جوبا 15-3-2020(موفد سونا) - أجرت وكالة السودان للأنباء حواراً مع نائب رئيس دولة جنوب السودان السيد حسين عبد الباقي، تطرق خلالها الى مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودان والأوضاع الراهنه في الجنوب على ضوء توصل الفرقاء بدولة جنوب السودان إلى اتفاق حول عدد الولايات، فضلاً عن رؤيته لمستقبل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتسهيل حركة التجارة والتنقل بين المواطنين. وفي ما يلي تورد (سونا) ما جاء في تفاصيل اللقاء. س: بعد توقيع الاتفاق بين الفرقاء في دولة جنوب السودان وأداء القسم هل بمقدور الاتفاق الجديد الصمود كونه خطوة هامة نحو بناء ركائز الأمن والاستقرار فى البلاد؟ ج : نحن سعداء جداً بخطوة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي خطيناها كأطراف موقعين لاتفاقية سلام جنوب السودان، ونحن جئنا لكي نثبت السلام وننفذ ماتبقى من بنود الاتفاقية ونحن أكملنا الفترة ماقبل الانتقالية التي من المفترض أن تكتمل في الثمانية شهور الماضية؛ ولكن نسبة للمشاكل الاقتصادية الموجودة في البلاد وعدم الإمكانيات، لم نستطع إكمال البنود ، لذلك نحن مددنا الفترة الى ستة أشهر ومن ثم مائة يوم، وقد اتخذنا قرارا بأننا لن نمد هذه الفترة للأمام مرة أخرى ولابد من تشكيل الحكومة بالإمكانيات الموجودة. س: إذن الى أي مدى انتم متفائلون بأن يقود تشكيل الحكومة هذا الى توحيد كلمة شعب دولة جنوب السودان؟ ج : الغرض من تشكيل الحكومة التأكيد لشعبنا في جنوب السودان بأننا نريد وحدة وطنية بين مواطني جنوب السودان ونعمل على نبذ المرارات الموجودة، والنعرات القبلية ومعالجة مشاكل الحدود بين الولايات والمشاكل بين القبائل مع بعضها ومشاكل المرعى، كل هذه الأشياء نحن نريد أن نبعدها من المرحلة القادمة كونها مرحلة تنمية. س: وكيف تتحق التنمية وماهي مطلوباتها بعد وقف الحرب ؟ ج : لكي نحقق التنمية ونحسن اقتصادنا علينا دور من المفترض أن نلعبه بين البلدين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان لأن المشاكل الاقتصادية تصدرت كل المشاكل في البلدين ونحن نسير بالبلدين نحو السلام. س : هل لديكم تصور لحل المشاكل الاقتصادية بين دولتي السودان ؟ ج : بالتأكيد في هذا الخصوص نركز على أهمية العمل على تحسين العلاقات بين البلدين وفتح جميع المسارات وجعل الحدود مرنة ونكون شعبا واحدا يعيش في دولتين، ونريد أن نساند بعضنا البعض في الدولتين؛ لأن نفس المشاكل الموجودة في الجنوب هي نفسها الموجودة في السودان . س: ومازال السلام في السودان لم يكتمل ؟ ج : نحن في حكومة الوحدة الوطنية ندفع بجهودنا نحو تحقيق السلام في دولة السودان ، لإتاحة الفرصة لتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية؛ مع التركيز على تطبيق الحريات الأربع بين البلدين؛ لأن معظم القادة في دولة جنوب السودان أبناؤهم موجودون في دولة السودان؛ وكذلك هنالك شماليون موجودون بالجنوب. ونحن نريد أن نتجه في علاقاتنا التجارية والاقتصادية نحو دولة السودان، بدلا من الاتجاه الى دول شرق أفريقيا؛ لأن الدولتين تجمعهم ثقافة واحدة والعادات والتقاليد واللبس أيضاً واحدة وفي أشياء كثيرة أخرى مشتركة ، وأن المواطنين في دولة الجنوب يفضلون البضائع والمنتجات القادمة من دولة السودان على معظم البضائع التي تأتي من بعض الدول الأفريقية ، ونحن نريد في الفترة القادمة بدلا من أن تسيطر دول شرق أفريقيا على السوق في دولة الجنوب؛ الذين ليس بيننا وبينهم أي علاقة؛ أن تسيطر على سوقنا التجار القادمون من دولة السودان. س : كيف تنظرون الى مستقبل الاستثمار والتجارة بين البلدين ؟ ج : أنا أدعو السودانيين للاستثمار في دولة جنوب السودان والعمل على تطوير هذا الأمر وهو أمر لايمكن تطويره إلا بفتح جميع المسارات؛ لأن هنالك مسارات مهمة جداً تربط كلا من كوستي -الرنك - جوبا - ، وهنالك مسار يربط هجليج - بانتيو- جوبا - وهو مسار مهم بجانب مسار الميرم - راجا، وكل هذه المسارات لو تم تفعيلها نكون قد حققنا عملا إيجابيا بين البلدين، وخصوصا أن مواطنين من البلدين متواجدين في خطوط وأمتدادات هذه المسارات؛ وذلك يجعلنا نتعاون اقتصاديا والنهوض باقتصاد البلدين ونحقق تنمية يستفيد منها مواطنو البلدين. س: ماهو انعكاس توقيعكم لاتفاق السلام.. هل هناك انعكاسات إيجابية لهذا الحدث على الاقتصاد ؟ ج : انعكاس توقيع اتفاق السلام على المواطن في دولة جنوب السودان، كان واضحاً في رضا المواطن في جنوب السودان به ، وشعوره بالطمأنينة بعد أداء القسم ، خاصة وأن الدولار انخفض من 31 جنيها الى 25 جنيها وكذلك لو طبقنا هذا الأمر في دولة السودان سيسهم الأمر كذلك في انخفاض الدولار حال الوصول لسلام. س: رسالة لمواطني البلدين ؟ ج : أُوجه رسالة لمواطني البلدين بضرورة التكاتف والعمل على حل المشاكل الموجودة بين الدولتين، خاصة ما يتعلق بتحقيق السلام والاستقرار، ونحن في دولة جنوب السودان سنعمل من أجل إقناع إخوتنا في المعارضة السودانية بقبول السلام ، ونحن نريد أن تتحقق وحدة وطنية في دولة الجنوب ، وأيضاً تتحقق في السودان ونحن في حاجة إلى وحدة وطنية. ونحن نقول للحكومة في السودان بأن تستمر في محاورة الأطراف كافة" وضرورة الالتزام بتنفيذ السلام والذهاب بالبلدين الى الأمام للمستقبل.