حوار أحمد إسماعيل حسن - تصوير عوض سليمان نتيجة للدعوة التي ظلت تقدمها الحكومة لحاملي السلاح ، أبدى عدد من التنظيمات والكيانات السياسية في جنوب كردفان رغبتها للانخراط في ركب السلام ، وظلت تسعي هذه التنظيمات بمختلف توجهاتها لإيجاد حل لوقف الحرب والعمل من اجل السلام والاستقرار والتنمية . وضمن هذه التنظيمات السياسية التي نشأت حديثا عقب اندلاع القتال في جنوب كردفان ما يعرف بحزب ( الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقة ) حيث جلست وكالة السودان للأنباء مع اللواء عبد الباقي قرفة رئيس حزب . س : اللواء عبد الباقي قرفة رئيس حزب الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية ، أن مشاركة أكثر من 40 حزبا سياسيا في الانتخابات يعتبر نجاحا للعملية الانتخابية ؟ . ج : نحن نؤمن بالتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع السوداني ونؤمن بان السودان يسع الجميع ونحن ننشد السلام والاستقرار وننبذ الحرب ويأتي برنامجنا الانتخابي داعما للحوار الوطني وتحقيق السلام والاستقرار بالبلاد . س : هل تتوقع حدوث تحالفات بين الأحزاب التي تتطابق رؤاها ؟ ج : أتوقع حدوث تحالفات بين الأحزاب التي تتطابق رؤاها س : كيف تكون حزب الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية ومن هم قادته وأتباعه ؟ ج : حزب الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية قام على قيادته نفر من الذين لبوا نداء السلام بعد إعلان السيد رئيس الجمهورية العفو العام عن حاملي السلاح لكل الحركات المسلحة ونحن استجبنا نتيجة للظروف والمتغيرات داخل الحركة والجبهة الثورية خاصة بعد الانحراف المخل بقضية المنطقتين والمناطق المتأثرة بالحرب وبالتالي نحن القادة الميدانيين في قطاع الشمال استجبنا لنداء السلام، واتينا قبل عام مضي ومعنا أعداد كبيرة من القادة الميدانيين ، فقد رأينا انه لابد ان نتحول من حركة مقاتلة إلي حزب سياسي ، لان هذه القضية ناتجة عن تراكم أزمات . س : مدي إيمان حزب الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية بالتعايش السلمي ونبذ الحرب ؟ ج : نحن نؤمن بالتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع السوداني ونؤمن بان السودان يسع الجميع ، والآن شرعنا في تكوين وإنشاء هذا ونسعى إلى تحقيق العدالة . س: لماذا جاء اختياركم لهاذ الاسم (الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية) ؟ ج : حمل السلاح يعتبر درجة عالية من الانفعال وهو أقصي درجة في التعبير عن المظالم لذلك نحن اسمينا أنفسنا أصحاب القضية الحقيقة وتضم عضويتنا أعددا من المقاتلين الميدانيين ومن الجيش الشعبي ومن القوى الصامتة الموجودة في الداخل لذا رأينا مخاطبة هؤلاء بعد اندلاع الحرب في جنوب كردفان ، بخطاب ايجابي وضرورة التفاعل مع الأحداث والعمل من اجل حماية البلاد وتحقيق التعايش السلمي والقضاء على إفرازات الحرب . س : كم عدد مرشحي الحزب وفي أي مستوي تشاركون ؟ ج : لدينا (34) مرشح يشاركون في أكثر من 13 ولاية منهم (11) مرشح للمجلس الوطني و(23) مرشح للمجالس التشريعية الولائية وسنمضي في الانتخابات نحو التحول السياسي . س : ما هي أهم ملامح برنامجكم الانتخابي ؟ ج : نحن ننشد السلام والاستقرار وننبذ الحرب ويأتي برنامجنا الانتخابي داعما للحوار الوطني وتحقيق السلام والاستقرار بالبلاد والعمل على أحداث التوازن وتحقيق العدالة بين كافة مكونات المجتمع السوداني مع ترسيخ مبدأ ممارسة العمل السياسي عبر الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة مع انتهاج الحوار السلمي كوسيلة للوصول للاستقرار. كما نعمل على توفيق أوضاع المقاتلين الذين استجابوا لنداء السلام بالحوار من الداخل. س: إلي أي مدي في تقديركم تمثل الانتخابات مخرج للبلاد من الأزمات التي تمر بها ؟ ج: نحن نأمل في ان يأتي البرلمان القادم بعد هذا الحراك أن يكون برلمانا متنوعا تمثل فيه كافة مكونات أهل السودان وكل ألوان الطيف السياسي . س : كيف تنظرون إلي المطالبة بتأجيل الانتخابات ؟ ج : لا نري أي مبرر لعدم قيام الانتخابات . س : مدي نجاح أحزاب المعارضة التي دعت إلي مقاطعة الانتخابات ؟ ج : ما تقوم به بعض أحزاب المعارضة بالداخل هو عمل منسق ومرتب مع الجبهة الثورية تهدف من خلاله إحراج الحكومة الآن وتري من وجهة نظرها ان كل الأحزاب أحزاب صغيرة وليس لها وزن وفي تقديري نحن من أحدث الحركات المسلحة التي تحولت إلي حزب سياسي واستلمنا شهادة التسجيل التي هي شهادة واحدة وتستخرج من جهة واحدة وهي تمنح لكل حزب استوفي الشروط التي بموجبها يخول له ان يمارس العمل الحزبي السياسي وليس هنالك تمييز بين حزب صغير وحزب كبير أو حزب حديث وحزب قديم ، ونحن كبار لأننا نستمد قوتنا من الجماهير العريضة في المناطق المتأثرة بالحرب بينما تلك الأحزاب تعلم علم اليقين انه ليس لها قوى شعبية وجماهيرية تستند عليها لذلك لا تستطيع ان تغامر وتدخل الانتخابات فتظل تبحث عن المبررات مع ان المواطن أصبح لديه درجة من الوعي تجعله يحدد ويختار من يريد ان يوكل إليه أمر حكم البلاد . س : هناك حديث مسبق عن احتمالات تزوير الانتخابات ؟ ج : هناك أحزاب تشكك في نزاهة الانتخابات ولكن في تقديري الشخصي دخول ومشاركة أكثر من 40 حزب سياسي في الانتخابات يعتبر تجربة جديدة ويجب ان تستمر وعلى الجميع تشجيع هذا النهج الذي يسهم كثيرا في تحقيق عملية التحول السياسي الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة وان تنال الحقوق عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الحروب والاقتتال وليس لدينا خيار غير الديمقراطية لان الحلول العسكرية تولد ضغائن وأحقاد . لذا يعتبر الحوار وتقديم تنازلات والتواضع على التعايش سويا هو المخرج الوحيد لخروج الوطن من أزمته مما يتطلب إتاحة الفرصة للجميع بالتساوي دون تمييز أو حكر لفئة علي الأخرى . س/ قيام الانتخابات في موعدها هل يعني فشل الحوار ؟ ج/ الحكومة ليس أمامها خيار بخلاف قيام الانتخابات حتى لا يحدث فراغ دستوري وتجنيب البلاد ويلات الصراعات وغيرها كما ان عليها التعامل مع الأحداث تعاملا ايجابيا لذلك نأمل ان لا تكون الانتخابات خصما على الحوار الذي يجعلنا نطرح أفكارنا ورؤانا ونناقشها وكذلك يجعل الجميع يجد نفسه في هذا الوطن المتعدد الثقافات . س : هل تتوقع تحالفات واتفاقيات بين بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات المقبلة ؟ ج/ أتوقع حدوث تحالفات بين الأحزاب التي تتطابق رؤاها ونحن كحزب لم نترشح على مستوى رئاسة الجمهورية ونري ان التنازل الذي قدمناه ومنحنا الفرصة للرئيس البشير هي فرصة يستحقها باعتباره الأقدر على مخاطبة وإدارة هذا التنوع الذي يتميز به السودان ، ونحن نؤكد كحزب سياسي رغم دعمنا لترشيح البشير لرئاسة الجمهورية إلا أننا سندخل في منافسة شرسة مع كافة الأحزاب بما فيها حزب المؤتمر الوطني في انتخابات الدوائر القومية والولائية . س: مددت المفوضية القومية للانتخابات أيام الاقتراع إلي ثلاثة أيام بدلا عن يوم واحد ، ما هي وجهة نظركم حول هذا التمديد ؟ ج/ هذه مرونة من قبل المفوضية ونحن نشيد بهذه الخطوة ، خصوصا في ظل الظروف التي يعاني منها أبناء المناطق البعيدة وصعوبة وصولهم لمراكز الاقتراع وغيرها من المبررات التي ربما دفعت بالمفوضية إعادة النظر في تمديد أيام الاقتراع ، وفي تقديرنا ان الثلاثة أيام نفسها غير كافية ونأمل ان تمد إلي أسبوع بالرغم من أنها ستترتب عليها تكاليف مالية ، لذلك نتوقع ان يتم تمديد الأيام متى ما تطلب الأمر ذلك . س: ماذا يعني لكم غياب المؤسسات والمنظمات الدولية عن مراقبة الانتخابات وهل سينعكس سلبا علي نتائجها ؟ ج/ الرقابة الدولية ليست لها إضافة سواء حضروا أم لم يحضروا فلن يضيفوا شيئا - ونحن نعتقد ونراهن على وعي الشعب السوداني والأجهزة الأمنية والشرطية والمفوضية بأجهزتها المختلفة والأجهزة القضائية كلها آليات كفيلة بنزاهة وبنجاح الانتخابات. س : كيف تنظرون إلي دور منظمات المجتمع المدني وهل يمكن ان تلعب دورا ايجابيا يسهم في دعم ونجاح الانتخابات ؟ ج : منظمات المجتمع المدني ستكون جزء أساسيا من الحراك السياسي الذي ينتظم البلاد هذه الأيام وهي تشكل حضورا دائما في كافة الأحداث الدائرة بالبلاد . س : بعض الأحزاب المعارضة دعت إلي قيام انتخابات موازية كيف تنظرون لتلك الدعوة ؟ ج/ هذه من الأساليب الغير مقبولة من بعض أحزاب المعارضة التي فقدت القدرة على التنافس في الانتخابات التي ستجرى أمام أعين الجميع وتريد أن تلجأ للعمل في الظلام وهذه مجرد أحاديث وأحلام وخيالات لبعض الأحزاب المعارضة ونقول في ظل وجود مواطن واعي ويعرف ماذا يريد ان يفعل فهذه مجرد أساليب رخيصة ليس لها معني وهي أشياء تصنع في الخيال ويحاول تطبيقها في الواقع وهذا عين المستحيل . س: الحديث عن عدم ممارسة الديمقراطية هل يعني العودة إلي مربع الانقلابات العسكرية ؟ ج : من الصعب ان يغامر شخص للوصول إلي السلطة عسكريا وكذلك ما تم في دول الربيع العربي لا يمكن ان يحدث في السودان ، لذلك الحوار هو الحل والوسيلة الناجحة لتحقيق تبادل سلمي للسلطة بين كافة الأحزاب السياسية وفق ممارسة راشدة من قبل الجماهير . س : بماذا تفسر عدم مقدرة القيادات السياسية التاريخية على النجاح في قيادة دفة حكم البلاد ، رغم الفرص التي أتيحت لها في السلطة ؟ ج : في تقديري الشخصي إن أس الداء هم من يسمون أنفسهم بالقيادات التاريخية ومنذ استلامهم للسلطة من قبل المستعمر قاموا بتقسيم البلاد إلي أحلاف واستمروا في ظلم الناس ولم تكن لهم إرادة أو رغبة في التواصل مع الجماهير مما يتيح للجميع ممارسة السلطة بشكل مرضي ، ونحن في حاجة إلي جيل جديد من جيل الشباب مؤمن بان السودان لديه تنوع في شتى المجالات ولابد من إدارة هذا التنوع بشكل مرضي للجميع . س : كلمة أخيرة . ج : تعتبر الانتخابات فرصة يجب على كل الأحزاب اختبار قوتها الجماهيرية ومعرفة التفاف الشعب علي برامجها وطرحها وعلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان يفسح المجال لكل الأحزاب للتنافس بكل حرية وان تصل تلك الرسائل للمقاتلين وحملة السلاح بأنه بإمكانهم الحصول علي مطالبهم بالطرق السلمية بدلا من الحرب. وادع كافة حملة السلاح إلي الانصياع لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والتوجه نحو التحول السلمي. س م ص