أمل عبد الحميد تعد المنطقة العربية وشمال أفريقيا الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، التي بدأت آثارها على مناطق عديدة في أنحاء العالم نتيجة التطور الصناعي وما يصاحبه من تلوث بيئي في الدول الغربية. وتخلص سلسلة تقارير (اخفضوا الحرارة) للتحذير من مخاطر التغيرات المناخية التي تهدد العالم ، والذي أعدته مجموعة البنك الدولي ، إلى أن ارتفاع حرارة العالم 1.5 درجة مئوية زيادة على مستوياتها قبل الثورة الصناعية قد أصبح أمرا قائما في نظام الغلاف الجوي للكرة الأرضية بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة الماضية والمتوقعة، ما يعني مزيدا من نوبات الجفاف وارتفاع منسوب سطح البحر وزيادة المخاطر على الأمن الغذائي والمائي والمجتمعات الساحلية وموارد الرزق. وبدون اتخاذ تدابير منسقة، سيواصل الكوكب الاحترار، أما الأحداث المناخية المتطرفة التي تقع حاليا مرة كل مئات الأعوام فقد تصبح الواقع المناخي الجديد مما يؤدي إلى زيادة المخاطر والاضطرابات. ويحلل التقرير ، الآثار المحتملة لارتفاع الحرارة درجتين الى أربع درجات في ثلاث مناطق هي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من أوروبا وآسيا الوسطى، ويتوصل إلى أن ردود أفعال متواصلة ستنشأ عن ذوبان الطبقة الدائمة التجمد وموت الغابات وزيادة التبعات الحادة على البشر حيث تزداد وتيرة موجات الحرارة، وتصبح الموارد المائية أقل توفرا، وتنتقل الأمراض إلى نطاقات جديدة، ويرتفع منسوب سطح البحر. ورغم أن انبعاثات الغازات الدفيئة بالمنطقة العربية لا تتجاوز 5% من انبعاثات الغازات في العالم، فإنها المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة، فإذا تجاوز ارتفاع درجة حرارة الكوكب درجتين مئويتين؛ فهذا يعني ارتفاعا هائلا في درجات حرارة المنطقة العربية، وسيصاحبه شح المياه وانهيار الزراعة، ناهيك عن غرق عدة مدن عربية ساحلية. ويرى خبراء المناخ أن آثار التغير المناخي بدأت تظهر في المنطقة العربية، متمثلة في موجة السيول والفيضانات التي ضربت مصر ولبنان والعراق وموريتانيا والسعودية والكويت، بالإضافة إلى إعصار تشابالا الذي ضرب جنوب اليمن وسلطنة عمان. وكان مجلس وزراء المياه العرب قد أعلن أمس عن إعداد تقرير تقييمي لتغيُّر المناخ في المنطقة العربية قبل نهاية العام الجاري، كما أعلن عن تنظيم مؤتمر بشأن تغير المناخ والتكيُّف معه في المنطقة العربية، بالعاصمة اللبنانية بيروت في سبتمبر المقبل. وأوصى المجلس، خلال اجتماعه الختامي ضمن فعاليات دورته التاسعة بمقر جامعة الدول العربية، بتخصيص المؤتمر العربي الثالث للمياه، المقرر انعقاده بدولة الكويت، يومي 2 و3 مايو من العام 2018، للحديث بشأن "التكامل العربي في إدارة الموارد المائية"، كما أوصى بالتنسيق والتحضير العربي للمنتدى العالمي للمياه، والمقرر عقده في البرازيل في مارس 2018 كما أقر المجلس دعوة الدول العربية إلى تفعيل التنسيق بين الوزارات المعنية بقطاع المياه والزراعة بشأن المبادرة الإقليمية لندرة المياه التي تنفذها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" من خلال تكوين لجنة مشتركة لدراسة السبل الكفيلة بتحسين مراقبة كميات المياه المستخدمة في الزراعة ومدى تأثير استخدام تكنولوجيا الري على توفير المياه، والتنسيق في ذلك مع أنشطة مشروع تعزيز الأمن الغذائي والمائي في المنطقة العربية. وأوصى المجلس الدول العربية بتقديم قصص النجاح المرتبطة بإدارة الموارد المائية والشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة مشروعات الصرف الصحي؛ للاستفادة منها وتعميمها على كل الدول. كما أقر المجلس جائزة المجلس لعام 2018 تحت عنوان "مخاطر تلوث المياه الجوفية وسبل معالجتها"، وأقر تشكيل لجنة تضم 7 دول عربية، من بينها مصر، بالإضافة إلى منظمات عربية وإقليمية ودولية لوضع رؤية لتطوير وتحسين أداء أعمال المجلس الوزاري العربي للمياه وآليات التنفيذ.