- يعتبر تطبيق نظام السلامة الدوائية ممثلا في رصد ومتابعة التفاعلات العكسية للمستحضرات الصيدلانية، من أهم أهداف المركز القومي للسلامة الدوائية للحفاظ على مأمونية المستحضرات الصيدلانية بالبلاد . كما أن كل دول العالم قد أحرزت تقدما ملحوظا في هذا المجال لأهميته القصوى في تحديد مشاكل مأمونية الأدوية المتداولة بها وإيجاد الطرق المثلى للحد منها. وتختلف مشاكل المأمونية من دولة لأخرى نسبة لاختلاف البيئة، والعوامل الوراثية، عوامل الغذاء وغيرها من العوامل الأخرى ، لذلك لا بد من اكتشاف مشاكل مأمونية الادوية المتداولة بالأسوق السودانية ووضع أمثل الطرق لرصدها ومتابعتها إضافة الى الأدوية التي لها مشاكل عالمية معروفة . ويعتبر أيضا زيادة الوعي التثقيفي ببرنامج رصد التفاعلات العكسية للمستحضرات الصيدلانية لدى الأطباء والصيادلة والممرضين والعاملين بالقطاعات الصحية يمثل هدفا أساسيا للمركز. وقالت دكتور وجدان خالد الفيل مدير مركز السلامة الدوائية بالمجلس القومي للأدوية والسموم ل(سونا) تتمثل رؤية المجلس لمركز السلامة بأن يكون هو المركز المرجعي الرائد إقليمياً في مجال السلامة الدوائية من أجل تحقيق رسالتنا وهي ضمان جودة وسلامة ومأمونية المستحضرات الصيدلانية عبر تطبيق نظام وطني يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية وتقديم المعلومات الدوائية المبنية على البراهين للعامة والعاملين في الحقل الصحي. وأضافت إن الهدف من إنشاء مركز السلامة الدوائية هو ضمان سلامة، جودة وفعالية الادوية المتداولة بالبلاد من خلال رصد التفاعلات العكسية وأي معلومات جديدة تتعلق بمأمونية هذه الادوية من خلال متابعة السلطات الدوائية المرجعية والمنظمات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية وهذا يعتبر هدفا استراتيجيا الى جانب تحسين رعاية المرضى والصحة العامة ومأمونية الأدوية وعلاقتها بالاستعمال فضلا عن كشف المشاكل المتعلقة باستعمال الأدوية في الوقت المناسب وتقييم النفع والضرر وتعظيم المنفعة. وقالت يتم رصد التفاعلات العكسية للأدوية من خلال وضع سياسات و خطط عمل المجلس القومي للأدوية و السموم ، واستلام ومتابعة تقارير مأمونية وجودة المستحضرات الصيدلانية الواردة وتقييمها ومن ثم إتخاذ الإجراء المناسب بخصوصها ومتابعة الأخبار الواردة من السلطات الدوائية المرجعية والمنظمات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص والقيام بإصدار التوصيات المناسبة حيال مأمونية المستحضرات الصيدلانية المتداولة، من خلال اللجنة الاستشارية لمركز السلامة الدوائية وتقييم الأدوية بشكل مستمر فيما يخص مأمونيتها والترويج لمفهوم السلامة الدوائية واتصاله الفعال بالجمهور وإعداد البرامج التدريبية ومتابعة تنفيذها والإشراف على تفعيل عمل مسؤولي السلامة بالولايات والتواصل على المستوى العالمي فيما يخص مأمونية وفعالية وجودة المستحضرات الصيدلانية المستخدمة في العلاج واستقبال البلاغات المتعلقة بمأمونية وجودة الأدوية . وأشارت د. وجدان الى أن التفاعلات العكسية أو الآثار الضارة للدواء تحدث عندما يتخطى العلاج التأثير المرجو منه ويسبب مشكلة قد تكون هذه التفاعلات خفيفة أو خطيرة وفي بعض الأحيان مميتة. وأضافت "يقول الخبراء إن التفاعلات العكسية تختلف من مريض لآخر وتعتمد بشكل كبير على الصحة العامة للمريض والحالة المرضية والعمر والوزن والجنس". وإن العديد من الادوية تظهر تفاعلات عكسية غير متوقعة كما تختلف هذه التفاعلات من شخص لآخر والكثير من هذه التفاعلات يتم التعرف عليها ورصدها أثناء مرحلة تطوير واختبار الدواء ولكن نظراً لان عدد المرضى المشاركين في هذه المرحلة محدود، فمن المحتمل أن لا تتم ملاحظة جميع التفاعلات العكسية خاصة النادر منها بعد طرح الأدوية في الصيدليات واستخدامها من قبل عدد كبير من الافراد وايضا قد تسبب الأدوية ذات الجودة السيئة او المغشوشة بأعراض عكسية خطيرة. وابانت أنه من المهم معرفة أن التفاعلات العكسية تحدث بسبب توقف المرضى عن اتباع تعليمات الطبيب، وعدم إكمال العلاج، مما قد يؤدي الى المزيد من المشاكل الصحية الخطرة، وأن الإبلاغ عن التفاعلات العكسية غير المعروفة يدعم الحوار بين المرضى والمختصين في الرعاية الصحية، وهذا له أهمية كبرى للمساعدة في التأكد من الاستخدام الآمن للأدوية. وقالت : عندما يتناول المريض الدواء فإنه هو نفسه يكون جزءاً من الفريق الطبي الذي يتولى رعايته ومن المهم جداً أن يحرص على تناول الأدوية بالشكل الصحيح لذلك عليه ان يهتم بمعرفة دوائه لان بعض الادوية التي تصرف بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، لذلك يجب اتخاذ الحيطة والحذر عند تناولها أو حفظها أو استخدامها. واوضحت إن رسالة مركز السلامة الدوائية بالمجلس القومي للأدوية والسموم هو مناشدة المواطنين بضرورة الإبلاغ من أجل الحفاظ على الصحة العامة والحصول على أدوية ذات مأمونية وفاعلية عند الشعور بأي نتائج غير مرغوبة أثناء تناول الدواء، و ينبغي على المريض أن يفهم ما هو الأثر المتوقع من الدواء؟ ما هي التفاعلات العكسية التي قد تحدث لدى المريض؟ كيف يمكن للمريض تمييز التفاعلات العكسية؟ واضافت قائلة : إن شككت بتعرضك لتفاعلات عكسية من الدواء بادر بتدوينه وأخبر الطبيب او الصيدلي بذلك حيث أنه من المهم مناقشتك عن الإجراءات التي يجب عليك اتباعها حال ظهور هذه التفاعلات. ومن الضروري معرفة المريض انه إذا كان يعاني من التفاعلات العكسية عليه التواصل مع الطبيب أو الصيدلي، وعلى الطبيب والصيدلي مسئولية الإبلاغ عن هذه التفاعلات إلى مركز السلامة الدوائية بالمجلس القومي للأدوية والسموم كجزء من برنامج الرقابة الدولية على الأدوية. وثم يقوم مركز السلامة الدوائية بتقييم البلاغ لتحديد المخاطر المحتملة وبالتعاون مع الجهات المختصة ومن ثم اتخاذ تدابير للحد من هذه المخاطر، وإرساله الى قاعدة بيانات دولية تابعة لمنظمة الصحة العالمية – تحتوي قاعدة البيانات على أي بلاغ عن التفاعلات العكسية المشتبه بها، وتعد قاعدة البيانات مصدرا مرجعيا مهما حيث تحتوي على أكثر من 10 ملايين بلاغ منذ عام 1968 م . بعد ذلك تتم مشاركة النتائج مع مراكز السلامة الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية بطرق مختلفة. وقالت د. وجدان ينصح مركز السلامة المرضى بتناول الدواء وفق إرشادات الطبيب والصيدلي، وإبلاغ الطبيب والصيدلي بجميع الأدوية الخاصة بك خاصة المستحضرات العشبية والصيدلانية التي تتناولها، احفظ الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال، وعلى المريض ان لا يقوم بتغيير جرعات الدواء أو الجدول الزمني دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، يمنع استخدام الدواء الموصوف لشخص آخر، عدم استخدام الدواء عند انتهاء تاريخ صلاحيته، مراعاة تخزين الادوية على حسب ظروف التخزين المرفقة في النشرة الداخلية. فإذا تم الالتزام بهذه الإرشادات وحدثت تفاعلات عكسية يجب إبلاغ الطبيب او الصيدلي عنها لأن إبلاغك سيجعل استخدام الدواء أكثر أماناً للجميع، كما تساهم المعلومات التي تقدمها في تطوير جودة الأدوية وحماية الصحة .