رصد - سعيد الطيب قبل ثلاث اعوام أعلنت (داعش) بتاريخ 29 يونيو 2014م عن الخلافة الإسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة المسلمين، وقال الناطق الرسمي باسم الدولة أبو محمد العدناني أنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة، وأن مقاتليها أزالوا الحدود التي وصفها بالصنم، وأن الاسم الحالي سيُلغى ليحل بدلاً منه اسم الدولة الإسلامية فقط. ظهر التنظيم لأول مرة تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد في شهر سبتمبر 2003م، وتحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.وفى أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق. رغم أن التنظيم لم يدعُ نفسه بتنظيم القاعدة في العراق، إلا أن هذا الاسم ظل متداولاً بين الناس في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق ,اما في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام،، وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم، وتُعاقب بالجلد كل من يستخدم هذا الاسم في المناطق التي تسيطر عليها. في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة "خلافة عالمية" انتقدت العديد من المؤسسات والجهات، والمجموعات الإسلامية اختيار هذا الاسم، ورفضت اسنخدامه يشاع الآن إطلاق اسم داعش على التنظيم، كما يُطلق على المنتمين له اسم الدواعش وبعد أن كان يسيطر على ثلث مساحة العراق ومساحات كبيرة من سوريا، ويفرض سلطته على الملايين، باتت (داعش) مطاردة في بلدات صغيرة أو في بقاع في الصحراء, بعد ان اكدت الوقائع الميدانية، في كل من العراقوسوريا، أن التنظيم يقترب كل يوم من نهايته، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري، على مدينة دير الزور، آخر معقل رئيسي للتنظيم في سوريا. وفي العراق، تمكنت قوات الجيش من انتزاع السيطرة على آخر بلدة مهمة لتنظيم "داعش" على الجانب الآخر من الحدود. وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة "داعش" إنه لم يتبق للتنظيم سوى بضعة آلاف من المقاتلين يتمركزون بالأساس في البوكمال على الجانب الآخر من الحدود في سوريا. جوناثان ماركوس مراسل الشؤون الدبلوماسية لهيئة الاذاعة البريطانية قال لا يوجد منتصر حقيقي من الحروب الأهلية التي تنشُر الدمار والمعاناة في أنحاء بلد بأسره، لكن الحرب في سوريا ضد داعش في طريقها للحسم خاصة بعد ان نجحت قوات الحكومة السورية في السيطرة على مدينة دير الزور الشرقية، آخر معقل حضري لمسلحي تنظيم الدولة، والتي تقع على القرب من الحدود العراقية, وسيظل تنظيم الدولة بشكل أو بآخر جماعة متمردة ومصدرا للإلهام الفكري، لكنه انتهى ككيان إقليمي أو نظام خلافة إسلامية حقيقي. ولخص جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري والأستاذ في جامعة أوكلاهوما، الوضع بكلمات بسيطة قائلا: "لقد فاز الأسد بالحرب في سوريا عسكريا. لقد دحر (الأسد) الانتفاضة الأصلية أو الثورة. لقد انحصر وجود جماعات المعارضة المسلحة ودُفعت إلى أطراف سوريا". مضيفا بأن المجتمع الدولي تخلي عن (جماعات المعارضة المسلحة) كقضية خاسرة. لكن الميليشيات المتمردة لا تزال لديها بعض المقاومة لكنها لا تستطيع شن هجوم فاعل ضد جيش الأسد". الان بدأت تتكشف خارطة استراتيجية جديدة تقسم سوريا إلى ثلاث مناطق، واحدة تسيطر عليها حكومة الأسد (بدعم من روسياوإيران) وأخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (التي تضم مزيجا من جماعات كردية وعربية وجماعات أخرى مدعومة من الولاياتالمتحدة)، ومناطق ثالثة تديرها عناصر مختلفة من المعارضة السورية مدعومة بدرجات مختلفة من جانب تركيا والأردن. وبعد أن ساعدت روسيا الأسد في استعادة السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية، فإن موسكو نجحت في المناورة لكي تحتفظ لنفسها بأفضل الأوراق في الجزء الأخير من اللعبة الدبلوماسية المُفترضة. وبعد زوال تنظيم الدولة، فإن مستقبل سوريا سيُحدد أيضا من خلال مجموعة مختلفة من الجهات الخارجية الفاعلة والتي ستخوض معاركها الاستراتيجية الخاصة بها وتسعى لتحقيق مصالحها الداخلية.وهذه الجهات الفاعلة الرئيسية الأربعة هي الولاياتالمتحدةوروسياوتركياوإيران. مُنيت المحاولات الأولية للولايات المتحدة لجذب جماعات تتبنى المعارضة الديمقراطية لهزيمة حكومة الأسد بفشل كبير، وكان تركيزها في الغالب ينصب على هزيمة تنظيم الدولة. لكن الخبير جوشوا لانديس يقول إن الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تتخذ الآن قرارا: "هل ستظل في شمال سوريا للدفاع عن مكاسب قوات سوريا الديمقراطية والتي سلحتها ودربتها وساعدتها لتحقيق النصر في (مدينة) الرقة والمنطقة الواقعة شمال نهر الفرات؟".وايا كانت السياسة التي تتبناها الولاياتالمتحدة في سوريا فإنها ستكون مليئة بالتناقضات. فعلى سبيل المثال فإن واشنطن تؤكد باستمرار أنه يجب على الأسد أن يرحل من الحكم وأن أيامه مُعدودة في الحكم، ومع ذلك أوقفت الولاياتالمتحدة الدعم لجميع من يعارضون الأسد. وإذا أصبح ممكنا القول إن سياسة الولاياتالمتحدة إزاء سوريا مضطربة، فإن الأمر نفسه قد ينطبق على تركيا. ويقول جوشوا لانديس إن هدف أنقرة هو إعادة التخندق وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليه أن يتأكد من أن المسألة الكردية في تركيا لا تتجه إلى حرب أهلية. وسيسعى بشكل متزايد إلى تطبيع العلاقات مع الأسد بهدف احتواء استقلال أكراد سوريا. وقد تحركت قوات تركية قليلا باتجاه شمالي سوريا لتحقيق هذا الهدف. كان لطهران هدف واحد واضح من خلال دعمها لحكومة الرئيس الأسد (وتقديم دعم كبير للحكومة المدعومة من الشيعة في العراق) وهو ضمان هيمنتها على مناطق شمال الشرق الأوسط، وهي الأراضي الممتدة من لبنان عبر سورياوالعراق وحتى حدود إيران نفسها. ويقول جوشوا لانديس "هذا هو الهيكل الأمني الجديد الذي قاتلت إيران من أجله بشراسة وهو أصبح في متناول يدها اليوم. وهذا يعني أن إيران يمكنها تحقيق توازن مضاد لإسرائيل، وهو ما يعني أيضا أن إيران يمكنها إنشاء خطوط أنابيب نفط تمتد إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط وكذلك تأسيس طرق للتجارة وطرق سريعة ومسالك للحج". أما روسيا، بعد إيران، فهي الفائزة الكبرى الأخرى من الصراع السوري، إذ نجحت في إحياء دورها في المنطقة، وضمان تأسيس قواعد عسكرية مُهمة وأصبحت لاعبا دبلوماسيا رئيسيا.كما ان روسيا تريد أن "تحل" الصراع في سوريا بشروطها هي وأن تُصبح الجهات الفاعلة التي تؤيدها موسكو هي المنتصرة في النهاية، ويبدو أنها على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك الهدف. والسؤال هو هل ستسعى الولاياتالمتحدة إلى تعزيز وضعها في سوريا، ربما كجزء من سياسة أوسع "لإضعاف" النفوذ الإيراني، كما يأمل المحافظون الأمريكيون؟ قد يكون هذا مجرد كلام يصعُب تنفيذه على أرض الواقع، وقد يتطلب الكثير من الموارد والقوات على الأرض ليست إدارة ترامب مستعدة لتعرضها للخطر. ولكن ورغم وجود اربعة دول كبيرة فى الميدان السورى الان الا اننا فقط علينا ان نتأمل حديث ".علينا ان نتأمل حديث المتحدث باسم التحالف الدولى لمحاربة داعش الكولونيل الأمريكي رايان ديلون: ( لم تُهزم فكرة الدولة الإسلامية والخلافة على المدى القريب. بل سيظل تهديدها قائما)