تقرير: سمية عبد النبي اليوم العالمي للسرطان الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام هو تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لرفع الوعي العالمي بمخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج. ويعتبر مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يعتبر أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي. مؤسسة (صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة السرطان) درجت منذ تأسيسها في العام 2016م على إحياء اليوم العالمي للسرطان حيث نظمت أمس احتفالية بقاعة مفوضية العون. ويجيء الشعار العالمي لهذا العام (هذا انا.... وهذا ما سأفعل) ويهدف إلى تثقيف وتوعية المجتمع السوداني عن مرض السرطان وطرق الوقاية. د. صلاح الدعاك المدير التنفيذي لمؤسسة صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة السرطان قال: "بحسب منظمة الصحة العالمية لعام 2018 فإن السرطان يحصد حوالي 9 ملايين شخص في العالم وتعزى إليه وفاة واحدة من اصل كل ست حالات وفاة، 70% منها تحدث في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مشيرا إلى أن السودان ليس بمنأى عن المرض إذ تستقبل مستشفياته العشرات من الحالات وحوالي 12-13 ألف حالة إصابة جديدة بالسودان، لافتا إلى أن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان في العالم بسبب السلوكيات الغذائية وتعاطي التبغ، وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن أكثر السرطانات شيوعا سرطان الرئة، الثدي والقولون والمستقيم وسرطان البروستات، مشيرا إلى أن المؤسسة أولت اهتماما كبيرا بسرطان الثدي وعنق الرحم إذ يمثلا 50% من جملة سرطانات النساء حيث عملت المؤسسة على إنشاء 11 مركزا لها بالعاصمة دخل منها 5 حيز الخدمة في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، فضلا عن إنشاء المركز المرجعي لسرطان الثدي بالمستشفى الأكاديمي. وأضاف قائلا: "نامل في هذا العام أن تتوحد جهود المنظمات الطوعية -شبكة المنظمات العاملة في مجال السرطان- من أجل توحيد الروئ بغرض الخروج ببرنامج متكامل خلال العام إضافة للاتفاق حول بناء المركز البحثي للسرطان بالسودان خلال خطة 2019". وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية د. سعاد الكارب تعهدت بتقديم الدعم اللوجستي وتوفير أدوية مرضى السرطان مجانا وقالت: "هذه مسؤولية الدولة". وأضافت أن وفدا برلمانيا سيناقش قانون مكافحة التبغ المسبب الرئيسي للسرطان وأنه ستتم إجازته قريبا. د. محمد المصطفى السناري ممثل مفوض العون الإنساني أعلن عن التصديق بإنشاء الشبكة السودانية لمكافحة السرطان مؤكدا اهتمام المفوضية بالمنظمات الوطنية وتقويتها خاصة في مجال العمل الإنساني، مطالبا بالتخصصية والتنسيق في عمل المنظمات، مؤكدا رعاية المفوضية للعمل الإنساني وتقديم كل الإمكانيات والإعفاءات الجمركية من أجل الدفع بمسيرة العمل الطوعي بالبلاد. ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان د. نعيمة القصير قالت إن شعار هذا العام الانتقال من المسؤولية الجماعية للمسؤولية الفردية، مشيرة إلى أن الدراسات تشير إلى أن أكثر من ثلث حالات السرطان يمكن الوقاية منها، لافتة إلى أن اليوم العالمي فرصة لتغيير السلوكيات. فيما استعرض استشاري الأورام كمال حمد، الأستاذ المشارك لعلاج الأورام والطب النووي بكلية الطب جامعة الخرطوم ورقة عن مشاكل السرطان في السودان قالت إن معدل الحالات الكمتشفة سنويا يتراوح ما بين 11_13 ألف حالة إصابة وأشار إلى تسجيل أكثر من 600 حالة سرطان بروستات في العام الماضي، مشيرا إلى أن حوالي 31% من المرضى يتلقون العلاج في الخرطوم وأضاف أنه حسب إحصائية لعام 2012 يعد سرطان الثدي أكثر السرطانات إصابة ويشكل نسبة 35% يليه سرطان عنق الرحم 15% وسرطان البروستات، مشيرا إلى أن سرطان البروستات زاد بمعدل عالٍ خلال السنوات الخمس الماضية حيث تم تشخيص العام الماضي حوالي 600 حالة إصابة وعزا مشاكل السرطان في السودان إلى ان معظم الحالات تأتي متاخرة بنسبة تتراوح ما بين 80_85% لذا الوفيات عالية مما ترك أثرا وخوفا لدى بعض المواطنين بأن معظم المرضى الذين يتعالجون بالذرة يتوفون ودلل على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وأن كل ورم أكبر من 4 سنتيمترا يتوجب على المريض الذهاب به إلى المستشفى وأي ورم بعد بلوغ سن ال45 عاما أو انقطاع للدورة الشهرية للمرأة يتوجب مراجعة الطبيب، فيما طمأن النساء بقوله إن كل ورم ليس سرطانا وأضاف أن 80% من الأورام التي تصيب صغيرات السن هي أورام حميدة. وأضاف حمد أن 30__40% من السرطانات يمكن الوقاية منها و30% من الحالات يمكن شفاؤها وأن الكشف المبكر للمريضات يقي بنسبة 90% وأن 70% من النساء لديهن اعتقاد بأن الورم هو كيس دهني ومعظم النساء في السودان يتخوفن من إزالة الثدي. وأبان حمد أن حوالي 92% من سرطان الرئة ناتج عن التدخين وأن التبغ يسبب حوالي 13 نوعا من أنواع السرطان، و82% من حالات سرطان الفم في السودان بسبب استخدام التمباك ويسبب أيضا سرطان المريء والمثانة. وأضاف أن حوالي 6_8 ملايين شخص في السودان يستعملون التمباك، وأن تعاطي التمباك يسبب الإدمان مما يصعب التخلص منه وأن 1_2% من متعاطي التمباك يمكنهم التخلص منه. وقال حمد إن سرطان عنق الرحم يعد الثاني في السودان بعد سرطان الثدي وأضاف أن 70% من الحالات تأتي بسبب نزيف وهو سرطان سهل الكشف عليه قبل حدوثه. وأبان أن 5% من النساء بالولاية الشمالية و15% من شرق السودان ليس لديهن معرفة بالسرطان، وعزا كمال حمد عدم الاكتشاف المبكر للمرض للتشخيص الخاطئ متهما كليات الطب بأنها لا تعلم طلابها كيفية الكشف عن السرطان. فيما بشر كمال حمد بافتتاح أول مركز متخصص بمدينة مروي لعلاج جميع حالات السرطان التي تستدعي العلاج بالخارج بأحدث الأجهزة، مشيرا إلى ابتعاث أطباء للتدريب والعمل بالهند لمدة عام كامل في جميع التخصصات. د. زاهر يس رئيس دائرة الأبحاث العلمية بمؤسسة صلاح ونسي قال إن هناك ضعفا شديدا للمنظمات العاملة في مجال مكافحة السرطان وأنه لا يوجد تنسيق بينها ووزارة الصحة لعلاج المصابين. وأضاف زاهر أن 85% من السودانيين لا يمارسون الرياضة وأن عدم ممارستها يؤدي إلى الاصابة بالسرطان، لافتا إلى أن 25% من أسباب الاصابة بالسرطان ناتجة من عدم غسل الايدي بجانب عدم علاج الالتهابات التي تؤدي إلى الاصابة بالسرطان، وأشار زاهر إلى أن بعض أدوية السرطان غير متوفرة حاليا وأن بعض المرضى وذويهم يبحثون عنها بأموالهم ولا يجدونها، داعيا إلى توفيرها من قبل الدولة. وأضاف: لا توجد جهة مسؤولة عن الكشف عن السرطان وإيواء المرضى في أماكن سكنية، وعلى المنظمات إنشاء مساكن أو داخليات لإيواء المرضى أسوة بالدول الأخرى".