- هناك العديد من الجرائم المستحدثة التى تستخدم وسائل وأساليب تكنولوجية حديثة لم تكن للمجتمعات عهد بها من قبل، الأمر الذى يكشف عن مدى التحول الملحوظ سواء فى صور وأنماط الجرائم أو فى مرتكبيها، أو فى أساليب إرتكابها، وخاصة فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية. فالجريمة الالكترونية ظاهرة عالمية تكاد تعانى منها كافة دول العالم ، مثل الخداع والاحتيال الذى يبدو فى قدرة مرتكبيها على إقناع ضحاياهم بأن أهدافهم عادية ومشروعة، كما تتسم هذه الجرائم بالتعقيد المتزايد الأمر الذى يعوق عملية الكشف عنها أو حتى ملاحقة مرتكبيها وعقابهم لقدرتهم الفائقة على إخفائها، وللقصور التشريعى فى مواجهتها. فعلى الرغم من أهمية دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى الحياة اليومية إلا أنه خلال الآونة الاخيرة إنتشرت زيادة الجريمة الالكترونية وخاصة الارهاب،الذى ينطوى فى داخله على مخاطر تفوق كافة التصورات فى تهديده للأمن فى المستقبل ويكفى أن نعرف أنه بلمسة واحدة يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص أن يكبدوا بعض الأشخاص أو المؤسسات أو حتى الشركات الكبرى خسائر فادحة فضلا عن زرع الافكار الهدامة . لكل هذه الاسباب مجتمعة عقد الإتحاد الدولي للمواقع الإلكترونية فرع السودان مؤخرا مؤتمر النيلين الدولي تحت شعار ( دور المواقع الإلكترونية في مجابهة الإرهاب وتعمير الأرض ودعم السياحة) بالخرطوم فى الفترة من 24- 28 الجارى بمشاركة وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومى الرقيق وحضور ممثلى عدد من الدول العربية برعاية الدكتورة تهاني عبد الله عطية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور محمد أبوزيد مصطفى وزير السياحة والآثار والحياة البرية، واكدت سلمى اللومى وزيرة السياحة التونسية أهمية تغعيل دور السياحة وطرح ومعالجة ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها وأسبابها عبر تغعيل دور السياحة ونشر الوعي بنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر . وقالت منى الثالوثى إن مثل هذه المؤتمرات والتي تجمع تنفيذيين وممثلين لجهات عدة ذات صلة في المجالات الاقتصادية والسياسية من شأنها أن تسهم في صياغة رؤية عامة تتعلق باحتواء ظاهرة الإرهاب الإلكتروني والحد منه، مبينة أن التصدي لظاهرة الإرهاب والأفكار الهدامة المنتشرة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل يمكن محاربتها ومواجهتها بالتعليم والتثقيف والوعي ، داعية إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمحاربتها، مشيرة إلى التجربة التونسية في إستراتيجية الإعلام السياحي الإلكتروني لتحسين الصورة الذهنية عن تونس. ونبهت إلى ضرورة التقليل من حدة التغطية الصحفية للإرهاب وتداعياته السلبية . من جانبه دعا مدير الإدارة العامة للعلاقات الدولية بوزارة السياحة، بدر الدين عباس، لتفعيل الشراكات والتوأمة مع القطاعات ذات الصلة عبر تفعيل دور الإعلام الإلكتروني لمحاربة الإرهاب الإلكتروني، مبينا أن العالم العربي وحتى العالمي يعاني كثيرا من الإرهاب الإلكتروني . كما أكد اللواء عمر نمر الوزير السابق لمجلس البيئة بولاية الخرطوم، أن الأفكار الهدامة للإعلام الإلكتروني الذي يدعو للإرهاب هى خطر ماثل يجب التعامل معه بكافة المستويات . وأضاف أن شعار المؤتمر يؤكد أهمية السياحة ودورها، قائلا آن الأوان للعمل مع الشركاء والمستهدفين والاهتمام بتنمية السياحة في إطار التنمية المستدامة والتي من شأنها معالجة مشكلة العطالة والتي تستقطب الشباب للإعلام الإلكنروني، . من جانبهم أمن المشاركون بالمؤتمر على ضرورة تصحيح الصورة الذهنية السالبة عن العالم العربي إعلاميا بمثل هذه الفعاليات . وناقش المؤتمر عدداً من الأوراق منها ورقة سفيرة النوايا الحسنة بمؤسسة المرأة العربية عايدة عبد الحميد التى تدعو لنشر الثقافة الوقائية والتوعية بمخاطر الإرهاب الإلكتروني . كما دعت سفيرة النوايا الحسنة الى نشر الثقافة الوقائية وتوعية المجتمع بمخاطر الإرهاب الالكترونى والتصدي له وقالت انه ينبغي العمل على نبذ الكراهية والعنف وثقافة الإقصاء وبالمقابل نشر ثقافة التسامح والحوار مع الآخر واحترام الديانات والثقافات والحضارات . وأشارت في استعراضها لورقتها بعنوان (الإرهاب الرقمي في الإعلام الجديد وتحديات المواجهة) إلى ضرورة سن القوانين والتشريعات الخاصة التي تسد كافة الثغرات التي تكتنف جريمة الإرهاب الإلكتروني و اكدت اهمية العمل على تنسيق وتوحيد الجهود بين الجهات المختلفة بالدول من أجل سد منافذ جريمة الإرهاب الإلكتروني قدر المستطاع، بالإضافة إلى العمل على ضبطها وإثباتها بالطرق القانونية والفنية وإيجاد منظومة قانونية دولية تحت مظلة الأممالمتحدة يعهد إليها توثيق وتوحيد جهود الدول في مكافحة ومواجهة الإرهاب الإلكتروني. كما تم تقديم ورقة عن المرأة وتحديات الارهاب الالكتروني ودور المتطوعين في مواجهته والتعزيز الفكري قدمتها د. لؤلؤة المطلق دعت فيها لتطوير السياسات والقوانين لحماية المرأة من خطر الإرهاب الإلكتروني . وأشارت لؤلؤة إلى أن 30 دولة وقعت على الاتفاقية الدولية الأولى لمكافحة الإجرام عبر الإنترنت في بودابست عام 2001م موضحة خلال عرضها للورقة أن إنخفاض معدل تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا وقلة الوعي يعد سببا رئيسا لسهولة إستهدافها بالإرهاب الإلكتروني إضافة إلى قلة إستثمار الجهات المعنية في تأهيل وتدريب المرأة لحمايتها فكريا إضافة إلى عدم التركيز على دورها الثقافي والمهني وتكريس دورها في الدور المنزلي فقط. وأوصت الورقة بوضع آليات واضحة ومحددة تدعم المساواة وتحقق العدالة الاجتماعية وتفعل دور المرأة سياسيا وأجتماعيا وتدربها على إستخدام التقنية لتأمن شر الإرهاب الإلكتروني. ع و