الخرطوم 13-4-2020م(سونا)- أصدرت لجنة تسيير نقابة المحامين السودانيين اليوم بياناً نعت فيه فقيد البلاد القيادي فاروق أبو عيسى جاء فيه:- نعي أليم بسم الله الرحمن الرحيم.قال تعالي : (كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموتِ) فجعت الأمة السودانية يوم الأحد 12 أبريل 2020م برحيل المناضل الأستاذ فاروق أبوعيسى.فقد كان أحد الأوائل من جيل المحامين الشرفاء . عمل بالمهنةِ منذ منتصف القرن الماضي بشرفٍ و نزاهةٍ جعلته أهلاً لأن يكون قائداً علماً في العمل المهني النقابي سكرتيراً لعدة دورات بنقابة المحامين السودانيين وعضواً باتحاد المحامين العرب لدوراتٍ عديدة حتى وصل لإرتياد منصب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب و ظل عطاؤه عبر إتحاد المحامين العرب ثراً و ملهماً للمشهد الحقوقي لدى الشعوب العربية بارسائه لقيم حقوق الإنسان والحرية عبر برنامج إتحاد المحامين العرب ،وكان تكريم الاتحاد لشخصه في اجتماعات المكتب التنفيذي الأخيرة بمسقط (سلطنة عمان) مارس 2020م اعترافا إقليميًا بنضالاته الباذخة التي جعلت الشرف نولاً لكل المحامين السودانيين فكان تكريمهم له تكريماً للمحامين السودانيين و للأمة السودانية قاطبة . ظل الفقيدُ على مرّ سبع عقودٍ يناضل من أجل حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون ولم يفصم لمهنية المحامي عرى ارتباطها الوشيج بالتصدي للعمل العام عبر المواقف السياسية الصارمة في منافحة الظلم فكان ركناً ركيناً في مسيرة حركة التحرر السودانية المناهضة للاستعمار، مما عرضه لإعاقة مسيرته التعليمية فما لانت له قناة وما انكسرت له إرادة فأوقد جذوة تراكم خبراته القانونية والسياسية نبراساً أضاء المشاركة مع جيل أكتوبر في صناعتها وحمايتها و قيادة بناء متاريسها صداً للردةِ من طرقات الثورة المجيدة . أسهم الفقيد بلا كلل في منافحة نظام الثلاثين من يونيو منذ ليلة انبعاثه الكالحة حتى سقوطه المريع فكان فاروقاً لوحدة ثورةً وكان فاروقاً مفرداً جمعاً في مناهضة الإنقاذ وفضحها في المحافل الدولية و صناعة عزلتها فلم يدخر جهداً ولم تقعده المنافي من أن يجعل من الأمانة العامة لإتحاد المحامين العرب مِنصةً لفضح انتهاكات النظام البائد وفساده فأسس مع شركاء الحركة الوطنية السودانية ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي و لم يستنكف مناهضة الانقاذ عبر العمل البرلماني الجاد في سياق التجمع الوطني الديمقراطي ولم يكن عصياً على الفقيد بخبرته المتراكمة و ضميره الوطني اليقظ وبالرغم من تقدمه في العمر إلا أنه اسس لتعدد و تنوع أصناف النضال ضد النظام البائد فأسهم في بناء قوى الإجماع الوطني و لم يقعده المرض من أن يكون باذلاً يداً طولى في صياغة إعلان الحرية و التغيير و بناء شراكته التي عجّلت بسقوط النظام البائد . عمل الراحل بالأممالمتحدة مستشارًا في مجال حقوق الإنسان، مما يؤكد تنوع عطاءه فقد كان بحر علمٍ وعطاءٍ و جسرًا لأهل القانون جميعا ،وقد كان الفقيد معبراً عن وجود السودانيين بالخارج في مجال العمل القانوني عبر الاتحادات والمنظمات فكان يدق الصخر و يصل إلى أقاصي البقاع، متغرباً عمراً طويلاً من حياته في سبيل ترسيخ اسم السودان في المحافل كافة. ظل الفقيد رمزاً لا يخالجه غموض للإشارة نحو الانعتاق و بناء مجد الأمم عبر منصة مناهضة الديكتاتوريات و بناء ترسانة حقوق الإنسان و سيادة حكم القانون فكان رجلا ذو مبادئ لم يهادن أو ينطلق من مصلحة شخصية أو افقٍ ذاتي ضيق في كل مواقفه من قضايا شعبنا ووضعية مهنة المحاماة أو في أي منصب تولاه من اجل خدمة ورفعة وطنه فكان السودان أولًا في حياته قبل كل شئ . ظل الفقيد ملهماً ومرشداً لنا في لجنة التسيير لنقابة المحامين حاثاً لنا على الارتقاء بالعمل النقابي المهني بلوغاً لبناء نقابة محامين ديمقراطية مبرأةً مما تلطخت به اثناء سني الانقاذ السوداء . الرحمة و المغفرة لأستاذ الأجيال المناضل الجسور فاروق أبو عيسى ( انا لله و انا اليه راجعون ) .