تقرير امل عبد الحميد الخرطوم-18-3-2020(سونا)-زادت بسمات في خطواتها لعلها تصل إلى أبنها لتثنيه عن الذهاب قبل أن يصعد إلى السيارة التي حان ميعاد اقلاعها عند الخامسة صباحا ، فعقب خروج أحمد أبنها تفقدت الهاتف لتجد رسائل عديدة تحذر من تفشي فايروس كورونا ومطالبات بأخذ الحذر من انتشاره بتجمعات المعدنيين ، ففي هذا التوقيت يوميا يتوجه أحمد نحو سوق المعدنيين وهو يحمل "اللقيمات" يقوم ببيعها بعجل ليعود للحاق بمدرسته، يتحصل أحمد يوميا على مبلغ لا بأس به يقسمه مناصفة بينه وبين والدته ويصرف حصته على منصرفاته المدرسية فيما تشتري الأم إحتياجاتها اليومية لأعداد الطعام لابنائها الأيتام ، صورة قاتمة تملكت خيالها عندما اكتشفت اقلاع السيارة وهي تحمل أبنها البكر ماذا سيحدث إذا اصيب بالمرض وهي لاتملك من عزال الدنيا إلا أبنائها !!! حالة "التفشي الفائق" التي تحدثت تقارير عديدة عنها أثناء انتشار فايروس كورونا المتجدد (covid -19) الذي انطلق من مدينة ووهان في الصين يكون بانتشار الفيروسات على نطاق واسع، حين ينقُل المصابون العدوى إلى أعداد كبيرة من الناس، وهو سمة من سمات تفشي الأمراض المعدية المصطلح فضفاض بعض الشيء ، وليس له تعريف علمي محدّد ولكنّه يُستخدم لوصف حالة نقل أحد المرضى العدوى إلى عدد كبير من الأشخاص، قد يكون حجم التفشي كبيراً جداً وقد يكون له تأثير واسع على مدى انتشار المرض في مدن بأكملها. تنسيقية لجان المقاومة والتغيير بمحلية دلقو دقت ناقوس الخطر واصدرت بيانا هاما عممته على الإعلام ونشرته في أوساط المواطنين لأخذ الحيطة والحذر من انتشار وباء فيروس كورونا لخطورة الوضع بالولاية الشمالية التي أصبحت منطقة مفتوحة بفعل الطرق البرية القارية بضفتي النيل ووجود العديد من بؤر وتجمعات التعدين الأهلي مما يشكل بيئة خصبة لانتشار العديد من الأمراض وسرعة انتقالها وتفشيها. وطالبت تنسيقية لجان المقاومة والتغيير في محلية دلقو الحكومة في جميع مستوياتها المحلي والولائي والاتحادي للقيام بالدور المنوط بها وتنفيذ عدد من المطالب تتمثل في تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية العاملة بمحلية دلقو بما يليق و خطورة هذا الوباء بتوفير غرف للعزل الصحي وتوفير الكوادر والمعينات والرعاية الطبية. كما طالبت بالتنفيذ الفوري للقرار القاضي بقفل الطرق البرية والملاحة النيلية بين مصر والسودان والايقاف الفوري للتعدين الأهلي وقفل أسواق المعدنيين. و دعت التنسيقية إلىنشر التوعية الأولية والارشادات الأساسية للوقاية بين المواطنين عبر وسائل الإعلام والنشرات وتفويج القوافل الصحية والتوعوية. وائل الامام عضو تنسيقية لجان المقاومة بمحلية دلقو اكد وجود ما يزيد عن 30 ألف من المعدنيين في محلية دلقو يعيشون بطريقة عشوائية بالقرب من الأحياء السكنية للمواطنين لافتا إلى إنشاء ثلاث أسواق عشوائية بالإضافة إلى المحال التجارية والسكن والطواحين و أربع مواقع للتعدين والتي تحوي عدد من الآبار مشيرا إلى أن مواقع المعدنيين تفتقر إلى المرافق الصحية المهيأة ويعتمد المعدنيين على المستشفيات والمراكز الصحية بالمحلية والتي تفتقر هي الأخرى إلى الكادر البشري والمعامل والأدوية مما يدعو إلى التخوف من انتشار فايروس الكورونا بتجمعات المعدنيين في ظل عدم وجود بيئة صحية جيدة يمكن أن تستوعب المصابين. و دعا المهندس عصام الدين أبو زيد عضو الأجسام المطلبية بقفل أسواق التعدين بموجب قرار مجلس الوزراء الأخير فيما يتعلق بأخذ التدابير لتفادي انتشار فايروس كورونا وتوصيات اللجنة العليا والتي تنص على منع التجمعات العامة في الأفراح والأتراح والمناسبات العامة. وأشار إلى أن أسواق التعدين من أكثر المناطق ذات التجمعات الكبيرة تضم الآف المعدنيين و تفتقر إلى أدنى شروط السلامة الصحية والبيئية واستمرارها في ظل الأوضاع الصحية الحالية ينذر بوقوع كارثة قد تمتد أثارها لكافة سكان الولاية. الإدارة العامة للتعدين التقليدي والتي تتبع للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، بدأت في وضع التدابير الاحترازية لتفادي انتشار فايروس كورونا بمناطق التعدين بالبلاد والتي تبلغ 70 سوق في 14 ولاية، بحسب المهندس عبد الله علي أحمد شم مدير الإدارة العامة للتعدين التقليدي مؤكدا أن مناطق التعدين التقليدي تشهد حراكا كبيرا من الآف المعدنيين خاصة في الأسواق الحدودية مع مصر و إريتريا وأثيوبيا و جنوب السودان و تشاد وأفريقيا الوسطى مشيرا إلى عدم تسجيل حالة أصابة حتى الآن بمناطق التعدين. وابدى شم تخوفه من انتقال الوباء للأسواق الحدودية والتي تشهد أقبال كبير من الأجانب مبينا استباق الإدارة العامة للتعدين التقليدي بإرسال خطاب لإدارة الوبائيات بوزارة الصحة بجهازية الإدارة لاتباع تعليمات الوزارة مضيفا بتحرك الإدارة فعليا اليوم لطلب الإعانة من وزارة الصحة لأتخاذ التدابير الاحترازية بمناطق التعدين. واكد قيام مكاتب إدارة البيئة والسلامة للشركة السودانية للموارد المعدنية في الولايات كافة بحملات التوعية عبر المنشورات والرسائل الصوتية في أوساط المعدنيين بالإضافة إلى وجود سيارات الاسعافات المنتشرة بأسواق التعدين لتأمين سلامة المعدنيين. حراك كبير وخطوات استباقية للمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والجهات ذات الصلة بمناطق التعدين لتفادي تفشي فايروس كورونا عقب أعلان حالة الطوارئ الصحية بالبلاد والتي تتطلب القاء المزيد من الضوء عليها من الإعلام لسلامة المواطنين.
