جوبا في 26-12-2019(موفد سونا)- تقرير / ابراهيم موسى جوبا في 26-12-2019(موفد سونا)- خيط من الضوء في هذه اللحظة من التاريخ يشع املاً على شعبي السودان ودولة جنوب السودان، أوجد هذا الخيط من الأمل فرصة تاريخية نادرة للسودانيين في الدولتين، تأتي هذه الفرصة في لحظة حاسمه ومفصلية يشهدها الراهن لتحقيق إرادة السلام . وقد لعب القدر دوراً مهماً بأن جمع أصدقاء الأمس ووضعهم أمام تحدي مسئولية الإرادة ،بأن أصبحوا مسئولين عن تحقيق السلام في البلدين ،حيث أصبح لكل بلد دور محوري هام في تحقيق السلام في البلد الآخر وفق معادلات كانوا يوماً ما طرفاً فيها في وقت من الاوقات. و بعد سقوط نظام الإنقاذ الذي عجز عن تحقيق السلام ،بل قسم السودان الى دولتين ، تولي سودان التغيير القيادة للقفز بالأوضاع للأمام وبدأ البحث في إيجاد معالجات لقضية السلام كونه قضية مركزية تمثل اولوية في مطلوبات الثورة ظلت عقبه كاداء تحول دون تحقيق التنمية والرفاه، وذلك وفق فلسفة جديدة، قامت علي ان يتوسط كل بلد للآخر لتحقيق سلام شامل من شأنه أن يفضي الى استقرار كامل في الاقليم ،وينهي الحرب وكل ذلك يتوقف على مدى توفر الإرادة والعزيمة والإصرار؟. وكالة السودان للأنباء من مقر التفاوض بجوبا، طرحت هذا السؤال "دولتا السودان هل تنتصر إرادة السلام"، على المسئولين في الحكومة السودانية الانتقالية ( التعايشى) وحكومة دولة جنوب السودان(ضيو مطوك) والجبهة الثورية ( دكتور الهادي ادريس رئيس الجبهة ) وأعضاء من الثورية (التوم هجو) و(محمد بركة المستشار القانوني لرئيس الجبهة الثورية)، فماذا كانت إجاباتهم وردهم على السؤال؟ ! عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشى الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المفاوض : رد بقوله "هناك فرصة تاريخية تتحاح لشعبي السودان وجنوب السودان وتاتي في توقيت مهم للبلدين." ،وإن التغيير في السودان فتح الطريق للسودانيين للوصول إلى صيغة لانهاء مسالة الحرب ومعالجة مشكلات عدم الاستقرار، لذلك لا توجد عقبة تحول بينهم والوصول لصيغة للاستقرار السياسي والوصول الي سلام. وأضاف أن اللاعبين الأساسيين في السودان وجنوب السودان مدركين لعظمة هذه اللحظة التاريخيه ،مما عظم الإرادة السياسية للجانبين بضرورة إتخاذ قرارات سياسية كبيرة تحقق السلام في السودان وتحقيق الإستقرار في جنوب السودان .وبالتالي هناك فرصة كبيرة للسودان وجنوب السودان للوصول إلى إستقرار سياسي وسلام شامل، الأمر الذي حال حدوثه سينقل توجه دولة الجنوب شرقاً الى الشمال، ويساهم في التكامل الإقتصادي الذي يرفع الكفاءة الإقتصادية في البلدين. من ناحيه أخرى نفس التحول في الشمال يتم الآن في جنوب السودان، والذي دخل خلال عشر سنوات بعد الإنفصال في إشكالات أوشكت أن تعود به إلى فوضى عامه ، ولحسن الحظ تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين وكان يمكن أن ينفذ لكن بسبب تدخل النظام السابق في الشمال في الصراع بالجنوب لم ينفذوكان ذلك أحد أسباب عدم تنفيذ إتفاق الجنوب. وقال إن سقوط النظام السابق فتح الطريق أمام شعب جنوب السودان للوصول إلى صيغة توافق لتنفيذ الإتفاق ،ولحسن الحظ أن سودان التغيير هو الضامن لإتفاق الجنوب وخلال الفترة الماضية توصلت الأطراف في جنوب السودان الى صيغة تمكنهم من إعلان الحكومة المشتركة في 22 فبراير. كما أنه ولحسن الحظ ، أن السودان يقود إيقاد وهي الضامن للإتفاق في الجنوب. وقال هناك فرصة كبيرة جداً لرأس المال السودانى للعمل في الجنوب وهناك فرصه كبيرة جداً للموارد في الجنوب كالبترول للعبور عبر الشمال مستفيدة من الإستقرار السياسي والعلاقة الجيدة.. وقال واضح من خلال النقاشات مع الجنوبين رغبتهم في وصول السودانيين إلى سلام شامل يوقف الحرب ويفتح الطريق إلى الاستقرار والتكامل السياسي والتجاري مما يعزز إرادة الطرفين للمضي نحو تحقيق السلام الشامل في البلدين . ضيو مطوك عضو الوساطة من دولة جنوب السودان: قال إنهم لمسوا إرادة حقيقة لتحقيق السلام في السودان من طرفي التفاوض، مضيفًاً بقوله "وهذا ما شاهدناه وعايشناه خلال فترة التغيير التي حدثت بالسودان، ومعايشتنا لكيفية قيادة النظام البائد للمفاوضات خلال عامين ماضيين وتعامله مع ملفات التفاوض سواء في جنوب السودان أو السودان "، نحن متفائلين جداً من خلال ما رآيناه من تداخل يمكن أن يكون بداية لعمل مشترك وتنسيق يقود لفتح الحدود بين البلدين شمال وجنوب السودان وإزدهار التجارة واكد الوسيط ان منبر جوبا وجد تأييداً ودعماً على مستوى القارة الإفريقية من الإتحاد الإفريقي ومجموعة دول الإيقاد خاصة ً وأن الدولتين" السودان وجنوب السودان " ينضويان تحت راية منظمة الإيقاد ،، مشيراً الي أن آخر إجتماعات دول الإيقاد كلفت جنوب السودان رسمياً ليكون وسيطاً بين الأطراف السودانية من أجل التوصل لسلام شامل في مجمل القضايا السودانية ، كما أن الإتحاد الإفريقي فوض جنوب السودان لذات المهمة، بجانب أن اليوناميد بدارفور تتواجد وتتابع المفاوضات عن كثب وهم شركاء حقيقين للدفع بعملية تحقيق السلام ،فضلا عن وجود عدد من المبعوثيين الدوليين من بينهم مبعوثين أمريكيين من مكتب دونالد بوث ، أضافة الي الزيارات المتكرره للسفراء الأوروبين والأفارقة المستمرة لمقر المفاوضات والجلوس بقاعة التفاوض وقال الوساطة لا تمانع أبداً من حضورهم لجسات التفاوض كمراقبين لسير التفاوض بين الأطراف السودانية ،بجانب إلتزامنا بتقديم تنويراً مستمراً لهؤلاء السفراء بصورة مستمرة حول مسار المفاوضات بالتنسيق مع وزارة الخارجية بجنوب السودان. وأوضح ان العلاقات الواسعة التي يتمتع بها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير مع الحركات المسلحة والحكومة السودانية هي التي كانت وراء أن يكون منبر جوبا مقراً للمفاوضات بين الأطراف السودانية ، لا سيما وأنه كان أحد القيادات في الدولة السودانية الواحدة قبل الإنفصال ، ويتمتع بعلاقات واسعة بحكم ذلك المنصب ،بجانب أإنه كان رئيساً للحركة الشعبية الموحدة ايضاً قبل الإنفصال والنائب الأول للرئيس السوداني ، فكل هذه الأشياء تجعل من سلفاكير شخصية محورية في هذه القضية ، يستطيع أن يلعب خلالها دور يقود للإستقرار في السودان ، مؤكداً إهتمام سلفا الشخصي بهذه القضية خاصة وأنه يولي قضية تحقيق السلام في السودان أولى إهتماماته، ويتابع بشكل يومي كل ما يجري بقاعات التفاوض ،. وعبر الوسيط ضيو عن أمله أن يستفيد السودانين من هذه العلاقة التي يتمتع بها سلفا لتحقيق السلام. رئيس الجبهة الثورية السودانية الدكتور الهادي ادريس : قال إن المعطيات الحالية، تؤكد أن السلام الدائم سيتحقق، وبالتالي لا عودة للحرب، مما يعني أن السلام المستدام في السودان يعني إستقرار الإقليم باجمعه . واضاف السودان الشمالي والسودان الجنوبي بلد واحد تفصلهم حدود سياسية ،وهناك إرتباطات ثقافية وإقتصادية وقال في هذا الخصوص لدينا مصالح مشتركة والحدود مفتوحة لم يتم ترسيمها، وأي نزاع مسلح في أي منهما يتأثر به الآخر، فالخرطوم ترعي مفاوضات الجنوب ،وجوبا ترعي مفاوضات الشمال وهي تجربة فريدة وحيوية تؤكد ان البلدين سيذهبان في إتجاه التعاون وهو الضامن لأن البلدين لا يدخلان في حرب مرة أخري . واكد توفر الإرادة لدى الاطراف في البلدين لتحقيق سلام دائم وهو مدخل يجعلهما يمضيان في اتجاه الإستقرار مما يعني إستقرار الإقليم . التوم هجو القيادي بالجبهة الثورية : أكد أن أمام البلدين فرصة تاريخية لإنجاز تاريخي يقدماه للأجيال، مؤكدا أن المبادرة التي قادها سلفاكير وحميدتي للسلام في دولتي السودان تمضي في الاتجاه الصحيح، بما يؤكد ان وعيهم متقدم على كثير من السياسيين فيما يتعلق بمسالة السلام واتخاذهم خطوات مباشرة من جانبهم لازالة كثير مما علق بالنفس. واني اشهد من خلال صلتي بهذه الملفات ان قيادة الفريق سلفا كير والفريق حميدتي لملف السلام والعمل التنفيذي الذي قاما به من اتصالات هو الذي ادي لازالة الكثير من التشويش والبداية بصورة سلسة. ولأول مرة في تاريخ السودان وجنوب السودان تتوفر هذه الارادة من الجانبين في الشمال وفي الجنوب من خلال ربط مفاوضات السلام في البلدين بعملية السلام مع بعضهم البعض وربطهما مع بعض مما يؤكد حقيقية ان السودانيين قادرين على معالجة مشاكلهم بانفسهم اذا توفرت الارادة. وقال آن الاوان لإعطاء الشعب في البلدين حقه وإعطاء الفرصة له للانطلاق وفتح المجال له للانطلاق عبر التكتلات الاقتصادية والجماعية. وأوضح هجو أن الوقت قد حان لإعطاء فرصة للشعوب للانطلاق عبر التكتلات والعمل الموحد. ونأمل بعد السلام ان نطبق في دولتي السودان في ظل السلام والاستقرار النظام الأوربي، حيث لا يشعر المواطن في ألمانيا او فرنسا، بأنه في دولتين وقد فتح أمامه أفق اجتماعي واقتصادي َوسياسي ونحن نسعي لذلك وان تنهض البلدان كما نهضت النمور الاسيويه. الاستاذ محمد بركة المستشار القانوني لرئيس الجبهة الثورية : اما المستشار القانوني محمد بركة فيقول فر رده علي سؤال سونا ( دولتا السودان هل تتحقق ارادة السلام )، قائلا ً" الآن تتوفر الإرادة وهي نابعة من ضمير الشعب" وحكومة دولة جنوب السودان تواقين للوصول لسلام عادل وشامل. وتابع ارادة دولة الجنوب قوية ومخلصة وبحكم علاقة البلدين والجوار والحدود المشتركة والمصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية وقال إن الجبهة الثورية لديها الارادة وتضع يدها في يد حكومة السودان وحكومة جنوب السودان للوصول إلى سلام دائم واشار إلى توفر الارادة على مستوى قيادتي الدولتين والقيادات السياسية وقال نتمنى أن تكون العلاقه اكثر قوة ومتانة خاصة ان السودان وجنوب السودان شعب واحد وهم نصفين حلوين وتوأمين، ونحن في الحركات ننظر الي الجنوب بصورة سلسة.