- بحضور رسمي وشعبي كبير تم مساء الجمعة بمنطقة كرمة الاثرية الاحتفال بالعمارة الطينية في حضارة كرمة الذي افتتح بالخرطوم علي يد النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح ويستمر بالولاية الشمالية حتى الرابع من فبراير الجاري . وشرف الاحتفال معتمد محلية البرقيق ممثل حكومة الولاية الشمالية وبحضور الدكتور عبد الرحمن على مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف ووفد وزارة الثقافة والسياحة والاثار الاتحادية وسفير الاتحاد الاوربي بالسودان وحضور العالم السويسري شارل بونيه والدكتور صلاح الدين محمد احمد المنسق العام للمشروع القطري للاثار بالسودان وعدد من الخبراء والأكاديميين وضيوف المؤتمر من خارج البلاد وشباب وشابات منتدي العمارة السوداني وعدد من الجهات الراعية المشاركين في "اكسبو" كرمة 2017. المهندس حسن محمود رئيس منتدى العمارة السوداني المنظم للمؤتمر اوضح ان المؤتمر بمثابة تظاهرة عالمية للخبراء والباحثين في عمارة الطين او عمارة الارض الاقرب للبيئة الطبيعية التي زاولها الانسان بالسليقة وفق حاجته للايواء منذ ازمان سحيقة. مشيدا بالخبراء الذين حضروا للمشاركة من دول العالم المختلفة. وذكر ان الترتيب قد جرى لهذا المؤتمر منذ عام مضى، و قاموا بتذليل كل العقبات في سبيل ذلك من اجل الوطن والتعريف بمكنون هذه الحضارة، مشيرا الي الهدف في الارتقاء پأهلنا وبلادنا وبعث أحقية الجميع بالمأوي الانساني الذي يتوائم مع محيطه ومع قاطنيه ودافعا للابداع وفقا للقيم الانسانية البشرية والانسانية السمحاء بجدهم واجتهادهم. البروفيسور على عثمان صالح تحدث انابة عن جامعة الخرطوم مهنئا بقيام المحفل الكبير اكسبو كرمة، مؤكدا مشاركة الجامعة على كافة مستوياتها. واضاف ان هذا العمل سيكون له ما بعده. واصفا ما قام به العالم شارل بونيه في كرمة بالعمل الضخم بجانب انه قد علمهم الصبر على الاثار وعلى تعليم طلاب الدراسات العليا . الي ذلك ثمن سفير الاتحاد الاوربي جان ميشيل الجهود المبذولة والسعي والمثابرة لقيام هذا المنتدى .. مشيرا الى ان افتتاح المؤتمر الذي تم في الخرطوم شجع الاتحاد الاوربي لتمويل المعارض المصاحبة بكرمة. و اضاف ان كرمة تستحق الاحتفاء وقد لعبت دورا كبيرا في تاريخ السودان ، كما اشار الي الاكتشافات الكببرة للعالم شارل بونيه التي تتواصل الي الان .. اضافة لأهمية موضوع العمارة الطينية ، داعيا المهندسين بالتعريف بالعمارة الطينية وجمالها مع استخدام التكنلوجيا الحديثة . وتحدث معتمد البرقيق الاستاذ محمد موسى محييا الحضور والعالم شارل بونيه الذي افنى عمره بحثا في هذه الحضارة . ذاكرا التنسيق الذي تم مع اكسبو كرمة واللجنة الشعبية واختيار كرمة موقعا لهذه الاحتفالية، وهي المدينة الدائرية المسورة ، وعدد سكانها أنذاك ألفين نسمة،، مشيرا إلي تميز المباني الطينية ذات الطوابق بالدفوفة الشرقية والغربية ، وكيف ان تلك الحضارة قد سحرت العالم واستهدفت العلماء .. كما اشار إلي قومية هذه الاحتفالية. وخاطب الحفل الدكتور عبد الرحمن علي مدير الهيئة العامة للآثار و المتاحف أنابة عن وزيرة الدولة بالثقافة والسياحة الاستاذة سمية ادريس اكد ناقلا تحياتها للحضور ،مثمنا عاليا جهود المنتدي السوداني للعمارة ولتناوله موضوع العمارة الطينية ودعوته للاهتمام بها وتطوير الابحاث للوصول الامثل للمباني الطينية وادخال التقنيات الحديثة التي تفي بمتطلبات المواطنين وتسهم في التنمية المستدامة و رفع الوعي وتعزيز العمق الحضاري . و اكد وجود العمارة الطينية في جميع الحضارات السودانية والتي تعززت في كرمة حوالي 2500 قبل الميلاد حيث توجد الدفوفة التي تعتبر أضخم المباني الطينية الموجودة في وادي النيل . وتمنى الدكتور عبد الرحمن ان يستمر هذا المؤتمر سنويا حتى يسهم في الحفاظ على هويتنا . مؤكدا سعي وزارة الثقافة والسياحة والاثار الاتحادية والهيئة العامة للآثار والمتاحف على التنسيق مع المؤسسات والجهات الوطنية للحفاظ علي التراث وصيانته . شارل بونيه ،، من جانبه استعرض جهودهم الاخيرة في الكشف الأثري عن معبد مستدير الشكل لا يوجد مثله في كل وادي النيل ، والذي يتميز بالمعمار المعقد، واعمدة مستديرة الشكل متكاثرة في مكان واحد وحولها حائط عظيم يرتفع حوالي 15 مترا. وقال انه في كل شتاء نجد تفاصيل جديدة لهذا المعمار الفريد، وهو من الطين والاخشاب يشابه تلك الموجودة في اواسط السودان وافريقيا . واشار الي ان كرمة كانت تمثل الوسط في طريق التواصل الثقافي من الشمال إلي الجنوب. وذكر أنه قبل خمسين عاما نصحه اهل كرمة بالذهاب إلي مصر لعدم وجود تاريخ بهذه البلاد . والان نؤكد ان لهذه البلاد تاريخ عظيم . متمنيا ان يعرف جميع التلاميذ والطلاب بأن هناك تاريخ تليد وله عروق وجذور في هذه البلاد .داعيا الباحثين لتكثيف الجهود للكشف حول طريق التواصل الثقافي الشرقي من مناطق كسلا الي الاواسط وكردفان ودارفور الي غرب افريقيا . كما بونيه اشار الي معاونته في المجال،سفرين مارشين، التي كانت تعمل من قبل في المناطق الاثرية بشمال كردفان . وقال نحن محظوظين ان نكون في كرمة ولدينا موقعين يمثلان هذا التناسق، وهما الدفوفة وموقع (دقي قيل) -ويعني القوز الاحمر- إلي الشمال من كرمة ، حيث مازال العمل في بدايته في سطح الموقع والذي وجدنا فيه عدد من المدن المتعاقبة فوق بعضها . مؤكدا ان كرمة موقع تاريخي، بجانب انها مفتاح لهذه المنطقة إلي افريقيا ، ومنذ القدم فهم المصريون ذلك وأهمية السيطرة عليها. مشيرا إلي التعاون في هذا البحث مع اهالي كرمة والتبو . .هذا، ويشتمل البرنامج على المعارض المصاحبة واقامة ورش التدريب والسمنارات بجانب تنظيم عدد من الرحلات لزيارة المواقع الاثرية بالنوبة