يعد انفاق المواطنين علي الصحة من اكبر المهددات التي تواجه الاسرة ويشكلا عبئاً كبيرا على دخله خاصة في الدول النامية بما فيها السودان حيث نجد السودان في مجال الانفاق على الصحة يتصدر دول شمال افريقيا وحسب دراسة علمية ما يزيد عن 75% من الاتفاق على الصحة يتم من جيب المواطن لذا اتجهت الدولة لتطبيق نظام التامين الصحي كآلية من آيات ضمان استدامة التمويل الصحي وتقوية نظم الامداد الصحي لتحقيق الحماية الاجتماعية ولتفادي الدفع المباشر علي الرغم من ذلك الا أن الانفاق على الصحة لازال مرتفعا جدا مما يؤدي إلى ادخالهم في دائرة الفقر
د. طلال الفاضل المهدي مدير عام الصندوق القومي للتأمين الصحي أكد على أهمية وجود بحوث علمية لدراسة مسببات إنفاق المواطنين علي الصحة والان العالم يتحدث عن البيانات العلمية في إتخاذ القرارات فقضية الانفاق تحتاج إلى حراك ودراسات بصورة علمية وادارة حوار فني وعلمي مع كافة الشركاء من خلال الدراسات التي يتم إجراؤها علي مستوي الداخل والخارج وأشار خلال مخاطبته ملتقى البحوث الأول للعام 2018م المنعقد بالخرطوم في السادس من يونيو إن هذا المنتدي يبحث عن المحددات الخاصة بالانفاق المباشر للمواطن من الجيب وواحدة من الاسباب المعلومة والكارثية ان المواطن ينفق من جيبه لتلقي الخدمات الطبية وأضاف قائلاً كلما زادت نسبة الإنفاق كلما كان له الأثر السالب في دخول المواطن في الفقر وقال رغم المحاولات نجد أن صرف المواطن على الصحة عالي خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الحالية حيث إن هناك مابين 4% الي 5% من الاشخاص في العالم من الذين ينفقون إنفاق مباشر علي الصحة يدخلون في الفقر خاصة في حالة وجود الأمراض المزمنة واشار الفاضل إلي أن زيارة الإنفاق على الصحة يكون لدي كبار السن والأطفال دون سن الخامسة لكثرة اصابتهم بالأمراض خاصة إن لم يكن لديهم نظام حماية إجتماعية ، وقال هناك سؤال يتردد حول هل زيادة التغطية بالتامين الصحى وتوفير خدمة عالية سيساعد في تخفيض الانفاق المباشر؟ قال طلال أن الدراسات العالمية تقول (كلما زادت نسبة التغطية بالتأمين الصحي قل الإنفاق المباشر ولكن لا يصل للحد المطلوبة ليؤمن لك عدم حصول المشاكل ) واستعرض خبراء في مجال اقتصاديات الصحة دراسة حول انفاق المواطنين علي الصحة المخاطر والمحددات شملت صرف المواطن على الصحة حيث ان السودان به اكبر عدد من السكان مقارنته مع دول المنطقة يفوق اليمن وافغانستان وباكستان بمعدل انفاق 75% وحسب منظمة الصحة العالمية وقد يصل الي ال80% مما يؤثر على الخدمة وعلي المؤشرات الصحية
كما شملت الدراسة عدد افراد الاسرة التي تفوق اعمارهم اكثر من 65 سنة انفاقها يزيد عن الاسرة الاقل وكذلك الاطفال دون سن الخامسة واصحاب الامراض المزمنة انفاقهم اكثر لزيادة امراضهم حيث يتعدي الانفاق من الجيب الي الكارثة فيما تصدرت ولاية الخرطوم الانقاق علي الصحة مقارنة ولايات شمال كردفان والشمالية ووصلت الدراسة الي ان النفقات الصحية الكارثية من الجيب تقلل من دخل المواطن مما تؤثر علي رفاهيته وتقلل الانفاق علي الطعام والملبس والتعليم من 10% الي 40% فيما ذكر مدير إدارة التخطيط بالصندوق القومي للتأمين الصحي د. باسط يوسف إن البحوث هي إحدى المحطات التي يجب التوقف عندها بشكل مستمر وقال إن منتدى البحوث الأول للعام 2018م ناقش قضية في غاية الأهمية وهي قضية الإنفاق على الصحة وإنفاق المواطنين علي الصحة. مشيراً الى ان الهدف من المنتدي تقييم الأهداف الإستراتيجية للصندوق للوقوف على الدراسات والتجارب للإستفادة منها في تقييم مسيرة التأمين الصحي وتحقيق غايته. وقال إن أهداف التأمين الصحي حسب قانون 2016م م تحقيق الحماية الصحية الإجتماعية بإدخال كافة المواطنين تحت مظلة التأمين الصحي مدير مركز إقتصاديات الصحة بجامعة الخرطوم د. عبيدالله محجوب عبيد الله قال أن الإنفاق على الصحة يمثل عبء كبير علي دخل المستهلك خاصة في الدول النامية لانخفاص دخل الفرد . وأشار إلى أن أي إنفاق كبير علي الصحة يؤثر علي بنود الأسرة الأخرى ويؤدي إلي الأثر الكارثي والإفقار أو الدخول في دائرة الفقر خاصة الذين يعشون في الريف. وأوضح أنه رغم العديد من المحاولات إلا أن الإنفاق على الصحة مرتفع وأضاف قائلاً اذا شكل الإنفاق علي الصحة اكثر من 40% من دخل الأسرة يصبح انفاق كارثي الأستاذ بجامعة كسلا والباحث في إقتصاديات الصحة د. محمد الحاج أبان أن دراسة إنفاق المواطنين علي الصحة تهدف الي تقييم أو تحديث أو اختبار المحددات الرئيسية التي تحدد الإنفاق على الصحة من الجيب أو الإنفاق المباشر من الجيب قائلا ( كلما زاد حجم الأسرة كلما زاد الإنفاق علي الصحة من الجيب) وأمن المشاركون في المتتدي علي الصندوق اجراء مزيد من الدراسات الحديثة لاتفاق المواطنين علي الصحة من الجيب في ظل المتغيرات الآنية مع استصحاب الصندوق القومي للتأمين الصحي الواقع الحالي للاوضاع الاقتصادية وزيادة تكاليف الخدمة المقدمة تحقيقا للحماية الاجتماعية للمؤمن عليهم