بكين 10-2-2020م (الاقتصادية السعودية) - يعتزم البنك المركزي الصيني ضخ أموال بقيمة 300 مليار يوان (43 مليار دولار) لمساعدة الشركات التي تسهم في مكافحة فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الآلاف في الصين. وبحسب "الفرنسية"، تسبب الفيروس الذي بدأ بالانتشار من مدينة ووهان في وسط الصين بشلل في البلاد، ما يهدد بتراجع إضافي لنمو اقتصاد البلاد المتباطئ أصلا. وذكر بنك الصين الشعبي أن الدفعة الأولى من هذه المنح المخصصة لإعادة التسليف ستقدم اليوم الإثنين، موضحا أنها ستؤمن دعما للمؤسسات المالية حتى تتمكن من منح قروض إلى الشركات الرئيسة المشاركة في عملية السيطرة على الفيروس والوقاية منه. وأوضح ليو جيوكيانج نائب حاكم بنك الصين الشعبي أن تسعة مصارف وطنية كبرى فضلا عن مصارف محلية في عشر مقاطعات ومدن مؤهلة للحصول على هذا التمويل الخاص، بحسب خطاب له نشر على موقع المصرف الإلكتروني. وتضم هذه المقاطعات هوباي بؤرة انتشار الفيروس، إلى جانب جيجيانج وجوانجدونج والعاصمة بكين والمركز المالي شنغهاي، وأوضح ليو أن هذه التمويلات تهدف إلى مساعدة الشركات على المستويين الوطني والمحلي. وشدد ليو على أن "الشركات المالية بحاجة إلى النظر بالقروض وإصدارها بسرعة"، وأن عليها الإفراج عن الأموال خلال يومين، مضيفا أن المصرف المركزي سيتحقق من استخدامات القروض للتأكد من أنها لم تذهب لغير غرضها المعلن وستجري معاقبة المخالفين، لافتا إلى أن نطاق الشركات التي ستتلقى هذه القروض "لا يجب أن يكون واسعا جدا". من جهته، أوضح ليو كون وزير المالية الصيني، أمس، أن بلاده أنفقت 31.6 مليار يوان (4.5 مليار دولار) لمواجهة تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد. ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن ليو أنه تم تخصيص 71.9 مليار يوان لإجراءات مواجهة الوباء، تتضمن ضمان توفير الرعاية الصحية ووضع إجراءات للحد من تفشي الفيروس. وأشار ليو في تصريحات نشرت على الموقع الإلكتروني للوزارة إلى أن السلطات النقدية في الحكومة المركزية ستستمر في إقرار سياسات ميسرة للحد من تفشي الفيروس. ونوه وزير المالية الصيني إلى أنه يتعين على الإدارات النقدية دعم استئناف إنتاج المصانع ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ربما تواجه صعوبات بعد مهرجان الربيع. وفي محاولة لكبح تفشي الفيروس، فرضت مدن صينية قيودا على السفر، وطلبت من المواطنين التزام بيوتهم، والشركات إرجاء فتح أبوابها، وكلها خطوات من شأنها التأثير سلبا في العائدات. وفرضت شنغهاي على سكانها البالغ عددهم 24 مليون نسمة ارتداء أقنعة واقية في الأماكن العامة، ومنعت طوكيو أي سفينة سياحية على متنها مصاب بالمرض من الرسو في مرافئها. ودعا المصرف المركزي المؤسسات المالية إلى عدم منع القروض عن الشركات الكبرى وكذلك الصغيرة والمتوسطة بشكل "أعمى". وأعلن أيضا أنه سيضخ 1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار) في الأسواق المالية في ظل جهودها لمكافحة الفيروس. وضمن تداعيات الفيروس القاتل، ألغت أكثر من 70 شركة مشاركتها في معرض صناعات جوية في سنغافورة، بينها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية العملاقة للصناعات الدفاعية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن المنظمون. وفرضت إجراءات احترازية بينها خفض كبير لمشاركة الجمهور وقياس إلزامي لدرجات الحرارة، قبل افتتاح هذا الحدث البارز لقطاع الصناعات الجوية الذي من المقرر أن يعقد بين 11 و16 شباط (فبراير). وسجلت سنغافورة 40 إصابة بفيروس كورونا المستجد الذي أسفر حتى الآن عن وفاة أكثر من 800 شخص أغلبيتهم في الصين. وأكد ليك شيت لام المدير العام لشركة "إكسبيريا إفتنتس" المنظمة للمعرض، أن أكثر من 70 شركة اختارت الانسحاب من الحدث مع تأكيده أن أعداد المشاركين في المعرض تبقى "مهمة". ولا يزال متوقعا مشاركة شركات كبرى في مجال الصناعات الجوية، ويعلن عقودا مهمة في الأغلب، كعقود شراء طائرات، خلال هذا المعرض الذي ينظم كل عامين. وحض المنظمون المشاركين على إلقاء التحية على بعضهم بالأنحاء أو من بعيد بدلا من المصافحة من أجل الحد من مخاطر تفشي "كورونا" المستجد. والقطاع الجوي هو أكثر القطاعات تأثرا بالفيروس الجديد، وألغت عدة شركات طيران رحلاتها إلى الصين كما فرضت قيودا على المسافرين القادمين من الصين، في محاولة للتصدي للفيروس. ومنعت سنغافورة، كما دول أخرى، دخول وافدين من الصين القارية أو أجانب قاموا بزيارتها أخيرا إلى أراضيها. ورغم هذه القيود، تشارك القوات الجوية الصينية للمرة الأولى بعرض جوي في المعرض، في حين ألغت عشر شركات صينية مشاركتها. ورفعت سنغافورة مستوى الإنذار الصحي إلى الدرجة الثانية على مقياس من أربع درجات، وأعلنت شركة "لوكهيد مارتن" وشركة "هافيلاند" المصنعة للطائرات انسحابهما من المعرض. وألغت كذلك شركة "بومباردييه" الكندية مشاركتها، وأعلنت القوات الجوية الكورية الجنوبية في وقت سابق هذا الأسبوع أنها لن تشارك في العرض الجوي في المعرض بسبب "كورونا". من جهة أخرى، يستعد الملايين إلى العودة إلى أعمالهم بعد عطلة رأس السنة القمرية التي طال أمدها، وكانت السلطات طالبت الشركات بمد العطلة عشرة أيام أخرى بعد المخاوف التي عمت البلاد جراء ارتفاع أعداد حالات الوفاة والإصابة بالفيروس، وكان من المقرر في بادئ الأمر أن تنتهي العطلة بنهاية الشهر الماضي. وأصبح كثير من المدن الصينية المكتظة عادة بالناس شبه خالية خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أمر قادة الحزب الحاكم بإغلاق فعلي لبعض المدن وألغوا رحلات طيران وأغلقوا مصانع ومدارس. وتأثرت أسواق المال العالمية برؤية الاقتصاد الصيني في هذه الحالة من التراجع فانخفضت الأسهم ولجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات والين الياباني. وسيظل عدد كبير من أماكن العمل والمدارس مغلقا اليوم الإثنين وسيعمل كثير من الموظفين من منازلهم. وقالت صحيفة نيكي المالية إن الصين عطلت خطة شركة فوكسون تكنولوجي المورد لأبل لاستئناف الإنتاج في الصين ابتداء من اليوم. وطلبت شركة تنسينت هولدينجز لألعاب الكمبيوتر في هونج كونج من العاملين الاستمرار في العمل من منازلهم حتى 21 شباط (فبراير)، فيما أوردت صحيفة الشعب أن إقليم هيبي الذي يحيط ببكين سيبقي المدارس مغلقة حتى الأول من آذار (مارس)، وأغلقت عدة أقاليم المدارس حتى نهاية شباط (فبراير). ومع استعداد ملايين الصينيين للعودة إلى العمل ابتدأ استياء الرأي العام واضحا من البيانات الرسمية على موقع ويبو الصيني الشبيه بموقع تويتر، وكتب أحد المستخدمين "المثير للإحباط بدرجة أكبر أن هذه ليست سوى البيانات الرسمية". وكتب آخر يقول "لا يقل أي شيء آخر. كلنا نعلم أننا لا يمكننا شراء الكمامات من أي مكان لماذا نستمر في الذهاب إلى العمل؟"، وكتب ثالث "أكثر من 20 ألف طبيب وممرض على مستوى البلاد أرسلوا إلى هوبي فلماذا لا تزال الأرقام ترتفع". وقال جوزيف أيزنبرج أستاذ الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة ميتشيجان إن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الوباء بلغ ذروته، مضيفا أنه "حتى وإن كانت حالات الإصابة قد بلغت ذروتها، فنحن لا نعرف ما الذي يحدث فيما يتعلق بالحالات التي لم يبلغ عنها.. هذا أمر مهم على وجه الخصوص في مناطق الريف". وأعلنت المدن والعواصم الكبرى قيودا جديدة على السفر لجميع القادمين من الصين أو الذين كانوا هناك خلال 14 يوما مضت، ومددت ماليزيا الحظر ليشمل الزوار من الصين بشكل عام. ونشرت فرنسا مذكرة سفر جديدة لمواطنيها قائلة إنها لا توصي بالسفر إلى الصين ما لم يكن هناك سبب "قهري"، وطلبت إيطاليا من الأطفال القادمين من الصين عدم الذهاب طوعا إلى المدارس. وأفاد مسؤولو الصحة الفرنسية أن من بين أحدث حالات الإصابة خارج الصين خمسة بريطانيين يقيمون في شاليه في قرية تزلج في أوت سافواييه في جبال الألب ما زاد المخاوف من مزيد من الإصابات في فترة مزدحمة في موسم التزلج. وهبطت أحدث رحلة طيران بريطانية لإجلاء المواطنين من ووهان في قاعدة رويال إير فورس بوسط إنجلترا أمس وعلى متنها 200 شخص وهبطت طائرة تقل 266 شخصا في داروين في أستراليا.