- دعا اللواء الركن مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس العسكري الانتقالي إلى ضرورة أن يتم إتباع المنهج العلمي في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. وقال في الندوة التي نظمتها قناة النيل الأزرق عبر برنامج (سبت أخضر) حول (مستقبل الزراعة والثروة الحيوانية في السودان)، إن هنالك معضلة تتعلق بالتخطيط وقاعدة البيانات حتى لايحدث تضارب في الأرقام والمطلوبات. وأوضح أنه منذ تولي المجلس العسكري الانتقالي مهامه كانت أهم اهتماماته الأساسية تتمثل في توفيرالخدمات الأساسية للمواطنين كالوقود والنقود والدقيق والتحضير للموسم الزراعي. واشار إلى رصد عدد كبير من القضايا، وأبان أن المجلس بدأ في تنفيذها حيث تم تحضير 500 ألف لتر مكعب من الجازولين، وأضاف "تحققت نتائج مرضية جدا في مسألة توفير الوقود للزراعة". وأشار إلى أنه تلى ذلك مباشرة توفير السيولة النقدية وتم الالتزام بشراء القمح وفقا للسعر التركيزي المعلن وتم تسلم 700 ألف طن من القمح تمثل 35% من حاجة البلاد، وهذا مثل دافعا معنويا وتشجيعيا للمزارعين علماً بأن السودان يستورد قمحا بقيمة 600 مليون دولار سنوياً، كما تم توفير السيولة النقدية برئاسة البنك الزراعي والفروع بالولايات كافة. وأشار إلى أن المبالغ النقدية وصلت قبل فترة كافية من بداية الموسم الزراعي لتدعم المزارعين للتحضير للموسم، بجانب توفير المدخلات الزراعية، وقال إننا بدأنا منذ الآن التحضير المبكر لإنجاح الموسم الشتوي بتوفير المتطلبات كافة. بدوره عزا المهندس بابكر عثمان وكيل وزارة الزراعة والغابات تراجع موارد البلاد خلال الفترة الماضية بسبب اعتماد الدولة على البترول وإهمالها لقطاع الزراعة. وأشار الوكيل إلى الموارد الطبيعية الضخمة التي يزخر بها السودان في المجالات الزراعية والحيوانية والمعدنية. ودعا إلى ضرورة استغلال موارد البلاد بما يدفع بالاقتصاد الوطني وأكد عزم وزارته استخدام التقانة في العمليات الزراعية واستخدام الصناعة التحويلية لزيادة الإنتاج والإنتاجية. وأوضح أن عائدات البلاد من الزراعة كانت ضعيفة بسبب تصديرنا للمنتجات الزراعية في شكل مواد خام. ودعا إلى ضرورة تخصيص ميزانيات مقدرة للزراعة وإعطائها الأولوية حتى نحقق شعار السودان سلة غذاء العالم. وأكد الوكيل ضرورة تأهيل الكادر البشري وتدريب الكوادر الفنية للمساهمة في الارتقاء بقطاع الزراعة، فضلا عن العمل على تمكين المزارعين وتدريبهم باعتبارهم شركاء أساسيين في النهوض بالعملية الزراعية. من جانبه أشاد أحمد حماد وكيل وزارة الري بجهود المجلس العسكري الانتقالي. وأبان أنهم استطاعوا توفير مبلغ 9 ملايين يورو وبشر أنه خلال شهر ستكتمل كل عمليات تأهيل البنيات الأساسية للري وأكد اكتمال الاستعدادات كافة لإنجاح الموسم الزراعي. إلى ذلك أعلن الدكتور إسماعيل عثمان الحسين وكيل وزارة النفط توفير احتياجات الموسم الزراعي من الوقود والبالغة 548 ألف لتر مكعب جازولين ما يقارب ال300 مليون دولار. وقال المهندس عثمان سمساعة مدير مشروع الجزيرة إن من أهم أسباب نجاح الموسم الماضي في زراعة القمح بمشروع الجزيرة تمثل في توفير الأوراق النقدية للمزارعين (الكاش)، وأبان أن أرباح القمح بلغت 4,4 مليار جنيه. وأضاف المهندس السر الأمين العشا المشرف على القطاع الزراعي باللجنة الزراعية بالمجلس العسكري "لم تواجهنا أي مشكلة متعلقة بالوقود وإن احتجنا إلى زيادة في الوقود وزارة النفط كانت تستجيب تماما واستطعنا توفير المدخلات الزراعية كافة من مبيدات وأسمدة وتمويل". من جانبه أشار محافظ البنك الزراعي صلاح الدين حسن أحمد إلى دور البنك في تمويل جميع المزارعين التقليديين وتقديم الخدمات الائتمانية المناسبة لهم لاستغلال هذه المساحات وكذلك كبار المزارعين في المشاريع المروية . وقال إن البنك له تجربة ثرة جداً في مجال تمويل الإنتاج الحيواني بأنواعه المختلفة وإنه خصص 40% من سقفه لتنمية وتطوير القطاع الحيواني في السودان وهذا بقرار صادر منذ العام 2013م بجانب اهتمامه بالتمويل النباتي، حيث نجح البنك الزراعي في الموسم الشتوي السابق نجاحا كبيرا في توفير كل مدخلات الإنتاج اللازمة للمحصول الاستراتيجي "القمح" وقام بتمويل أكثر من 95% من المساحة المزروعة عبارة عن تمويل عيني ونقدي، كما وفر البنك الزراعي أكثر من 600 حاصدة لموسم حصاد القمح وكانت النتيجة النهائية ممتازة جداً، والبنك الزراعي من موارده قام بشراء قمح في حدود 3 ملايين 733 ألف جوال بمبلغ يفوق 7 مليارات جنيه. يذكر أن الندوة شارك فيها عدد من المزارعين والخبراء ونادوا بضرورة أن تهتم الدولة بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وضرورة إدخال الحيوان في الدورة الزراعية، كما نادوا بالاهتمام بتدريب المزارعين وتأهيل وتدريب المرشدين الزراعيين.
