كتب- سعيد الطيب استضاف السودان البرلمان العربى فى الفترة من 29-31 اكتوبر الجارى فى دورة انعقاده الثاني من الفصل التشريعي الثاني , وقد عقد البرلمان العربي على هامش دورة انعقاده منتدى (السودان الحاضر ورؤى المستقبل) تحت شعار (السودان المستقبل)وقد كان المنتدى هو الاول الذي يعقده البرلمان العربي رغم انعقاد جلساته في عدد من الدول. تعود فكرة انشاء مؤسسة تمثيلية شعبية في إطار جامعة الدول العربية الى منتصف خمسينيات القرن الماضي ، وظلت مطروحة على بساط البحث والتداول ، ولم تغب عن مبادرات إصلاح منظومة جامعة الدول العربية ، وكانت محل اهتمام كبير من قبل الاتحاد البرلماني العربي ، وتلاقت توجهاته مع الجامعة العربية ، وتعاوناً معاً على وضع القواعد المشتركة لهذا الاقتراح بإنشاء برلمان عربي ، وكان ذلك أساساً للقرارات التي اتخذتها القمم العربية فيما بعد بشأن تأسيس البرلمان العربي الذي أنشىء بمقتضى قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة رقم (292) الصادر عن الدورة العادية السابعة عشر المنعقدة بمدينة الجزائر ، بالجمهورية الجزائرية ، وذلك بتاريخ 23 مارس 2005م ثم انتقل من مرحلة البرلمان الانتقالي الى المؤسسة البرلمانية الدائمة ، وافتتح أعمال دور انعقاده العادي الأول بتاريخ 12 ديسمبر 2012 م ، واستهله بانتخاب رئيسه ونوابه الأربعة، وتشكيل لجانه الدائمة الأربعة وانتخاب رؤسائها ومقرريها، وأمينه العام واثنين من الأمناء العامين المساعدين؛ وفور استكمال تشكيل أجهزته البرلمانية الرئيسية، شرع البرلمان في وضع نظامه الداخلي ونظامه المالي وغيرهما من الأنظمة الادارية والمالية للبرلمان . فى التاسع والعشرين من اكتوبر الجارى بدأت بقاعة الصداقة بالخرطوم إجتماعات اللجان المتخصصة بالبرلمان العربي مع نظيراتها بالبرلمان السوداني حيث قدم دكتور مشعل بن فهد محمد السلمي، رئيس البرلمان العربي التهنئة للسودان حكومة وشعبا برفع الحظر الإقتصادي واصفا هذه الإجتماعات التى تعقد بالسودان بالتاريخية. وقال مشعل إن البرلمان العربي كان شريكا فى رفع الحصار عن السودان مشيرا الى المراسلات التى تمت بينه ورئيس مجلس النواب الأمريكي (بول راين) وامن فهد على دور السودان المحوري فى الوطن العربي والقارة الأفريقية فى الأمن القومي والإقليمي مبينا أن السودان اول دولة انضمت الى التحالف الإسلامي العسكري الذى انشأته الممكلة العربية السعودية والذي يضم (41) دولة عربية وإسلامية ، كما انه عضو فى التحالف العربي لإسترداد الشرعية فى اليمن. واشار الإستاذ على محمود عبدالرسول، رئيس لجنة الشؤون المالية والإقتصادية بالمجلس الوطني للقوانين التى سنها المجلس الوطني فى تسهيل إجراءات الإستثمار مبينا أن الأفضلية للمستثمر العربي وأن نحو 200 مليون فدان صالحة للزراعة بالبلاد. من جانبها استعرضت الأستاذة إحلام سالم ثجيل، رئيسة لجنة الشؤون الإجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب استعرضت اوضاع الدول العربية والإجتماعية مشيرة الى حدة الفقر التى تشهدها الدول العربية والإسلامية ، كما تطرقت الى حالات الهجرة غير الشرعية وكشفت إحلام عن خطة لمكافحة الفقر وإنتهاكات حقوق الإنسان التى تمارس ضد المهاجرين مبينة أن استراتيجية لجنتها تعمل على تحسين وضع التعليم العام والعالي والبحث العلمي بالوطن العربي الى جانب عملها فى الصحة. ولفت الأستاذ أحمد المشرقي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي الى الوثيقة التى تحكم برلمانات وحكومات الوطن العربي فى كيفية الحفاظ على الأمن القومي والتعامل السياسي مع بعضها البعض. ثم التقي رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي بقاعة الصداقة على هامش انعقاد الدورة الثانية من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي سفراء الدول العربية المعتمدين لدى الخرطوم حيث ناقش اللقاء القضية الفلسطينية ودور البرلمان العربي، بجانب الاستراتيجية العربية لمواجهة الإرهاب ودفع التنمية , مشيرا الى ان البرلمان العربي يقوم بجهود كبيرة تجاه القضية الفلسطينية، مضيفاً أن هناك استهداف للعالم العربي وقال سفير فلسطين ان للبرلمان العربي دور فاعل تجاه القضية الفلسطينية. وتطرق اللقاء الي القضية الصومالية، مضيفاً أن البرلمان يستنكر ما يحدث في الصومال من ارهاب وانه يقف معها قلباً وقالباً, مؤكدا مواصلة الجهود لتحقيق التنمية والتعاون بين الدول العربية. وعقد مكتب البرلمان العربي ومكتب المجلس الوطني اجتماعا مشتركا يوم 28 أكتوبر الجاري بحث التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين البرلمانين العربي والسوداني ، كما عقد مكتب البرلمان العربي اجتماعه يوم 30 أكتوبرالجاري لاعتماد جدول اعمال الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الثاني للبرلمان العربي . فى الثلاثون من اكتوبر الجارى أكدالدكتور مشعل بن فهم السلمي ، رئيس البرلمان العربي في كلمته أمام المنتدى الأول للبرلمان العربي بالخرطوم، أن عقد المنتدى تحت عنوان "سودان المستقبل"، جاء ليكون شاهداً على محطة هامة في تاريخ السودان الحديث، معبراً عن بالغ الشكر وعظيم التقدير والامتنان لدولة السودان احتضانها لأعمال أول منتدى للبرلمان العربي. ووجه رئيس البرلمان العربي في كلمته أخلص التهاني والتبريكات لجمهورية السودان رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً، بمناسبة رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية لما حققه السودان من إنجازات هامة على طريق التقدم والتنمية والسلم الأهلي وتعزيز مكانتها المتميزة وحضوره الفاعل في محيطه العربي والإقليمي والدولي. وأشار الدكتور مشعل بن فهم السلمي إلى أن البرلمان العربي طالب مراراً وتكراراً من خلال المواقف والبيانات التي تصدر عنه برفع كامل للعقوبات الاقتصادية ورفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، موضحاً بأنه سبق وأن بعث برسالة خطية في شهر مايو الماضي، إلى معالي بول راين رئيس مجلس النواب الأمريكي، طالب فيها برفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ورفع كامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، وذلك تقديراً للجهد الكبير الذي تقوم به دولة السودان في محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، ولأن دولة السودان تعتبر اليوم من الدول المحورية في محاربة الإرهاب، فهي من أوائل الدول التي انضمت للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والتحالف العربي لدعم الشرعية في جمهورية اليمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية، كما تقوم بدور إيجابي وفاعل في حفظ الأمن القومي العربي وتحقيق السلم والأمن في إفريقيا خاصة في دولة جنوب السودان، مؤكداً على دعم البرلمان العربي لدولة السودان في رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب، وسوف نتبنى هذا الموقف في كافة المحافل التي نشارك فيها وعلى كافة المستويات. وأكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي أنه وإدراكاً من البرلمان العربي للتحديات الكبيرة والمخاطر التي تحدق بالسودان، والفرص العظيمة والواعدة لصناعة مستقبل السودان، يعقد هذا المنتدى على أرض السودان العزيز، ليعزز من جهود السودان حول المحاور الأساسية الهادفة لإرساء دعائم السلام والوحدة، والإقتصاد، والعلاقات الخارجية، ومخرجات الحوار الوطني، ودعا كافة شرائح الشعب السوداني ومكوناته السياسية والإجتماعية المعبرة عن آماله وتطلعاته للتوافق والتعاضد من أجل سودان المستقبل، لينعم الشعب السوداني الشقيق بحياة كريمة وآمنة ومستقرة . وتناول المنتدى الاول للبرلمان العربى محورين، الاول "محور العلاقات الخارجية"، تناول مستقبل العلاقات الخارجية للسودان والتطورات التي يشهدها الآن ,والمعلوم ان السودان رغم الحصار والتقييد الاقتصادي استطاع أن يبني علاقات خارجية فاعلة ونشطة ، وبالتالى ومن خلال المعطيات الجديدة يستشرف السودان ان شاء الله آفاقا جديدة لهذه العلاقات الخارجية ويؤدي الدور المرتقب منه. المحور الثاني للمنتدى يتمثل في المشروع الوطني الكبير باعتبار أن السودان شهد في الفترة الماضية اكبر مصالحة وطنية عبر الحوار الوطني الذي ادى الى شراكة بين ابناء السودان، فضلا على انه خلال السنوات الماضية انجز انجازات كبيرة في مجال التنمية" فى الواحد والثلاثون من اكتوبر عقد البرلمان العربي برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمي ، رئيس البرلمان العربي ، جلسته الافتتاحية لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثاني ، وقد افتتح الرئيس عمر البشير فعاليات الجلسة بحضور لفيف من الشخصيات البرلمانية العربية والعامة دعا فيها بأن يكون للبرلمان العربي دورا في ما يجري على الساحة العربية من اختلاف وما تحتاجه من توافق وإتفاق لتجاوز التحديات والمهددات المختلفة التي تواجهها, داعيا الى التسامي فوق الخلافات وتغليب المصالح الكبرى والتآزر لمواجهة المهددات والأخطارمن اجل حماية الوطن العربي من التطرف والإرهاب فضلا عن المهددات التي تهدد استقرار المجتمعات العربية, معبرا عن تقديره للنجاحات الكبيرة التى حققها البرلمان العربى رغم قصر عمره الزمنى داعيا الى ضرورة تعزيز علاقات التعاون والتكامل مع البرلمانات الوطنية والإقليمية ومعيناً لجامعة الدول العربية في برنامج الإصلاح والتطوير وتقييم مسيرة العمل العربي المشترك وتدعيم التجارب الناجحة لتفعيل التجارة البينية العربية والسوق العربية المشتركة . كما اعتبر البشير البرلمان العربى بأنه مكسب تاريخي للامة العربية نظرا لانه نهض بمسؤوليات العمل البرلماني العربي المشترك لأكثر من ثلاثة عقود, داعيا البرلمان العربي لتوثيق علاقاته مع البرلمانات الوطنية في الدول العربية بحسبانها مالكة صلاحيات التشريع والرقابة والمُصادقة على الاتفاقيات الدولية حتى يصبح ذا فعالية مؤثرة , مثمنا ومشيرا الى مبادرة البرلمان العربي للانتقال من مقره وعقد دوراته في الدول العربية ومن بينها دورته في الخرطوم واصفا اياها بأنها نقلة نوعية مهمة ذات أثر إيجابي على أعماله ونهوضه بدوره القومي بما يخدم التواصل والعلاقات المتميزة بينه وبين المجالس البرلمانية في الدول العربية .
