- نظمت جمعية الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وعدد من المؤسسات العاملة في مجال العمل الإنساني في غرب دارفور؛ وفي إطار الأنشطة التأسيسية وقصيرة المدى نفذت ورشة عمل في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بعنوان: نحو رؤية مشتركة للحد من الصراعات حول المراحيل ومخرجات الدراسة لخارطة الصراعات حول مرحال ( نوري ابو جداد ) ضمن أنشطة مشروع تعزيز إدارة الأرض من أجل التعايش السلمي في إطار استراتيجية تنمية دارفور وفقا لوثيقة الدوحة للسلام واستهدفت الورشة أكثر من سبعين من القيادات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية العاملة في مجال العمل الإنساني في دارفور. وأعلن الأستاذ مختار عبدالكريم برمة وزير الزراعة والموارد الطبيعية؛ ممثل والي غرب دارفور؛ التزام حكومة الولاية بمتابعة وتنفيذ مخرجات الورشة ونتائج الدراسة للحد من الصراعات وتوجيه الطاقات نحو التنمية المستدامة في ظل الاستقرار الكبير الذي تشهده الولاية، ووضع الحلول للمشكلات بمشاركة كافة الجهات التي لها علاقة بالمرحال؛ مع وضع الاعتبار في أخذ الآراء فيها، وقال إن الورشة تعتبر بداية جيدة لحل كافة إشكال الصراع في المرحال، وشدد على أهمية إشراك الرعاة والمزارعين في الزيارات الميدانية، مشيدا بالجهود الكبيرة من جمعية الهلال الأحمر القطري في تنمية المناطق المختلفة المتأثرة بالحرب والمناطق الأخرى من أجل تحقيق السلام الكامل في المنطقة. وأشاد بوقفة دولة قطر - حكومة وشعبا - مع السودان للوصول الى هذه المرحلة التي تعيشها دارفور، كما أشاد بالمانحين والمنظمات ووكالات الأممالمتحدة لإيفائهم بالتزاماتهم تجاه قضية دارفور. من جانبه؛ أشاد العميد الركن محمد علي اسماعيل معتمد محلية كرينك بفكرة الورشة والدراسة التي تفضي الى الحد من الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين وفقا للمناطق المحددة التي تقع فيها، وأبان أهمية إشراك كافة الأطراف في وضع الحلول، ودعا معتمد محلية كرينك الى توفير مقومات الحياة الكريمة في قرى العودة الطوعية والخدمات البيطرية والتعليم والصحة للرحل في المرحال، معلنا قدرة المحلية على حسم التفلتات ووضع الحلول للتحديات التي تواجهها. الى ذلك استعرض الدكتور شيخ الدين حسن عثمان ممثل جمعية الهلال الأحمر القطري المشروعات والبرامج التي نفذتها الجمعية في مختلف مناطق دارفور؛ والتي شملت مشروعات المياه والصحة وإصحاح البيئة والتعليم وسبل كسب العيش، بجانب تشييد وتأسيس عدد من المراكز الصحية وموارد المياه ومراكز الخدمات التنموية المتكاملة. وأشار ممثل الهلال الأحمر القطري الى أن الخطة الموضوعة للعام الحالي تشمل حزمة من المشرعات لدعم قرى العودة الطوعية بدعم من صندوق قطر للتنمية؛ في محليات: كرينك سربا كلبس والجنينة في غرب دارفور كما تشمل برامج الهلال الأحمر القطري عمليات التأهيل والصيانة لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية وتزويدها بالمعدات الطبية كمستشفى الجنينة وبير سليبة، الى جانب مشروعات سبل كسب العيش وإصحاح البيئة. وحول الورشة أبان ممثل الهلال الأحمر القطري أن اتفاقية الدوحة لسلام دارفور أفردت حيزا كبيرا لحل مشكلة إدارة الأراضي لدعم مسار السلام والتنمية وفقا لاستراتيجية تنمية دارفور؛ فقد جاءت الورشة نتيجة للدراسة التي أجريت للمرحال لتحديد أسباب الاحتكاكات والصراعات التي تحدث بين الرعاة والمستقرين من حين لآخر وكيفية وضع الحلول لها بمشاركة السلطات الرسمية والشعبية في الولاية لتفادي الصراعات، مبينا أن الورشة تهدف الى دعم جهود الاستقرار والعودة الطوعية للوصول الى سلام دائم في المنطقة. وكان الأستاذ كامل فوزي محمد صالح؛ ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي قد تناول في كلمته الأهداف التي تسعى الورشة الى تحقيقها لتنفيذها ضمن الاستراتيجية والأنشطة التأسيسية قصيرة المدى، مشيرا الى أن الأهداف تمثلت في المواءمة بين التشريعات العرفية والمدنية نشر ثقافة التحكيم بالقانون في استخدامات الأراضي فتح المسارات والمراحيل ولتفادي الصراعات نشر الوعي حول أهمية استخدامات الأراضي وتسجيلها وتخطيطها توفير قاعدة معلوماتية لتفعيل الشراكات مع الشركاء والتخطيط لقرى العودة الطوعية والذي يستهدف إنشاء خمسين قرية نموذجية في دارفور تتم اختيارها بالتنسيق مع مفوضية العودة الطوعية. الى ذلك خاطب الورشة الأمير أسعد عبدالرحمن بحرالدين وكيل سلطان عموم دارمساليت، مؤكدا ضرورة إشراك الإدارات الأهلية من المستقرين والرحل والمزارعين والرعاة في البحث عن الحلول النهائية لقضية الصراعات على استخدامات الأراضي، مبينا استعداد الإدارة الأهلية لوضع الحد النهائي لتلك الصراعات من أجل العيش بسلام بين كافة مكونات المجتمع؛ شريطة عدم التعدي على الغير، مشيدا بالدور المتعاظم لدولة قطر في تحقيق السلام في دارفور ودعم المشروعات التنموية التي تعمل على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطن. وكان قد خاطب الورشة كل من الأمين العام لمفوضية العون الإنساني والأمين العام لمفوضية تنمية وتطوير الرحل والمدير العام لوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة، مؤكدين أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين المكونات المجتمع لحل قضية الصراعات على المراحيل، ودعوا الى توفير الخدمات في المراحيل والمسارات والمناطق المستقرة بصورة تخدم السلام والتنمية في دارفور.