ابوجا 6-1-2020م (الاقتصادية السعودية) - يواجه الاقتصاد النيجيري مزيدا من الضغوط الهائلة في العام الجديد، بفعل توترات سياسية دفينة، إذ إنه على الرغم من أن الرئيس النيجيري محمد بخاري سينهي ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة في 2023، إلا أن المعركة حول من سيخلفه تحتدم بالفعل، ما يضع مزيدا من الضغط على الاقتصاد المرهق بالفعل في 2020. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن تشيتا نوانزا، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة "إس.بي.إم إنتليجانس" في لاجوس، القول بأن 2020 سيكون عاما من الحوكمة المحدودة والتركيز بشكل أكبر على التسييس، حيث ستحاول مجموعات مختلفة داخل حزب "المؤتمر التقدمي الحاكم الاستعداد لانتخابات عام 2023. ويتوقع نوانزا، أن يختلف الحلفاء القريبون للرئيس مع بعضهم بعضا في 2020، ويبتعد الرئيس النيجيري حتى الآن عن تأييد حصول نائبه يمي أوسينباجو على المنصب خلفا له، حيث أحجم مرتين عن نقل السلطات إليه خلال السفر إلى الخارج، ويمكن أن يضر ذلك بفرص نائب الرئيس لخلافته في المنصب. وتوقع البنك الدولي أن تصبح نيجيريا موطنا لربع المعدمين في العالم خلال عقد من الزمان إذا لم يتحمل صانعو السياسة مسؤولية إنعاش النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل، وذلك في تقريره عن " الاقتصاد النيجيري ". وأشار البنك إلى أن معدل النمو الاقتصادي سيزداد بوتيرة أبطأ من معدل النمو السكاني في الأعوام المقبلة؛ فمن المرجح أن يسجل اقتصاد أكبر منتج للنفط في إفريقيا نموا 2.1 في المائة خلال عامي 2020 و2021، وهو أقل من معدل نمو السكان البالغ 2.6 في المائة. وتسلم بخارى البلاد وسط استشراء الفساد في القطاع النفطي، منذ بداية إنتاجه عام 1958 بعد ركود اقتصادي كبير. وعمل بخاري منذ وصوله إلى السلطة على تنويع روافد الاقتصاد النيجيري، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وإعادة تخصيص الموارد، وتطوير هيكل الصادرات والواردات، بالتوسع في عمليات التصنيع، وتصدير المنتجات المصنعة، بدلا من الاستمرار في تصدير المواد الخام، وهو ما قد يسهم في تحسين شروط التبادل التجاري مع العالم الخارجي، ويقلل بالتالي من العجز شبه الدائم في الميزان التجاري للبلاد. وأحجم الرئيس النيجيري مرتين عن نقل السلطات إلى نائبه خلال السفر إلى الخارج، ويمكن أن يضر ذلك بفرص نائب الرئيس لخلافته في المنصب. ومن بين المرشحين الأوفر حظا للرئاسة بولا أحمد تينوبو، وهو قيادي بارز في الحزب الحاكم، وأتيكو أبوبكر، الذي كان المرشح الرئيس لحزب الشعب الديمقراطي المعارض في انتخابات 2019. ورغم الرياح المعاكسة، تتمتع نيجيريا بوضع اقتصادي جيد، حيث أصدر صندوق النقد الدولي في تموز (يوليو) 2018، قائمة بأقوى اقتصادات إفريقيا، احتلت فيها نيجيريا المرتبة الأولى، وهي عضو في منظمة أوبك، ويراوح إنتاج البلاد من الخام بين 1.6 و1.7 مليون برميل يوميا، فيما يبلغ إنتاج نيجيريا من الخام والمكثفات مليوني برميل يوميا.