نيويورك 21-3-2020م (موقع الأممالمتحدة) - قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن الغابات تغطي نحو 30 في المائة من مساحة اليابسة على كوكبنا، وهي موطن ما نسبته 80 في المائة من جميع الأنواع التي تعيش على البر. وتوفر الغابات للبشرية طائفةً من خدمات النُظم الإيكولوجية تتنوع ما بين تنقية الهواء والماء وإنتاج الأغذية والأدوية والأخشاب والمنتجات الورقية. وهي تحافظ على مستجمعات المياه الأساسية، كما تؤثر على المناخ العالمي وأنماط هطول الأمطار. واضاف في احتفالنا باليوم الدولي للغابات هذا العام 21 مارس 2020م، نسلّط الضوء على الصلات بين الغابات والتنوع البيولوجي الثري الذي تدعمه. ففي العام الماضي، دقّ المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النُظم الإيكولوجية ناقوس الخطر محذراً من أنّ سلامة نظمنا الإيكولوجية تتراجع بسرعة غير مسبوقة وأن معدلات انقراض الأنواع آخذة في التسارع. ولا بد لنا من التحرك سريعاً لوقف هذا الاتجاه وعكس مساره. وحماية الغابات جزءٌ من الحل الذي ننشده. واشار الي أن العامل الأساسي المسبِّب لإزالة الغابات هو تحويل استخدامات الموائل لأنشطة الزراعة الواسعة النطاق. وتشكّل زيادة الإنتاج الزراعي دون تعويض ما فُقد من الغابات الطبيعية تحديا رئيسيا. وقد تباطأ، على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، المعدل السنوي لصافي إزالة الغابات على الصعيد العالمي بنسبة تزيد على 50 في المائة، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود الحكومات والجهات الأخرى صاحبة المصلحة التي تعمل على إدارة الغابات على نحو مستدام. ومع ذلك، لا يزال العالم يفقد مساحاتٍ شاسعة من غاباته. واوضح أن للغابات أيضاً دور هام كامتصاص للكربون، فهي تمتص حوالي بليوني طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. ولذلك، تتسم الإدارة المستدامة للغابات بأهميتها الحاسمة بالنسبة إلى سدّ فجوة الانبعاثات والحدّ من الاحترار العالمي بما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنةً بمستويات ما قبل العصر الصناعي. وفي ضوء دور الغابات الحيوي في احتجاز ثاني أكسيد الكربون، يصبح تعرّضها بشكل متزايد لحالات الجفاف الناجمة عن تغيّر المناخ أمرا مثيرا للجزع. فقد شهد العام الماضي حرائق هائلة في الغابات، من منطقة القطب الشمالي الكندية وسيبيريا وحتى كاليفورنيا وأستراليا. وإلى جانب الخسائر المفجعة في الأرواح وتلك المتعلقة بفقدان المأوى وسبل العيش في المناطق المأهولة بالسكان، أدت هذه الحرائق إلى انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. وتعترف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بالدور الحيوي للغابات في تأمين مستقبلنا. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 2017، أولى خطط الأممالمتحدة الاستراتيجية للغابات لعام 2030. وتتضمن الخطة مجموعة تتألف من ستة أهداف عالمية متعلقة بالغابات و26 غاية مرتبطة بها، يتعين بلوغها بحلول عام 2030. ولا شك أن هذه الغايات جديرة بالإعجاب، ولكننا لم نحقّق بعد التقدم المنشود على هذا الدرب. وقال " إن عام 2020 بأنه "سنة الطبيعة بامتياز"، ولذلك يجب أن يكون العام الذي نعكِس فيه مسار إزالة الغابات وفقدانها. وسيعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في شهر تشرين الأول/أكتوبر اجتماعَه الخامس عشر الذي يهدف إلى اعتماد إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020. ولا بد أن يتضمن هذا الإطار أهدافا طموحة جديدة يمكن من خلالها حماية الطبيعة ومواجهة الأسباب المؤدية إلى فقدانها، علاوة على آليات قوية للتنفيذ والتمويل. وقال إن بيئتنا العالمية تتدهور بسبب خياراتنا التي لا تتوافق مع مطلب الاستدامة. فالطريقة التي نستهلك بها الموارد الطبيعية تعجّل بفقدان التنوع البيولوجي وتزيد من حدة تغير المناخ. وفي هذا اليوم الدولي، أحث جميع الحكومات والمؤسسات التجارية وجهات المجتمع المدني على اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إزالة الغابات وترميم الغابات المتدهورة، لكي يتسنى للأجيال المقبلة التمتع بمستقبل أوفر صحة وأكثر مراعاة للبيئة.