحيوانات وبعض النباتات كما طوروا صناعة الأدوات الحجرية من الكبيرة الحجم إلي الصغيرة المصقولة من رؤوس السهام والفؤوس المصقولة لصيد الحيوانات صغيرة الحجم وطوروا نمطهم الاقتصادي من الجمع والصيد إلي الرعي والزراعة وعاشوا على ضفاف نهر النيل وعلى حواف تلك الوديان كرعاة ومزارعين وعلى قمم الجبال مستغلين الصخور في رحى الحبوب والصيد حتى نهايات العصر الحجري الحديث.. وأظهرت الآثار الأخرى أن هذه المجموعة السكانية صنعت آلات حجرية حادة من صخور منطقة السبلوقة شكلت منها سكاكين وفؤوس مصقولة ومسننات ورؤوس سهام من الحجر لاعتمادهم على الصيد البري والنهري بجانب استغلال الصخور الثابتة كأدوات رحي. كما صنعوا بعض الأدوات من العظم مثل أدوات الزينة من الخرز وزمام الشفاة وبعض أدوات التجميل. واستقروا في المنطقة لمدى زمني طويل كمستوطنات صغيرة عمرت المنطقة لآلاف السنين وكانت لهم علاقات تواصل مع مستوطنات ما قبل التاريخ في السودان الأوسط بجانب مواقع العصور الحجرية . وقد أثمر هذا الموسم التدريبي لطلاب كلية الاداب قسم الآثار في الكشف عن عدد من المقابر على الجبال والمرتفعات الصخرية وجبانة مروية كبيرة الحجم على حافة وادي أب قيدوم في منطقة حجر العسل كما توصلت عمليات المسح الآثاري على السطح أن هناك مجموعة كبيرة من المقابر البيضاوية من الصخور بلغت 120 مقبرة في منطقة صغيرة غرب الوادي وبالقرب من الجبل وعلى الضفة اليمنى وجدت بقايا مستوطنة من الصخور والفخار المروي. بناء على ذلك قرر أعضاء المشروع إجراء حفريات آثارية في هذا الموقع لما يتميز به من تفرد في كمية ونوعية الآثار على السطح ولأنه مؤشر على تمدد إمبراطورية كوش في الفترة المروية جنوبا فقد تم تنقيب 2 من المقابر الأولى كبيرة الحجم والثانية صغيرة الحجم من خلال البناء الفوقي من الصخور المرصوفة بعناية على شكل بيضاوي وملئت أوساطها بالحصى والرمل لحفظ شكل القبر من الخارج لآلاف السنين. بدأت الحفريات الآثارية بعد تصوير ورسم شكل القبر من الخارج والتعرف على الطراز المعماري الجنائزي من الخارج ليسهل فهم فترتها الزمنية عبر المقاربة مع المدروس مسبقاُ في السودان ووادي النيل ومنطقة السبلوقة نفسها. بدأ الحفر بتنظيف شكل القبر من الخارج حتى ظهرت تلك الصخور التي تمثل البناء الفوقي للقبر. ويبدو أنهم شيدوها بصورة جميلة لاعتقادهم بحياة ما بعد الموت. وتم تقسيم شكل القبر من الخارج لأرباع متساوية وحفر كل جزء بصورة منفصلة حتى يسهل التعرف على بدايات شكل القبر من الخارج وذلك حسب تغير لون التربة. ومن ثم نظفت حفريات البناء الفوقي حتى عمق 60 سم حيث بدأ شكل القبر من الخارج. ومن ثم تم التركيز على على حفر الحفرة الأصلية للقبر حتى الوصول للمتوفى . وتوصلت الحفريات إلي التعرف على نوع من طراز المقابر الذي يتكون من بناء فوقي على شكل صخور مرصوفة مع حبيبات الحصى ترتفع عن المحيط الأصلي للأرض بنصف المتر وقطعت حفرة الدفن على شكل حدوة الحصان ومسلوبة من الخلف في وسط الكوم إذ بلغ عمقها الرأسي 2 متر وطولها 2.5 متر وعرضها 1.2 متر مقطوعة بصورة رأسية محكمة في طبقة طينية صلبة في أسفل تلك الحفرة وفي الجزء الغربي وجدت المقصورة الجنائزية مقطوعة أفقياً على شكل نصف دائري بعرض متر وطول 70 سم وعمق متر ونصف تشبه قبوة أفران الخبز البلدية. تم قفل هذه المقصورة بعدد من الصخور كبيرة الحجم وبعد ازالتها وجدت رمال ناعة مغطية بها الغرفة وخلفها كانت مرصوصة الجرار الفخارية في منحنى حول محيط المقصورة الجنائزية من الخارج. وخلف تلك الجرار الفخارية يرقد صاحب القبر على شقه الأيمن والرأس جهة الجنوب والوجه جهة الشرق وفي وضع قرفصائي حيث وجد صاحب القبر وحوله الجرار الفخارية والخرز وخاتم الابهام. وجد في القبر الأول عدد 4 جرار من الفخار صنعت من الطين المحروق وكشف القبر الثاني عن ثراء في الأثاث الجنائزي من نظافة القبر وضمت الأواني الفخارية نوعا من الجرار كبيرة الحجم وذات الفوهة والجرار متوسطة الحجم وذات الرقبة والصحون السوداء والسلطانية صغيرة الحجم سوداء اللون والكؤوس الحمراء المتينة والناعمة. وجدت في المقبرة الأولى عدد 4 جرار مختلفة في الحجم واللون والبناء وضمت المقبرة الثانية عدد خمسة جرار تختلف فيما بينها وتختلف عن السابقة ووجدت أشكال من الخرز الحجري الصغير والناعم حول عنق المتوفى وحول الرأس والأيدي والأرجل كذلك كان المتوفى يلبس خاتم مصنوع من الجرانيت الناعم في الابهام وهو ما يسمى خاتم الابهام الذي عرفته الكثير من الدراسات بأنه يستخدم في شد القوس عند المحاربين وعرفته دراسات أخرى بأنه خاتم يستخدم في نسيج وغزل القطن والصوف. أما الجرار الفخارية وجد بها فحم وبعضها به بقايا عظام حيوانات وهذا ما دل على أنهم دفنوا مع المتوفى الأشياء التي يحتاجها في حياته اليومية من مأكل ومشرب ولربما بعض الأثاث الجنائزي يدل على وظيفة صاحب القبر مثال ذلك أن المقبرة التي وجد صاحبها يلبس خاتم الابهام لربما أنها كانت إمرأة محاربة أو تعمل في النسيج والغزل وكانت كلتا المقبرتين لأناث . يعد هذا النوع من المقابر الغنية بالأثاث الجنائزي نادرا وهي من نوع المقابر التي نسبتها العديد من الدراسات لفترة مروي المتأخرة أو ما بعد مروي تلك الفترة التي ظهرت فيها اللا مركزية عندما تبدلت مركزية الحضارة المروية إلي مشيخات ودويلات صغيرة كل في اقليم ولها حكمها المحلي . وما وجد في الموقع من عدد المقابر الكبير ومحتواها الضخم يدل على وجود مستوطنة لربما كانت لزراع أو رعاة وفنانين عمروا المنطقة لمئات السنين وشيدوا مساكنهم من الأكواخ والقطاطي لتلائم مناخ المنطقة الذي كان مطير في نهايات الحضارة المروية على الجزء الشرقي من الوادي كما وجدت بقايا صخور كأثاثات لأكواخ وحولها وجدت قطع الفخار والأسورة الحجرية والحديدية وبعض أدوات الزينة من المكحلة الحجرية والخرز واستغلوا المنطقة المرتفعة حول الجبل كجبانة لدفن موتاهم.. تم جمع عينات من الفحم الذي وجد بداخل تلك الجرار الفخارية من المقابر وسيتم ارسالها للمعامل بالخارج كما سنعمل قريباً على دراسات تحليلية آنثروبولوجية على عظام هذه المجموعة من المقابر للتعرف على هويتهم بصورة قاطعة ونشاطاتهم الحياتية من غذاء وصحة. ويعد هذا الموقع المتفرد في محتواه أنموذجاً لفهم دويلات فترة ما بعد مروي وتاريخها وثقافاتها كما أن المحيط الجغرافي وما به من جبال وأودية ورمال مع قربه من الشلال السادس يبعث الأمل بتأهيل مكان سياحي ليكون رافدا رئيسيا للسياحة شمال الخرطوم فضلاً عن أنه من النادر جدا في السودان أن تجد موقعا أثريا لهذه الفترة ما زال محافظاً لأن معظم آثار هذه الفترة قد تم نهبها ونبشت مقابرها. وقد قامت بعثة الطلاب بجانب عمليات الكشف والتنقيب عن تلك الاثار باقامة محاضرات تنويرية للسكان حول الموقع وتوصيتهم للمحافظة عليه مع عمل لافتة بها شعار الجامعة وشعار هيئة الآثار والمتاحف بغرض الحفاظ على هذا الموقع المهم وستقوم قريباً بتسوير الموقع وفتح مقابر اضافية ليكون جاذباً للسياحة وفي المستقبل إقامة حقل تدريبي دائم لخريجي الآثار السودانية على حفر المقابر الكبيرة والمحافظة عليها مع متحف صغير لحفظ محتويات هذا الموقع وفتح المقابر للسياحة والدراسة بمشيئة الله. كان عمل طلاب الفرقة الرابعة الدؤوب ورغبتهم في التعلم هو الدافع الحقيقي في مواصلة العمل كما كانت وقفة الزملاء الأجلاء أعمدة أصيلة في الوصول إلي الغاية السامية. هذا وتعتبر هذه المكتشفات الفريدة إضافة للحقل العلمي في الآثار السودانية وما زالت المنطقة
تحتاج الكثير من العمل الحقلي حولها للكشف عن بعدها الحضاري ودورها في السودان القديم بجانب أنها منطقة خصبة لتدريب الطلاب على كل ضروب العمل الآثاري. وقد شكرت البعثة من الطلاب ومشرفين من أساتذة إدارة جامعة النيلين وإدارة كلية الآداب في توفيق أوضاع العمل الميداني والهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية لإتاحة فرصة التدريب ولأعضاء هيئة التدريس بالقسم في تعاونهم وشغفهم المتواصل وللطلاب الأوفياء في تحملهم مشقة العمل وصبرهم على البحث المتواصل وتعاونهم مع من حولهم و لسائقي المركبات والحرس الجامعي في حرصهم على انجاح الموسم الحقلي ولسكان منطقة حجر العسل والسبلوقة في تعاونهم والحفاظ على موروثهم الثقافي لأن مثل هذه الآثار تمثل الجذور السودانية وإهمالها وعدم المحافظة عليها يعني طمس الهوية السودانية ومراعاتها تعني الدفع بمسيرة العلم وتوفير فرص أوسع للسياحة بكل أنواعها في السودان ذو الثراء التاريخي لا سيما وأن منطقة الشلال السادس بالسبلوقة تمثل قبلة للسياحة الطبيعية، وبتوفير دراسات متعمقة حول هذه المواقع الأثرية سنوفر سياحة في الآثار تكمل اللوحة مع سياحة الطبيعة ويمكن أن تصبح منطقة السبلوقة أنموذجا للسياحة في السودان وإفريقيا السمراء. الجدير بالذكر انه تم تأسيس مشروع السبلوقة على يد الدكتور الراحل خضر عبد الكريم في العام 2008م. وبدأت الزيارات الاستطلاعية منذ ذلك الحين وبدأت المسوحات والحفريات الحقلية التدريبية في العام 2013م على يد الدكتور أحمد حامد نصر كمدير حقلي والأستاذ عبد القادر الخزين والأستاذة رحاب شمبول الدكتور والبروفيسور إبراهيم موسى والأستاذ مزمل سعد ومدثر عبد الله وسرعان ما توسع المشروع ليشمل مشروع البحث الآثاري في المنطقة بصورة أكبر وبدأ عدد من طلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس بالقسم على كتابة رسائلهم العلمية بالمشروع والمادة الأثرية التي اكتشفت في الأربع مواسم السابقة. فضلاً عن المنشورات العلمية التي نشرت في مجلات عالمية عن طريق رئيس المشروع والبعض منها قدم في مؤتمرات عالمية ومحلية وأقيمت حول المادة الأثرية عدد من الورش والمعارض والمؤتمرات والمحاضرات العامة . وفي إطار ربط جوانب علم الآثار النظرية بالعملية درج قسم الآثار جامعة النيلين على إجراء حفريات تدريبية لطلاب السنة الرابعة بالجزء الجنوبي من منطقة السبلوقة للمساهمة في رسم الخارطة العامة لتوزيع مواقع الآثار زمنياً وثقافياً. وبهدف تأهيل وتدريب الطلاب على مراحل المسح والتنقيب الآثاري مع إسقاط بعض فرضيات المشروع العامة على نتائج العمل الحقلي والتي جلها تنحصر في البحث عن الانتشار والتوسع الثقافي لمستوطنات ما قبل التاريخ شمال الخرطوم وعلاقتها بالموجودة في الوسط لاعتبار منطقة السبلوقة حلقة وصل بين أقاليم السودان الثقافية مع البحث عن تمدد الفترات الحضارية (حضارات نبتة ومروي والفترة المسيحية) جنوب العاصمة بالبجراوية .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.