السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرمان في حوار الراهن مع سونا

جوبا في 17-3-2020(موفد سونا) - على مدى ساعة من الزمن ورغم مشاغله وإجتماعاته المستمرة في أروقة التفاوض بفندق بالم أفريكا بجوبا، إلا أنه وإيمانا منه بدور الإعلام وللشفافية والوضوح التي ظلت تميزه عن كثير من القادة السياسيين وإيمانه بقضاياه التي ما برح يدافع عنها لأكثر من ربع قرن من الزمان - وهي ذات المبادىء والقناعات التي جعلته يلتحق بالحركة الشعبية وأذكر جيدا أن الحركة الشعبية احتفت بمقدمه وأتاحت له مساحة من خلال إذاعتها التي كانت تبث من خارج السودان بل إن دكتور قرنق شخصياً هو من رحب به، وأكد لجماهير ومحبي الحركة بأن هذه الخطوة من ياسر عرمان تدعم طرح قومية الحركة ومن يومها ظل عرمان على ذات المبدأ، وظل حلمه أن يكون هنالك سودان جديد تتحقق فيه المساواة والمواطنة بين الجميع وأن تنتهي العنصرية والجهوية والقبلية وهو شغله الشاغل ولم ييأس يوما ما بأن القادم سيكون أحلى لهذا الوطن الشامخ .
التقيناه وكعادته جريئاً وواضحاً وصريحاً في كل ردوده حول الأسئلة التي طرحناها له فإلى مضابط الحوار:
س – تم بالأمس توقيعكم بالأحرف الأولى على اتفاق مع الحكومة بحضور قيادات الجبهة الثورية والوساطة والمراقبين من منظمات الأمم المتحدة كلمنا عن هذا الاتفاق وماذا يعني بالنسبة لكم ؟
ج – شكرا جزيلاً على هذا اللقاء، نحن وقعنا على اتفاق سياسي يخص قضايا الحكم وصلاحيات الحكم في المنطقتين وعالج قضايا مفتاحية حول شكل ونظام الحكم والصلاحيات التي سيتمتع بها أهل المنطقتين بالإضافة لربطنا ذلك بالقضايا القومية ولدينا قضايا بارزة ناقشنها مع الجنرال شمس الدين كباشي وسنواصل مناقشتها، نحن اقتربنا خطوة كجبهة ثورية من توقيع اتفاق شامل والتأسيس لكتلة تمثل قوى الهامش داخل السودان وتعمل على تغيير مجرى السياسة السودانية نحو السودان الجديد ونعمل على خلق وضع يستجيب لاستكمال مهام الثورة السودانية وبهذا الاتفاق اقتربنا خطوة كبيرة من إنهاء قضايانا كحركة شعبية في المنطقتين ومن ثم إنهاء القضايا القومية كجبهة ثورية ومن ثم التوقيع كجبهة ثورية ونشارك في المرحلة الجديدة من رسم خارطة السودان الجديدة .
س- ماهو موقفكم من التفاوض وماهي المراحل التي وصلتم إليها مع الوفد الحكومي المفاوض ؟
ج - نحن بدأنا بصورة منهجية في التفاوض مع الحكومة لاستنادنا على خبرات متراكمة في التفاوض لذلك بدأنا أولا بمبدأ " الإغاثة قبل السياسة" أي الجوانب الإنسانية قبل الجوانب السياسية وبالتالي قمنا بعمل اتفاق إنساني لوقف العدائيات مع الحكومة رسمياً وبآليات مراقبة ومن ثم فتح الطرق للإغاثة، وفي تقديرنا أن هذا الاتجاه، هو الاتجاه الصحيح بدليل أننا قضينا ثماني سنوات لم تكن يصلنا ولا دواء في المناطق المحررة، والآن نحن استقبلنا قوافل للإغاثة الإنسانية من الدمازين ومناطق أولو وغيرها وفي كل مناطقنا ستصل الإغاثة ورسمياً أوقفنا القتال مع الحكومة وهذا يتضح جلياً من الزيارت التي وصلتنا من منظمة اليونسيف ومنظمة الغذاء العالمي ووكالات الأمم المتحدة وكانت هنالك دعاية كثيفة ضدنا كأننا غير موجودين داخل السودان لكننا بالفعل موجودين حتى على بعد 20 كيلو مترا من الدمازين في جبل كيلقو وأيضا نحن موجودين بجنوب كردفان، هذا مايتعلق بالجانب الأول، أما الجانب الثاني نحن وقعنا على الاتفاق الإطاري الذي كان أكثر من إطاري لأننا تعرضنا فيه لكثير من التفاصيل ونحن لم نتحدث حتى الآن مطلقا على عكس الدعاية عن قسمة سلطة أو محاصصات نحن تكلمنا عن الترتيبات الأمنية وعن النازحين واللاجئين عن قضايا الحكم وعن قضايا الأرض، وكذلك قضايا الثروة وعن قضايا كيفية حكم السودان وتكلمنا عن قضايا تهم كل السودانيين عن كيفية تمثيل النساء في الكنابي والعاصمة القومية والرعاة والرحل والبيئة وعن كثير من القضايا التي تهم السودان بشكل عام والمنطقتين بشكل أخص.
أيضا كانت وجهة نظرنا أن تتفاوض الجبهة الثورية ككتلة واحدة بدون مسارات وتعمل ترتيبات أمنية وترتيبات سياسية وقضايا النازحين مع بعض لكن هنالك آخرون فضلوا أن تكون المفاوضات بالمسارات والآن نحن في النهايات، المسارات كلها انتهت ماعدا مسارين، دارفور والمنطقتين. بالنسبه لنا كحركة شعبية /الجبهة الثورية مسارنا سينتهي في وقت وجيز ونحن قدمنا ثلاث أوراق ورقة تخص القضايا البارزة العالقة وورقة تخص تفاصيل الترتيبات السياسية وورقة أخرى تخص الترتيبات الأمنية والآن وصلنا مراحل دقيقة دون الوسيط ونتفاوض مباشرة مع الحكومة لوحدنا لأننا الذين سنحكم السودان ليس الوسيط وهنالك قضايا قومية سيتم التفاوض فيها ضمن الجبهة الثورية بما في ذلك العاصة الخرطوم التي يمكن أن نتطرق لمثل هذه القضايا ، لكننا على أبواب أن ننهي تفاوضنا مع الوفد الحكومي وإذا انتهينا كمنطقتين سيتم أيضا إنهاء تفاوض دارفور وستكون الجبهة الثورية بكاملها قد أنهت الحرب وتكون جزءا من الترتيبات الانتقالية .
س – الحديث عن تعيين الولاة وتكوين المجلس التشريعي نال جانبا كبيراً سواء في التفاوض أو خارج التفاوض وباعتباركم جزءا من مكونات الجبهة الثورية هل تتوافق رؤيتكم مع الجبهة الثورية بعدم تعيين الولاة أو تكوين مجلس تشريعي قبل توقيع اتفاق السلام الشامل ؟
ج – إنني أود أن أبسط هذا الموضوع وأن هذا الأمر فيه توافق بين مكونات الجبهة الثورية لسبب بسيط دون أن نخوض في الأسباب، سواء كانت سياسية أو كيفية إدارة التنوع في التمثيل وكيفية وجود معايير وكيفية إشراك المواطنين أنفسهم في الولايات ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير وغيرها، والأمر الذي لم يتم في مناسبات عديدة لكن الآن عملياً معروف أن التفاوض مع الجبهة الثورية لن يأخذ أكثر من شهر وإذا زاد سيزيد ببسيط وإذا أردت أن تعين واليا الآن وتم تعيينه في خلال أسبوع وتبقت له أربعة أسابيع لكي يأخذ ذلك الوالي أغراضه وعفشه ويذهب إلى الولاية المعنية ولكي يكون حكومته المفاوضات ستنتهي، لذلك نحن نقول إن قضية تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة، يجب أن نتخذ من قضية السلام آلية لإعادة ترتيب الفترة الانتقالية ولإصلاح الأخطاء ولمشاركة الجبهة الثورية وحركات الكفاح المسلح الأخرى إذا وقعت حتى نصل لوضع يمكن السودانيين من إنهاء الحروب وأنا متأكد أن ما تبقى من زمن لتوقيع الجبهة الثورية يعد على أصابع اليد الواحدة ويمكن أن نكون نحن جزءا من التكوين الجديد .
س- هل تتوقعون إذا تحقق السلام أن يحدث انفتاح لمجلس السيادة وبقية مكونات المرحلة الانتقالية من مجلس وزراء ومجلس تشريعي لبروز بعض الأحاديث التي تنادي بضرورة إشراك الموقعين على اتفاق السلام في مكونات المرحلة الانتقالية ليكونوا جزءا من تنفيذ الاتفاقية ؟
ج – قبل الحديث عن كيف نمثل في الأجهزة التنفيذية والتشريعية، يجب على الاتفاقية أن تخاطب جذور المشكلة بوجود الجبهة الثورية أو بدونها، يجب على هذه الاتفاقية أن تخاطب جذور أزمات الحرب حتى لا تقوم حرب أخرى في السودان، وحتى تكون هذه آخر حرب في البلاد، ولذلك نحن معنيون بماذا تعني مفاوضات ، تعني إرجاع ملايين النازحين واللاجئين وتعني استعادة الوجه المنتج للريف وإنهاء الحروب في الريف، وتعني إلغاء العقوبات وإصلاح العلاقات الداخلية، وبالتالي إصلاح العلاقات الخارجية وتعني في المقام المهم جداً إصلاح القطاع الأمني والعسكري، لأن السودان هش ولا يحتمل الصراعات، وفيه جيوش عديدة، ويجب أن نبني جيشا مهنيا وطنيا واحدا لمصلحة كل السودانيين، وأن نستفيد من تجارب الدول من حولنا حتى لا تنهار بلادنا وتنضم الى نادي الدول الفاشلة، وهذا بالضرورة يعني تمثيل الجبهة الثورية في كافة المستويات كجزء من استحقاقات السلام.
س – ما هو المطلوب في هذه الحال ؟
ج – المطلوب مثل ما شاركت الحرية والتغيير في السلطة التنفيذية ومجلس السيادة ومجلس الوزراء وستشارك في المجلس التشريعي، أن تشارك الجبهة الثورية كذلك، وهي من مؤسسي قوى الحرية والتغيير وهذا سيساعد في المقام الأول على توسيع القاعدة الاجتماعية للحكومة وأن تكون مرآة يرى فيها كل الناس صورهم من مختلف مناطق وإثنيات السودان، وهذا في حد ذاته سيعود بالمصلحة والفائدة لهذا الوطن، ونحن نتمنى أن نصل جميعاً لشراكة جديدة ولبرنامج جديد يساعد على استقرار السودان ويساعد على استكمال مهام الثورة ويشرك كل الفئات التي شاركت في الثورة ، هذه الثورة جاءت بعد ثلاثين عاماً، ولم تكن الثورة هي فقط ما حدث في ديسمبر ولكن ماحدث منذ العام 89 وإلى ديسمبر 2019م يسمى ثورة.
س – فيما يتعلق بتجربتكم في التفاوض أرجو أن تقدم مقارنة بين المفاوضات في عهد النظام السابق والمفاوضات الآن في شكل التفاوض والنتائج المحرزة ؟
ج – أنا أعتقد صراحة ليس هنالك مقارنة أو وجه شبه بين المفاوضات السابقة والمفاوضات الحالية، إلا اتفاقهم في المسمى بأنها مفاوضات لكن جوهرها مختلف، الآن نتفاوض كشركاء ونتفاوض على قاعدة فرضتها الثورة والتي نادت بالحرية والسلام والعدالة، والسلام ركن من أركان الثورة وفريضة من فرائضها لذلك هذا التفاوض يأتي بناء على رغبة الشعب، أيضا تم تغيير واسع، مثلاً نحن تفاوضنا لمدة ثماني سنوات حول كيفية إدخال الطعام للمدنيين في مناطق الحرب، النظام السابق كان له اشتراطات ، بينما النظام الحالي الذي جاء عقب ثورة ديسمبر ، منذ البداية أعلنت الحكومة قبولها بدخول أي طعام ومساعدات إنسانية من داخل أو خارج السودان وهذه فاوضنا عليها النظام السابق ثماني سنوات، المساعدات الإنسانية دخلت الآن بدون تفاوض، لذلك اعتبر أن المناخ مختلف والجو مختلف وأنت تعلم أنني وآخرين ذهبنا إلى الخرطوم ولم نكن نستطيع أن نذهب إلى الخرطوم ونأتي لمكان التفاوض، نحن الآن في واقع جديد هذه الثورة جاءت لتحل قضية الحرب وجاءت لتوائم الديمقراطية مع السلام مع بعض لأول مرة في تاريخ السودان، هذه القضايا، يجب أن نأخذها مأخذ الجد، ويجب أن نصل إلى مشروع وطني جديد هنالك قضايا في هذ البلد لازمت السودانيين لأكثر من ستين عاماً على رأسها قضية المواطنة, هذه البلاد فيها تنوع وتحتاج لمواطنة وهذه البلاد جميع سكانها يجب أن يكونوا أسيادها، والسودان يجب أن يكون للسودانيين كلهم، ليس هنالك فرق بين سوداني قادم من جبال النوبة أو من دارفور أو من وسط السودان أو شرق السودان أو شمال السودان، ما يربطنا هو السودانوية وما يوحدنا هو السودانوية هذا هو جوهر مشروع السودان الجديد الذي يعطي فرصا متكافئة للسودانيين نساء ورجالا بأن يحكموا هذا البلد وينمونها مع بعض وخصوصا أن مناطق الحرب بالذات هي مناطق تنوع والذي يستطيع أن يحكم دارفور، يستطيع أن يحكم السودان، والذي يستطيع أن يحكم جبال النوبة وجنوب كردفان وغرب كردفان يستطيع أن يحكم السودان، والذي يستطيع أن يحكم النيل الأزرق يستطيع أن يحكم السودان لأنها مناطق تحفل بالتنوع .
س – ظللت دوما تتحدث عن القومية والوحدة الوطنية وتنادي بها، هل مازلت مؤمن بهذه المسألة ويمكن أن يتحقق هذا الحلم في السودان، في ظل تفاوض يتناول معظم قضاياه بنوع من المحاصصات ونسب في السلطة والثروة وتوزيع الخدمة مدنية وفق نسب واتجاهات جغرافية ومناطقيه ؟
ج – في الأصل إذا الحكومات الوطنية من البداية و منذ عشية الاستقلال سنة 1956م ، السودانيون جلسوا سوياً وسألوا أنفسهم سؤالا واحدا من الذي يحكم السودان وكان من المفترض أن يكون السؤال كيف يحكم السودان؟ ليتفق الجميع على مشروع وطني، لم يتم الاتفاق على مشروع وطني منذ 56 والآن أيضاً لم يتفقوا على مشروع وطني ولا أعتقد أن المفاوضات الجارية ستوصلنا لمشروع وطني كامل، المفاوضات الجارية هدفها الأساسي هو إنهاء الحرب لأن الحرب إذا لم تنته لن نمارس سياسة، يجب بعد نهاية الحرب أن نمارس سياسة صحيحة وأن نعقد مؤتمرا دستوريا وهو الذي يجاوب على السؤال الذي فشلنا في الإجابة عليه منذ عام 1956م كيف يحكم السودان قبل من يحكم السودان، الناس المستعجلين لانتخابات خليهم يصبروا شوية لأن الانتخابات بطريقتها القديمة لن تحل مشكلة السودان، يجب أن نتفق على مشروع وطني، بعد ذلك كل شخص يأتي على أساس هذا المشروع الذي يكون قد بنيناه على أسس ثابتة من المواطنة و العدالة والحرية .
س – هنالك كثير من الفهم السائد خلال الفترة السابقة ،إن كل من ربط قضاياه بالغرب والدول الغربية هو شخص بكل تأكيد باع وطنه وقضيته كيف تنظر لعلاقتنا مع الغرب من خلال تجربتك خاصة ما تقوم به المنظمات والمؤسسات الدولية تجاه السودان وأمثالها من الدول الأفريقية ؟
ج – أنا أميل لتبسيط الأشياء لأن الحقيقة دائماً بسيطة ،هنالك كلام قاله جون قرنق زمان قال " إذا تدخلت الدول في وضعك الداخلي الغلط يعود إليك مثلاً ،إذا أنت قمت بفتح الناموسية الخاصة بك ودخلت إليك باعوضة هل الغلطان البعوضة أم الغلطان صاحب الناموسية الذي فتح ناموسيته" فنحن المفروض ننظر إليها في الأصل ، هنالك مصالح دولية ومصالح إقليمية وهذه المصالح تبدأ من أُسرتك وأحياناً الإخوة في المنزل تتضارب مصالحهم ، إذا مسكت القبيلة تجد بها خشم بيوت وتتضارب في مصالحها وإذا مسكت البلد الواحد أيضاً فيها منافسة، وبلدان العالم الخارجي فيها من هم طامعون في ثرواتنا وفي أراضينا وفي مقدراتنا ولكن إذا نحن لا نريد الناس أن تطمع في حقنا ،وأن لا يتدخلوا في شؤوننا فأول شيء يجب علينا أن نوحد أنفسنا في البيت من الداخل.
الآن في الأسرة الصغيرة اذا اختلف الشخص مع إخوته أو مع زوجته فهذا يتيح للآخرين أن يتدخلوا وتتوسع شقة الخلاف، العالم الخارجي سواء كان الغرب أو غير الغرب حتى دول الجوار القانون الرئيسي للتعامل معها أن نوحد أنفسنا، وأن الأُسرة الناجحة ليست هي الأُسرة التي تخلو من المشاكل، أي بلد لديه مشاكل لكن من يستطيعون حل مشاكلهم هم الناجحون فالبلد الناجح هو الذي يمتلك آليات وقادة يستطيعون حل قضاياه لذلك أقول لك إن المطلوب لكي يحترمنا الخارج لابد لنا من التوحد في الداخل، وأن يكون لدينا برنامج واضح، الغرب على الدوام سيكون له محاولات للتدخل في شؤوننا ولكن البلدان القوية ومهما وصفها الغرب بالإمبريالية أوغيرها من الصفات فإنه لا يستطيع التدخل في شؤونها، إن البلدان الضعيفة هي التي يتدخل الغرب في شؤونها باستمرار، وبالتالي ومن خلال تجربتنا أن الأساس للسياسة الخارجية هو السياسة الداخلية والأساس لكي نمنع التدخلات الخارجية غير المناسبة والتي تضر بمصالحنا الوطنية هو أن تكون لدينا وحدة وطنية ومن ثم نتعامل مع الخارج، نحن لا نتحدث للسودانيين ونقول لهم ليس هنالك تدخل خارجي هنالك تدخل خارجي لكن منع التدخل الخارجي يبدأ بالوحدة الداخلية.
س – لديك آراء واضحة بعد الثورة في التعامل مع حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وضرورة تصنيف الأشياء وعدم التعامل بالعموميات حدثنا عن تلك الرؤية ؟
ج - لدينا آراء كثيرة، وهي لا تخرج من رؤية السودان الجديد، وهي ليست رؤية إقصائية وليست رؤية لاجتثاث الآخرين، بل هي رؤية المحاولة الرئيسية فيها "إيجاد توافق ووفاق مبني على المصالح المتباينة في السودان والاعتراف بالآخرين وحقهم في أن يكونوا آخرين"، بالنسبة للإسلاميين هذه ليست أول تجربة لنا معهم، نحن أول من تعامل معهم وذلك في اتفاق سويسرا مع الدكتور الترابي من قبل، ونحن وقعنا اتفاقيات عديدة ورويئتنا قائمة على أسس واضحة جداً، يجب أن نفرق بين النظام الذي أقامه الإسلاميون والتيار الإسلامي ونظام المؤتمر الوطني، نظام المؤتمر الوطني نظام باطش غير عادل وشمولي ودكتاتوري ومجرم، ويجب أن يذهب ويجب أن نستعيد الدولة وبأن تكون دولة لكل السودانيين، وأن لا تكون دولة مؤسساتها مسيسة، ويجب أن تخدم الجميع ولذلك نحن نعمل على تصفية النظام القديم وإنهاء التمكين ليس بأن نأتي بتمكين جديد بل نأتي بدولة قائمة على المهنية والوطنية وحق كل السودانيين وفق كفاءاتهم وأن يكونوا موجودين في أجهزة الدولة، لكن الحركة الإسلامية ليست كلها حاجة واحدة مثلاً أنا لا يمكن أن أصنف التيار الإسلامي كله تيار واحد وأنا أعرف حتى على المستوى الشخصي لا يمكن أن أصنف التجاني عبد القادر أو الدكتور الطيب زين العابدين في خانة واحدة مع نافع علي نافع أو عوض الجاز والشيء الآخر والمهم ، نحن نؤمن بأن كل من أجرم لا حصانة له، ولكن كل من أجرم يحاسب وفق القانون والمجرم لا حصانة له ولكن ليس كل الإسلاميين فاسدين وليس كل الإسلاميين مجرمين ، هنالك إسلاميون أعرفهم أساتذة في الجامعات وكانوا ضد النظام الإسلامي القائم حينها والشهيد أحمد خير استشهد ضد النظام السابق، لذلك يجب أن نفرق بينهم ، أيضا نحن نقول إن التمكين قوته في أنه استولي على القطاع الأمني العسكري و القطاع الاقتصادي والإعلامي واستولي على كل مقدرات الدولة، لذلك يجب أن ترجع الدولة للشعب ،ويجب ألا تعود مرة أخرى لأي حزب حتى ولو كان حاكماً أو معارضاً، الدولة يجب أن تكون دولة لكل الناس، وأن تقف الدولة في حالة حياد من جميع الناس، وأن تكون أجهزتها أجهزة مهنية و كلامنا الذي ظللنا نقوله أن التيار الإسلامي تيار فكري لا يمكن القضاء عليه وحتى الفكر النازي. الآن في أُوربا هنالك نازية لذلك الفكر ليس هنالك طريقة للقضاء عليه إلا بأن تكون هنالك منافسة وانفتاح وأن تتم المناقشة في أجهزة الإعلام والفكر والثقافة والتوجه للشعب حول أي الأفكار هي الأصلح ،وعلى الشعب أن يختار وحتى الشعب إذا اختارك سيختارك وفق المشروع الوطني، ويمكن إذا اختارك أربع سنوات ولم يكن أداؤك جيدا أن يبدلك بآخر ولذلك هذه رؤيتنا رؤية واضحة، ولا نريد أن نأخذ الجميع بجرائر الآخرين نحن غير متهاونين مع ما تم من جرائم في النظام السابق ولا عاطفيين في تفكيك النظام السابق ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نأخذ الحركة الإسلامية والتيار الإسلامي بكل مدارسها كحاجة واحدة، ولا يمكن أن نقول كل الإسلاميين هم"نافع علي نافع "ولا يمكن أن نقول كل الإسلاميين هم "التجاني عبد القادر".
س – فاجأ عبد العزيز الحلو الجميع بأنه إذا لم تقبل الحكومة بعلمانية الدولة فعلى الحركة الشعبية أن تختار تقرير المصير ماهي رؤيتك كقائد سياسي بطرح خيار العلمانية كورقة مفصلية في التفاوض ؟

ج – نحن نختلف مع عبد العزيز الحلو في ثلاث قضايا رئيسية هو طرحها العلمانية وحق تقرير المصير والجيشان ونحن نعتبر عبد العزيز يحاول أن يقطع ويلصق من تجربة الجنوب، وتجربة الجنوب مختلفة تماماً من تجربة المنطقتين،وتكوين الجنوب مختلف من تكوين المنطقتين، فنحن نقول إن العلمانية شرط لبناء السودان الجديد ونحن لا نسميها علمانية بل نسميها بناء دولة ديمقراطية مدنية عشان ما نعمل تجاذب وسط السودانيين وحتى لا نكون أسرى للمصطلحات، أي أن تقف الدولة على مسافة متساوية بين الأديان وحتى بعض الإسلاميين ينادون بذلك وفي نفس الوقت أن لا نستغل ذلك ونأخذ المميزات والحقوق على أساس الدين لأن السودانيين ليس كلهم مسلمون والمسلمون منهم ليسوا متفقين على رؤية إسلامية واحدة وبالتالي الحقوق في الدولة يجب أن تقوم على المواطنة، وأن لا تقوم على أساس الدين أو العرق أو أي مهددات ضيقة ولكن هذا الحديث لا يمكن أن نقول أن ناس جبال النوبة والنيل الأزرق إذا لم يأتوا بالعلمانية لا يستحقون السلام لأن "البرمة" بتاعت العلمانية هي موضع مطروح لكل السودانيين وليس مطروحا بأن النوبة يجب عليهم أن يأتوا بالعلمانية للسودان وحتى إذا كان عبد العزيز يؤمن بالعلمانية، يجب أن لا يضعها كشرط لنهاية الحرب ، نحن حركة علمانية بجناحيها ولكن الفرق بينا وبين عبد العزيز نحن نفرق بين إنهاء الحرب وبناء السودان الجديد، وحتى في بناء السودان الجديد العلمانية لا نطرحها بحد السيف نحن طرحنا بأنه يجب أن يكون الدين للذين يؤمنون به، والدولة يجب أن تكون للجميع، وحتى العلمانية نفسها تحتاج لنوع من التطور المدني والتعليم والبنية التحتية والعلمانية في أوربا أو في غيرها من البلدان لم تأت كسلع موجودة في السوبر ماركت بل أتت نتيجة لتطور هذه البلدان لذلك نحن نقول إن هنالك خلطا من عبد العزيز وأيضاً الخلط الآخر هو ربط العلمانية بحق تقرير المصير، لأنه عندما تدعوا لقيام دولة أخرى في السودان معناها إنت ليس مع وحدة السودان ونحن في السودان الجديد نعتبرها رؤية جاءت لتوحيد السودانيين في المقام الأول وليس تقسيم السودان ويجب أن لا تستخدم الرؤية آلية كسكين نقطع بها السودان ، أيضا جبال النوبة ليست هي جنوب السودان وأول حاجة النوبة أنفسهم الموجودين خارج الجبال أكثر من الذين داخل الجبال ، وأيضا أن منطقة جنوب كردفان وغرب كردفان فيها عرب وفيها نوبة والنوبة أيضا فيهم مسلمون ومسيحيون ، كما أن النيل الأزرق وجبال النوبة ليس بينهم صلة جغرافية فحق تقرير المصير في المنطقتين مستحيل قيامه ويؤدي إلى نشوب حروب إثنية وأي حق تقرير مصير إثني هو في حد ذاته لا يتسق مع رؤية الحركة الشعبية ويعرض أفريقيا للنهب الاستعماري وغيره، لذلك نحن لا نتفق مع عبد العزيز في أُطروحاته وطرحه لجيشين ، طرح الجيشين في الجنوب جاء لأن هنالك حق تقرير مصير ووقتها كان هنالك جيشان وفي الجنوب أيضاً كان هنالك بترول يصرف منه للجيشين، فطرح عبد العزيز طرح متعنت وهو رافض حتى التنسيق معنا في نفس الوقت هو بلتقي أشخاص كثيرين يعني هو بيعمل تحالف إستراتيجي مع جعفر الميرغني ولا يستطيع أن يفعل هذا التحالف مع مالك عقار وهو من الهامش معه وكيف يفسر هذا الكلام؟
وبالتالي نحن نقول للرفيق عبد العزيز الحلو آن الآوان لإنها ء الحروب وآن الأوان بأن ينعم أهل المنطقتين بالسلام لكن ليس بالاستسلام، هنالك طرح وحتى الاتفاق الذي وقعناه أعطى حقوقا كثيرة قضية الدين نحن حليناها بأن سكان المنطقتين يعطوهم الحق في التشريع وهم يديروا مستقبلهم إلى أن يلتقي السودانيون في مؤتمر دستوري وستطرح علاقة الدين بالدولة لكل السودانيين لكي يأتوا بالصيغة التي تتناسب مع السودانيين جميعاً ، السودان ليس أول بلد واجه هذا النوع من القضايا وأخيراً أريد أن أقول إن العلمانية لم تجلب الخبز والطعام وجنوب إفريقيا النظام العنصري" الأبرتاييد " الذي سجن مانديلا كان نظاماً علمانياً هتلر كان علمانياً وموسوليني كان علمانياً، فالعلمانية ليست معزولة من وقائع أخرى من ضمنها الديمقراطية، الحرب يجب أن تنتهي ، سكان المنطقتين عانوا من الحرب وهنالك فرصة لذلك وأكبر علامة في زيارتك لكاودا مع عبد الله حمدوك هي الآلاف من النوبة خرجوا وهم يطلبون السلام وليس علمانية عبد العزيز.
س – لكن من الملاحظ أن الحركة الشعبية في كاودا حاولت أن تعطي هذا المطلب زخماً إعلامياً فغطت كل الأماكن بلافتات وشعارات تطالب بالعلمانية ؟
ج- صراحة النوبة القضايا التي ترتبط بوجودهم هي قضايا الأرض والقضايا التي لو سألت أي شخص لديه أولويات في الدنيا الأولوية الأولى عندهم ستكون هي عودة النازحين واللاجئين والتعليم والصحة وقضايا كثيرة والقضايا التي يحتاجها كافة السودانيين لا يمكن أن نحملها لأشخاص في منطقة واحدة، وإن طرحت لهم العلمانية كخيار في استفتاء خاص بهم فلن تكون العلمانية من أولوياتهم ونحن عشنا في هذه المناطق، ونحن جزء منها لذلك هذا الكلام هو نزق مثقفين وطرح هذا الكلام في حديث أحد مفاوضينهم ( نفكك السودان طوبة طوبة )، نحن نريد أن نبني السودان طوبة طوبة.
س – ظل الهامش وتنميته هو الشغل الشاغل لك فهل ترى أن ما يدور الآن من تفاوض يمكن أن يسهم في معالجة قضايا الهامش أم إن الاتفاق القادم يعطي الأولوية لإيقاف الحرب كيف تنظر لهذه الأمور خاصة قضايا الهامش وغيرها ؟

ج – أنا طبعاً كما قلت لك بالنسبة لي السياسة تبدأ بإنهاء الحرب ،وأن الحرب إن وجدت واستمرت لن تجعل من أي حوار عقلاني لمستقبل بناء السودان وبالتالي قضايا التهميش والتنمية المدخل الحقيقي لها هو إيقاف الحرب وإيقاف الحرب أيضا ليس مجانيا يجب أن يكون بمخاطبة جذورها وقد لا نستطيع أن نحلها في يوم واحد لكن المطلوب أن نضع أسسا صحيحة للوصول إلى المحطة النهائية يعني لو أنا الآن أريد أن أقوم من جوبا إلى الخرطوم برفاس أو مركب نهري يجب أن أمر بملكال وكوستي وأن أحدد نهاية الرحلة ولكن لن أقفز من جوبا إلى الخرطوم بل سأمر بمحطات وهي ستأخذ مني زمنا ولذلك البداية الصحيحة في تقديري أن ننهي الحرب وفق اتفاق يحدد مطالب الحد الأعلى، مثال لذلك ، العلمانية هذه هي مطلب استراتيجي للحركة الشعبية وأنت عندما تفاوض الآخرين لا يمكن أن تملي عليهم مطالبك بأن يقيموا لك السودان الجديد إذا كنت تريد أن تحقق مطالبك كان الأجدى أن تذهب بالقوة وتغيير النظام في الخرطوم وحينها يحق لك أن تفرض رؤيتك وطالما أن ما بيننا هو تفاوض فيجب أن نصل إلى منطقة وسطى فيها كل شخص يفوز وكل شخص يكسب.

س- كيف تسير الترتيبات الأمنية بينكم والحكومة في أروقة التفاوض ؟

ج – الترتيبات الأمنية في الأصل هي ترتيبات فيها جانبان، جانب سياسي وآخر فني الجانب السياسي وجود أكثر من جيش بما في ذلك العاصمة والسودان الآن هش ولا يقبل الصراعات ويحتاج إلى توافق وواحدة من مساعي استكمال الثورة الحالية هي الوصول إلى ترتيبات أمنية تصلح القطاع الأمني الذي تم تسييسه في عهد النظام السابق بالكامل وتم إضعافه وتشويهه بالحروب المستمرة , أنت تعلم أن الجيش السوداني كان فيه 34% من أبناء دارفور الآن معظمهم غير موجودين وكان فيه تقريبا 13% من النوبة والنوبة تاريخياً يعشقون العسكرية وكانوا جزءا من مؤسسي العسكرية السودانية، الآن معظمهم غير موجود وهنالك 21% من الجيش السوداني كان من الجنوبيين وهم ذهبوا ، الآن دعك من مشاكلنا الداخلية السودان حدوده مستباحة والسودان الآن ضعيف لذلك يجب أن نعيد بناء جيش وطني واحد بعقيدة عسكرية جديدة ولكل السودانيين ونحن نقول بالواضح كدة ما بالدس زي ما بقولوا ناس الثورة نحن نريد الجيش السوداني بخبرته وبإمكانياته أن نستخدمها كقاعدة لبناء جيش وطني، أيضاً الدعم السريع بقواته وقدراته يجب أن نبني جيشا وطنيا واحدا ، أيضاً قوات الحركات بقوتها وتنوعها يجب أن نعيد الحيوية في الجيش الوطني الواحد ويجب أن ينبني هذا الجيش على أساس المصالح العليا ويكون جيشا مهنيا غير مسيس ويخدم السودان والسودانيين، هذه القضية لا تتم إلا في مفاوضات جوبا الأحزاب السياسية ماعندها جيوش في جوبا يتم نقاش أمر الجيوش الآن معظم الجيوش في المنطقة من حولنا انهارت جيوشها ونحن مواجهون بأوضاع صعبة لذلك نحن في الحركة الشعبية – الجبهة الثورية الجهة الوحيدة التي عملت اتفاق حول أسس الترتيبات الأمنية ، وبالتالي نريد أن نبني قطاعا أمنيا جديدا موحدا تابعا للسودانيين ، ووجدنا تجاوبا من القوات المسلحة ،ومن الفريق أول حميدتي ونحن نعتقد أن تلك هي الطريقة التي يمكن أن تخدم السودانيين.
الشيء المهم والأخير الذي أُريد أن أقوله ، إنه بدون بناء قطاع أمني لا نستطيع أن نعمل دولة مدنية ، لانستطيع الدفاع عن حدودنا، لا نستطيع أن ننهض اقتصاديا ،فالقطاع الأمني هو أولوية وهذا هو طرحنا في الحركة الشعبية منذ البداية وجلسنا مع الفريق أول الكباشي ووزير الدفاع ووصلنا لتفاهمات يجب على الشعب السوداني أن يدعمها نحن مايقلقنا أن الناس يعتبرون كأن هذا الأمر خاص بنا فقط ، بل هو أمر يهم كل شخص وأي أسرة وكل شخص يريد أن تتحقق الديمقراطية لا توجد ديمقراطية بدون أمن أي شخص يريد مدنية لا توجد مدنية بدون أمن أي شخص يريد أن تتوفر له سبل العيش خاصة المأكل والمشرب لا يتحقق ذلك بدون أمن هذه قضايا تهم كل سودانية وسوداني.

س – في آخر تصريح لك عقب جلسة التفاوض مع الوفد الحكومي تطرقت إلى أنكم قدمتم شكوى للحكومة فيما يتعلق بالتناول الإعلامي السالب الذي يضر بأمن واستقرار وتماسك البلاد وتحديداً صحيفة الانتباهة فكيف تنظرون للتناول الإعلامي للقضايا المتعلقة بالسلام وتعامل الدولة مع بعض التجاوزات الإعلامية التي تضر بالمصلحة العليا للبلاد ؟

ج – نحن نقول إن على السودانيين أن ينتبهوا إنه بعد فصل الجنوب وجرائم الحرب التي دارت ،المشروع الوطني السوداني يجب أن يعاد تعريفه على أساس المواطنة وعلى أساس مكافحة العنصرية
والمسكوت عنه في السودان أن هنالك عنصرية في السودان وهذا الأمر يجب أن يبحث ويكون جزءا من وسائل البناء الوطني ويكون جزءا من تناول صريح في الإعلام في سونا في التلفزيون في الإذاعة يجب على الناس لكي تبني بلدها أن تراجع أخطاءها، نحن عشنا مرحلة طويلة كانت فيها تجارة الرقيق وفيها ثقافة الرقيق وهو أمر غير مرتبط بقبائل بعينها حتى الممالك التي قامت في مختلف أنحاء السودان كثير منها مارست الرق ولذلك نحن الآن على أعتاب الذكرى المئوية لثورة 24 وهي ثورة عظيمة ضمت السودانيين ووحدتهم فعلي عبد اللطيف والده من جبال النوبة ،ووالدته من الدينكا وعبد الفضيل ألماظ أُمه من المورو ووالده من النوير،عبيد حاج الأمين جده عمدة المحس محمد المهدي الخليفة من بيت الخليفة البنا من أُسرة البنا، هؤلاء كلهم كانوا في ثورة 24 وسليمان محمد تم إعدامه وهو جد خالد حسن عباس وثابت عبد الرحيم وهذه الثورة العظيمة ضمت سيد فرح من دلقو المحس ضمت ناس من مختلف أنحاء السودان نحن يجب أن نوحد بلدنا وهذه القضايا حتى في أمريكا هي قضايا مطروحة ومسمى البيت الأبيض ليرمز له بأنه خاص بالبيض ولكن الأمريكان تطوروا وأتوا بشخص أسود مثل أوباما والآن هذه القضايا يجب أن تناقش ، يجب أن نقبل بعضنا البعض يجب أن لا يكون هنالك أي سؤال لو في نوباوي أو نباوية بقت رئيسه ولا يكون أي سؤال إذا في زول من البجا أو من الجعليين أو من الزغاوة أو من الفور أو البرتي والبرتا أصبح رئيسا للسودان لذلك يجب أن نفتح قضية ما حدث من جريدة الإنتباهة بوصف سيدة سودانية بأنها خادم وكحديث في جريدة ومكتوب بالعنصرية والسكوت عليه نحن ما يؤلمنا هو ناس كثيرين يتحدثون عن الديمقراطية والمدنية طيب هذه أساس الديمقراطية والمدنية والمواطنة إذا كنتم تخرجون مليونية لأشياء كثيرة من المفترض أن تخرج في مثل هذه المواقف مليونية لمكافحة العنصرية في السودان لابد من أن نقبل بعض،ولابد لنا من الابتعاد عن التحيزات الإثنية، آن الآوان أن يعترف الجميع بمواطنة حقيقية وقبول حق الآخرين وحقهم أن يكونوا آخرين بغض النظر عن القبيلة أو اللون وهذا ما يوحدنا ويدفع بنا كسودانيين للأمام ، إذا كان البطل علي عبد اللطيف قبل مائة عام وجد أشخاصا لم يقولوا له ماهي قبيلتك ، وقال أنا لا يهمني إني من هذه القبيلة أو تلك ، ثم نأتي نحن بعد مائة سنة وبعد هذه الثورة نقول لشخص هذه خادم وهذا عبد في جريدة رسمية هذا الكلام مؤلم نحن رفعناه للفريق كباشي وهو الآن مرفوع ضمن أجندة المجلس الأعلى للسلام والكلام دا يحتاج لوقفة ، وبدوري أنا أطالبك شحصياً بما أنك سألتني هذا السؤال أن تقوم بنشره ليصل لكل السودانيات والسودانيين، لأن هذا الأمر يهمني ويهمك ويهم السلام ويهم التعايش الاجتماعي السلام لا يتحقق، إلا إذا كان السودان لكل السودانيين وهذا شعار تم رفعه منذ زمن طويل آن الآوان أن نطبقه عشان نبني بلدنا لأنه ضمن المسكوت عنه ويجعل هذه البلد لا تتقدم هو خادم ذلك حلبي وهذا خادم وهذا عبد هذه القضايا أُثرت تأثيرا كبيرا جدا في تطور السودان وآن لها أن تنتهي وأن نقبل بعضنا ،أنا لو كان في إمكانية وإذا الحركة الشعبية لديها مال لقطعنا تذاكر لكل السودانيين وذهبنا بهم إلى نيويورك أي شخص سيعود من هنالك مقتنعا بأننا جميعا شيء واحد أو نركبهم طيارة واحدة نوديهم لندن كان الخواجية تقول ليهم الزول الجعلي والزول النباوي والزول المن البجا مافي زول هناك بعرفهم بيقول ليهم إنتو كلكم حاجة واحدة أفارقة أرجعو بلدكم و ما تغلبونا بالحديث الكثير في هذا الأمر

س – ظللت ببعدك السياسي وما اكتسبته من خبرات تراكمية تنادي بضروة المواطنة والقومية إلى أي مدى أنت متفائل بأن هذه القضايا يمكن أن تتحقق والسودان ينهض مثل غيره من البلدان التي قضت على كافة القضايا السالبة التي أقعدتهم ونصبح مثل بريطانيا وأمريكا وغيرها من البلدان التي تخلصت من العنصرية والجهوية ؟

ج – أتوقع أن نكون أحسن من كل تلك البلدان لأننا لدينا حضارة قديمة منذ عهد بعانخي وواحد من هذه المشاكل أننا لا ندرس ونعلم الأجيال من أين أتى السودان وماهو أصله وتاريخه نحن صراحة شعب عظيم، رغم مشاكلنا هذه ، نحن أقرباء بعض، الإمام المهدي مثلاً عندما حاصره الأتراك لم يذهب إلا للمك أدم أُم دبالوه وهو ابن عم المهدي جميعهم نوبيون جايين من الشمال بعضهم في جبال النوبة وبعضهم في أقصى الشمال السلطنة الزرقاء سميت كذلك لأن الزرق هم كانوا الطبقة العليا، الحاصل بيننا هذا سببه الفقر والجهل إذا قضينا عليهم سننتقل لمرحلة جديدة كل هذه البلدان بنيت على ذلك وهي ليست خاصية سودانية، في نيجربا هنالك شمال وجنوب وفي تشاد شمال وجنوب وفي أثيوبيا نفس الحكاية هذه القضايا هي قضايا إفريقية وأمريكا نفسها حتى الآن فيها إشكاليات بالتالي أنا متفائل لأنني أقول لك إذا علي عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين اتفقوا قبل مائة عام فكيف يصعب علينا الاتفاق وفي ظل تعليم أكثر وإذاعة وتلفاز وصحف وواتساب وغيرها لم تتوفر لعلي عبد اللطيف ولم يكن يستطيع توصيل رسالته ونحن تاريخنا كله يشير إلى أننا قمنا بثورات مشتركة في المهدية من الذين حاصروا الخرطوم العبيد ود بدر من عرب الجزيرة عثمان دقنة من الهدندوة من شرق السودان وأبوعنجة من الكارا والزاكي طمبل من النوبة وأبوقرجة من الدناقلة والإمام المهدي نفسه من نوبة الشمال رغم أن البعض يحاول أن يقول إنه من الأشراف وغيره، وهو إذا عندو شريفيه فهو ينتمي لبعانخي ليس هنالك شرف أكثر من كدة ونحن في النهاية جدنا النبي آدم فأي زول في البلد دي جدو نبي مافي زول يتكلم مع زول تاني وبعدين البلد دي كبيرة ومليئة بالخيرات ونحن فقط 40 مليون والجنوبيين 12 مليون وزي ما قال لي الراحل الكبير الطيب صالح إذا لم نعمر هذه البلد فربنا بشيلا مننا وهو رجل ذو نظرة صوفية وبالتالي المطلوب هو أن نصل لاتفاق ونحب بعض ونعمل مع بعض على أساس المواطنة بلا تمييز ونحن سنعبر لأن شعوب كثيرة عبرت من التخلف وليس نحن وحدنا سويسرا هذه فيها الألمان والفرنسيين والألمان والرومان أربع قوميات تحارب لسنوات طويلة واتفقوا ربما لا يوجد شخص يعتقد بأن فرنسا وألمانيا يمكن أن تحدث وحدة بينهما وفي سنة 45 ألمانيا احتلت فرنسا إذا ذهبت إلى فرنسا سنة 45 وقلت إنك تريد أن تعمل اتحاد أُوربي حيدخلوك مستشفى المجانيين والآن إذا طلبت منهم أن يفضوا هذا الاتحاد الأوربي أيضا سيدخلونك مستشفى المجانين نحن يمكن نوحد بلدنا ويمكن نعمل اتحاد سوداني بيننا ودولة جنوب السودان ويمكن نؤسس الوحدة لكن على أسس جديدة بين دولتين شمال وجنوب

س – لم تتح لك مناسبة إلا وأثنيت على دولة الجنوب ودورها وحرصها على وحدة واستقرار السودان وخير دليل على ذلك رعايتهم للمفاوضات التي تتم الآن كيف تنظر إلى السلام الذي تحقق في دولة الجنوب وانعكاسه على وحدة واستقرار السودان ؟

ج – أولاً أنا بقول لماذا قبلنا التفاوض في الجنوب لأن الجنوب ليس لديه أطماع ، فجنوب السودان يمتلكون أرضا أكبر من رواندا ويوغندا وكينيا مع بعض ومن ناحية الثروات هم بعد الكنغو مباشرة من ضمن البلدان الإفريقية التي تمتلك ثروات هائلة ماذا يريد الجنوبيون منا يريدون أن لا نساعد أي معارضة مسلحة عندهم وهو مطلب لا يضر السودان يريدون أن يمر بترولهم عبرنا وهذا مطلب تتحقق فيه مصلحتنا وبالتالي أنا بقول استقرار الجنوب من استقرار السودان ونحن كنا دولة واحدة لمدة مائة سنة والجنوبيون ساهموا في بناء السودان وفي بناء مؤسساته وكنت دوما بقول إن الجنوبيين مثل الملح في الطعام إذا غاب أصبح الطعام مسيخا، حدث خطأ سياسي كبير إلا أن الوحدة لها اكثر من شكل ممكن تكون بدل اتحاد داخل الدولة الواحدة أن تكون وحدة بين دولتين مستقلتين نحن من دعاة وحدة أفريقيا ولذلك أنا أقول ما يحدث في الجنوب الآن من تحول سياسي والدور السوداني في هذا التحول هذا يعتبر من أمتع الأشياء التي أجد نفسي سعيد بها وحتى الاتفاق الذي قام به الرئيس السابق البشير بين الجنوبيين أنا كنت سعيد به رغم أنني لا أفتر في معارضة البشير ولو عاد مرة أخرى سأقوم بمعارضته لكني أُريد أن يكون السودان وجنوب السودان قريبين من بعض لأننا نعزز بعض لأن ثقافتنا وطريقة حياتنا قريبة من بعض ، والآن أنا في جوبا ومتزوج من جنوبية لم أحس يوما بأن زوجتي ثقافتها تختلف عن ثقافة أي إمراة سودانية وهي نفس جذور الثقافة السودانية القائمة على قيم الأُسرة وثانياً أنا أعتقد أن جبال النوبة والنيل الأزرق هم صلة ووصل للجنوب والشمال، ويمكن أن يكونوا حديقة للعلاقات المشتركة، وكذلك بينا أطول حدود وتعتبر أهم حدود بالنسبه لنا، وحمايته هذه الحدود فيها عشرة مليون من الرعاة ونحن في الشمال يمكن أن نصدر للجنوب أكثر من 137 سلعة، فالعلاقة مع الجنوب مفيدة من ناحية الأمن والأقتصاد ،ومن الناحية الإنسانية والثقافية، وأنا أدعو من خلالك بأن يسمح لجنوبين والشماليين بالإستفادة من الحريات الأربع وأن يعطي تمييز خاص للجنوبيين مثل القرين كارد للإقامة لهم في الشمال وويجب أن يتم رد الإعتبار لأي شخص مولود من أب أو أم من جنوب أو شمال السودان ان يعطي الجنسية السودانية .وهذا يؤسس للإنسانية والثقافة والإقتصاد بين البلدين، ويجب فتح الحدود بين الجنوب والشمال ،وهذه قضايا من مصلحة السودانين ومصلحة الجنوبيين نحن ظللنا ندعو لها وانا واحد من المومنين إيمان قاطع بهذه القضايا

س – حسين عبد الباقي أكور نائب رئيس الجمهورية بجنوب السودان لدي مخاطبته المصلين عقب صلاة الجمعة ،وجه رسائل تدعوة لوحدة الشعبين كيف تظر لرسائل إيجابية تاتي من قمة الدولة في جنوب السودان ؟

ج – أنا أعتقد أن وجود نائب لرئيس المجمورية في جنوب السودان مسلم هذا يتسق مع رؤية السودان الجديد ،ويوسع دائرة التسامح ويسهم في توطيد العمل المشترك بين الجنوبين أنفسهم والشمال أيضاً لأنه عندما يأتي في قمة رأس الدولة شخص مسلم وآخر مسيحي ،هذا يكون مدعاة للتسامح الذي أُشتهر وعرف به الجنوبيين، خصوصاً التسامح الديني لذلك في الأُسرة الواحدة تجد هنالك مسلمين ومسيحين وانا أعتبر دعوته هذه دعوة مقبولة وستجد الإستجابة من الجميع في حكومة وشعب البلدين وقبله الرئيس سلفاكير ونحن في توقيع الإتفاق الإطاري طالبنا بإتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين وسلفاكير أمن علي هذه الفكرة، وقال زمان كان الناس بيجيبو البلح باللواري من دنقلا تصل الي ياي تحمل البضائع وكانت البلد آمنة لذلك يجب أن نستعيد ذلك .

ويجب أن نستعيد النقل النهري والسكة حديد مع واو لأنها تسهم في تقليل تكلفة السلع بين البلدين، ويجب أن تفتح المسارات والطرق البرية ، هل تعلم أن في الجنوب ثلاثين بنك ليس من بينها بنك واحد سوداني، وهذا يعكس السياسة الخاطئيه التي إرتكبها النظام السابق والآن يجب أن نستغل فرصة السلام وأن تكون هنالك علاقات جديدة مبنية علي أسس جديدة بين الجنوبين والشمالين.

س – رسائل لمن تبعثها؟

ج – لدي ثلاث رسائل الأولي للشعب السوداني وأقول له يجب أن نستغل السلام لبناء شراكة جديدة تضم كل قوي الثورة ،من لجان المقاومة وحتي مجلس السيادة مروراً بالحكومة وغيرها، ويجب أن نوثق العلاقة بشراكة حقيقيه بين قوي الحرية والتغيير والجبهة الثورية وكل القوى السياسية، لكي نصل لفترة إنتقالية مستقرة تخدم السودانيين أولا وأن تراعي الحقوق والحريات.

رسالتي الثانية لسكان المنطقتين أقول لهم إنه من مصلحتهم أن يتم تنسسيق جاد بين الحركتين، وأن لا تتضرر مصالح المنطقتين بسبب الصراعات في الحركة الشعبية وان هنالك فرصة حقيقه للسلام وان ما لمسناه من الحكومة هنالك جدية وانتم لمستم ذلك في زيارة حمدوك لكاودا وغيرها من المواقف لذلك نحن ندعوا ان لاتفوت هذه الفرصة وان نصل لسلام حقيقي

ورسالتي الثالثة للسودانيين كأفة بأن يعملوا لبناء إتحاد سوداني مع دولة جنوب السودان وتصحيح أخطاء الماضي وإصلاح الخطأ في العمل السياسي ، وأن لاننظر للعلاقة بين الجنوب والشمال من ثقب الباب بل يجب أن ننظر لها من الزاوية العريضة للمصالح والثقافة و للإنسانية وللعمل المشترك.

وأشكرك كثيراً ،ولكن إن كان لابد من رسالة أخيرة فأنا أوجها للإعلام وأقول عليه أن يبحث عن المشتركات ويعززها وثقافة السلام ويطرح كل ماهو موجود في جوبا أو في غير جوبا وأنا رحلتنا في هذه الحياة قصيرة (ترانزيت) يجب أن نستغلها فيما يخدم شعبنا.

رسالة أخرى، لعبد العزيز الحلو هو رفيق وصديق ونحن نعرف بعض لمدة 34 سنة، وأعتقد أن عبد العزيز، وجقود مكوار، وعزت كوكو، وجوزيف تكه ،لعبوا دور رئيسي بإمكاننا أن نلعب أدوار أخري ، وأنا أوجه رسالة خاصة بالذات لبعد العزيز ولجقود مكوار ولجوزيف تكه ولعزت كوكو، هذه الرسالة عبركم بأن أيادينا ممدودة ويجب أن نصل لما يرضي السودانيين، وأهل المنطقتين وهذا ممكن والحركة الشعبية مرت بإنقسامات كثيرة وحصلت مصالحات عديدة حتى مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق، تصالح مع رياك مشار وتصالح مع لا أكول وتصالح مع الاخرين ،وفعل ذلك أيضاً سلفاكير ولذلك يجب أن لا نفوت الفرصة لتحقيق السلام ،وأنا أدعو هؤلاء القادة بالتحديد وأقول ليهم أيادينا ممدو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.