الخرطوم 05-04-2020م (سونا) أصدر تجمع تجمع المهنيين السودانيين بياناً اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لمواكب السادس من أبرايل 2019، موضحاً أن الأوضاع الحالية هي التي حرمت من الاحتفاء بذكرى ذلك اليوم المهيب، لكنه برغم ذلك الظرف أكد البيان ضرورة استحضار عظمته ومغزاه، وكيف أن جموع الشعب الثائر تضافرت جهوده حتى نجحت بكل عنوة واقتدار في إزاحة الطاغية وجلاوزته من خلال اعتصامهم الفريد أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلّحة. كما أكد البيان أن الشعب هو المعلم القائد حتى في ظل ظروف الحجر وتقييد التجمعات، فقد عبر عن حضوره في ملحمة (القومة للسودان) وقدم درساً جديدا قطع فيه إلى الأبد دابر النظام المخلوع، وأنه مستعد للمضي جودًا بالنفس والمال، لأبعد الحدود، حمايةً ودعماً لخياره المدني الديمقراطي، وهي رسالة واضحة بخطٍ عريض، يصدح عبرها شعبنا بما يريد. وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان: - ونحمل عبء أن نبني الحياة ونبتكر.. شعبنا الباسل الأبي نستشرف، مع انبلاج فجر الغد، ذكرى مواكب السادس من أبريل 2019 وبلادنا، بل وكل المعمورة، تعيش أوضاعًا استثنائية مع تفشي جائحة الكورونا 19، هذه الجائحة التي تضع العالم كما كنّا نعرفه على المحك، وتتربص بحياة الملايين حوله، ملحقة أشد الضرر باقتصاد الدول ومعاش الناس، نعوِّل خلالها على وعي شعبنا، والتزامه بالمحاذير الصحية، وعلى مجهودات كوادرنا الطبية، والمساعِدة في كل المجالات، راجين أن تعبرها بلادنا، ويعبرها أهلنا بسلام. ولئن حرمتنا الأوضاع الحالية أن نحتفي بذكرى هذا اليوم المهيب في تاريخ السودان بالشكل الذي يليق، فلا أقل من استحضار عظمته ومغزاه، ففيه كسرت جموع الثائرات والثوار سطوة ذلك النظام البغيض الذي عاث فينا فساداً لثلاثين عاما، حين تغلغلت الجماهير من كل شارع وزقاق، ومن كل فجٍ عميق، عنوةً هنا واقتدارا هناك، كلما نجحت مجموعةٌ في العبور تضافر هتافها مع من سبقها، حتى نسجت بزغاريدها والأهازيج مظلة أحالت هجير الأيام الأخيرة لنظام المخلوع إلى دعاش، فتداعى طوقه الأمني أمام هدير الثوار، الذين أعلنوا ميلاد اعتصامهم الفريد أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلّحة، ذلك الاعتصام الذي أزاح الطاغية وجلاوزته، وأصبح هو بذاته مثالاً لسودانٍ جديد، وميدانًا للثبات والبطولة، وعنوانًا لتمازج شعبنا من كل الفئات، ومهرجانًا لفنونه وثقافته وكرمه الفياض، ثم أرضًاً سقتها دماء الشهداء التي ستطال من أراقوها، حتمًا، عدالة الأرض قبل عدالة السماء. ظل شعبنا هو معلمنا وقائدنا وما يزال، وهاهو اليوم، حتى في ظروف الحجر وتقييد التجمعات، يعبر عن حضوره في ملحمة #القومة للسودان، ليقدم لنا درسا جديدا في أن من يلزم جانبه ويتكئ عليه؛ يغمره الشعب بفيوض دعمه الجياش، مأثرة أخرى من مآثر ديسمبر المجيد، يؤكد بها شعبنا أنه قد قطع إلى الأبد دابر النظام المخلوع، وأنه مستعد للمضي جودًا بالنفس والمال، لأبعد الحدود، حمايةً ودعماً لخياره المدني الديمقراطي، وهي رسالة واضحة بخطٍ عريض، يصدح عبرها شعبنا بما يريد. تلك اللحظات التي اندلعت فيها الجماهير عابرةً حواجز النظام المتهالك لتتجمع أمام مباني قيادة الجيش في السادس من أبريل 2019 هي من طينة الأوقات الفارقة في تواريخ الأمم، صرخة ميلاد لحلم ظل يتخلّق طيلة ثلاثين عاما في رحم الضنك والمعاناة والإذلال، وليس أقل من أن تقابل جسارة وبسالات تلك الجموع بالعمل الجاد والمتجرد، لتلبية حقوقها في الحرية والعيش الكريم، وإزالة ظلامات الماضي، بمحاسبة المسؤولين، والانتصار لكل من بذل روحه في سبيل التغيير. هذه بعض التطلعات التي يضعها شعبنا على عاتق السلطة الانتقالية، آملاً رغم المعوقات، أن تتخذ ما يلزم لتجويد الأداء ورفع كفاءتها في مخاطبة مشاغل الناس، وأن تضع ثقتها أكثر في شعبها العظيم. ستنقشع، ولا بد، غمّة هذه الجائحة عن سماء الوطن، وتينع شوارعه من جديد بالثائرات والثوار، ونغني هتافنا الأثير: "بكرة الموكب بكرة الموكب"، حفاوةً بانتصار العدالة لحق الشهداء، وانتصار الإرادة لكرامة الأحياء. #أبريل فجرالخلاص #القومة للسودان