أرغمت المخاوف من تفشي فايروس (كورونا)السودانيين، على قصر الاحتفاء بالذكري الأولى لبدء اعتصام القيادة العامة الموافق للسادس من أبريل على مظاهر إحياء فردي للمناسبة تجنبا للاختلاط والازدحام. وبدأ الاعتصام في محيط قيادة الجيش في 6 أبريل من العام الفائت، مسهمًا بصورة كبيرة في إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير بعد 5 أيام من استمراره. ووجهت لجنة العمل الميداني التابعة لقوي الحرية والتغيير، بانتهاج طرق فردية للاحتفاء بذكرى اعتصام القيادة العامة تجنبًا للمخالطة. ونصحت اللجنة السودانيين في بيان بترديد هتافات الثورة ورفع علم البلاد على المنازل والسيارات ونصبه في الطرقات، إضافة إلى نشر صور مواكب الثورة في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن إضاءة الهواتف النقالة في تمام الثامنة مساء؛ ابتداء من 6 أبريل وحتى 11 منه وهو اليوم الذي تم يه عزل البشير. وطوال أيام الاعتصام كان المحتجين يضيؤن هواتفهم النقالة، خاصة في الأيام الأولى قبل سقوط نظام البشير، حيث كان عناصر أمنه يحاولون فضه بالقوة. ومغزى التمسك بالإضاءة كان يهدف الى الاطمئنان على كثرة عددهم، حيث كان المحتجين يتناقصون بصورة كبيرة في الليل، مقارنة بالحشود أثناء النهار. وقال مكي خليل، وهو عضو نشط في لجان المقاومة، إن جائحة كورونا لن تمنعهم من الاحتفال بذكرى اعتصام القيادة، مشيرًا إلى أنه ورفاقه يعتزمون الاحتفال بالذكرى أمام منازلهم. صورة ل(سودان تربيون) من موقع الاعتصام قرب قيادة الجيش ..الأحد 10 أبريل 2019 وأفاد، خلال حديثه، ل "سودان تربيون"، أنهم سيحتفلون بكل المواقف التي حدثت في ميدان الاعتصام: آمالهم ومخاوفهم ودعم قطار عطبرة لهم، إضافة إلى تخليد ذكرى أحبائهم الذين قضوا نحبهم برصاص القوات التابعة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، طوال مسيرة الثورة. بدوره جدد والي الخرطوم الفريق الركن احمد عابدون حماد الدعوة للمواطنين الالتزام بحظر التجوال المعلن من الساعة السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، كما جدد الدعوة بعدم التجمع في كافة المناسبات وعدم الخروج في مواكب او مسيرات والالتزام بالموجهات الصادرة من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الاتحادية ولجنة الطوارئ الصحية وكل الموجهات التي تحول دون انتشار وباء كورونا. وامتدح الوالي بحسب تصريح عن مكتبه الإعلامي الاستجابة العالية لقرار حظر التجوال الصحي وللقرارات التي صدرت بإغلاق الاسواق والمحلات التجارية ومنع التجمعات وغيرها من الانشطة. كما ابدى تقديره للمواطنين قائلا إنهم " كانوا على قدر المسئولية وقدموا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة". وقال تجمع المهنيين السودانيين، وهو الذي قادة الثورة منذ بداية الاحتجاجات في أواخر 2018، إن جائحة كورونا منعتهم من الاحتفال بالذكرى الأولى للاعتصام. وأشار إلى الجائحة لا تمنع من "استحضار عظمته ومغزاه، ففيه كسرت الثائرات والثورة سطوة ذلك النظام البعض الذي عاث فينا فسادًا لثلاثين عامًا"، في إشارة إلى نظام البشير. وأضاف التجمع، في بيان، تلقته "سودان تربيون": "الاعتصام كان مثالًا لسودان جديد، وميدانًا للثبات والبطولة، وعنوانًا لتمازج الشعب من كل الفئات، ومهرجانًا لفنونه وثقافته وكرمه الفياض". وشهد ميدان الاعتصام على مدى شهرين، انعقاد العديد من الفعاليات الثقافية والليالي الشعرية والغنائية، إضافة إلى المخاطبات السياسية والثورية، علاوة على الإفطارات الرمضانية الجماعية. لكن الاعتصام تم فضه بالقوة في الثالث من يونيو الماضي، بواسطة قوات تابعة المجلس العسكري المحلول، ما أدى لسقوط نحو 200 قتيل وفقًا للجنة طبية معارضة، فيما تقول وزارة الصحة إن عدد القتلى لا يتجاوز ال 85 شخص.