الخرطوم 16-6-2020(سونا)-يعد اليوم 16 من يونيو في كل عام فرصة لإحياء ذكرى التقدم الذي تحقق في القارة الأفريقية لإدراك حقوق الطفل، ولتسليط الضوء على التحديات التي تحول دون تطبيق هذه الحقوق، وفي العام الحالي تواجه القارة الأفريقية تحديًا جديدًا وفريدًا يتمثل في جائحة فيروس كورونا التي تهدد التقدم الذي تم إحرازه للأطفال في أفريقيا على مدى سنوات أو حتى عقود وتهدد التوابع الاقتصادية للجائحة بدفع حوالي 33 مليون طفل إلى براثن الفقر ويخصص هذا اليوم لتسليط الضوء على الوضع الحالي لحقوق الطفل الأفريقي في التعليم الجيد والحصول على حياة أفضل. وقد أصدرت أنيكا كرستيك ، مديرة منظمة بلان إنترناشيونال، السودان وأرشد مالك، منظمة رعاية الطفولة، المدير القطري في السودان وفينس إدواردز، مدير البرنامج القطري لمنظمة الرؤية العالمية في السودان ومحمد ولد بوعصري، ممثل اليونيسف بالإنابة في السودان بيانا صحفيا بالتركيز على الآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا في جعل الفتيان والفتيات أكثر عرضة لخطر الانتهاك والإساءة والاستغلال والعنف والإهمال في جميع أنحاء السودان بسبب الإغلاق المبكر للمدارس والاجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشار الجائحة . وصارت الفتيات أكثر عرضة لمخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والزواج المبكر، ووقف التعليم، والوفيات من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة، وفقًا لمنظمة رعاية الطفولة، واليونيسف، وبلان انترناشونال ومنظمة الرؤية العالمية بصفتها منظمات متعددة المهام تركز على الأطفال، فإن لديها مخاوف حقيقية بشأن التأثير المباشر وطويل الأجل لفايروس كورونا وتدابير الاستجابة المستمرة التي قد تؤثر على صحة الأطفال ورفاهيتهم. خاصة الأطفال الأكثر ضعفاً. سواء كانوا في حالة مستقرة، ضعيفة، أو متأثرة بالصراعات . و قالت المجموعة ان "مخاوفنا الخمسة الشاملة لقضايا الأطفال تتمثل في تدهور الصحة الجسدية والعقلية للأطفال،صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، تحديات كثيرة وغير مسبوقة لتقديم المساعدة الإنسانية للأطفال، زيادة المخاطر على الأطفال وصعوبة حمايتهم والوصول إلى العدالة، وقف التعليم وفقد دخل الأسرة وسبل عيشها وما ينتج عنها من انعدام الأمن الغذائي" . في السودان وبسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل وزارة التربية والتعليم، أثر إغلاق المدارس على تعليم أكثر من 8.1 مليون طالب، بجانب 3.6 مليون طفل كانوا خارج المدارس قبل الجائحة، وسيؤثر الإغلاق المطول للمدارس على ما يقدر بنحو 2 مليون طفل يعتمدون على الوجبات المدرسية كجزء من أمنهم الغذائي.
كذلك تم تعطيل أو وقف التطعيمات الروتينية والرعاية السابقة للولادة وغيرها من خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية - التي تحمي الأطفال من الموت بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الملاريا أو الإسهال أو الالتهاب الرئوي - وذلك بسبب نقص الموارد البشرية أو الإمدادات الطبية أو تدابير التباعد الاجتماعي اللازمة للتصدي لجائحة كورونا
و قد أدى انتشار الوباء إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي وسوء التغذية، حيث تعد مستويات سوء التغذية في البلاد ومعدل التضخم من بين أعلى المعدلات في أفريقيا، مع عمل معظم السكان في القطاع غير الرسمي، فيما أدى تقييد الحركة إلى فقدان الإيرادات وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ويواجه الأطفال المعرضون للخطر بما في ذلك أطفال الشوارع، مخاطر صحية أعلى تزداد فيها احتمالات تعرضهم لمواجهة مباشرة مع القانون حالياً، لأن قيود الحركة لا تأخذ في الاعتبار احتياجاتهم الخاصة، وأخيرًا، تتزايد الأدلة على أن الفتيات قد يعانين من زيادة ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وزواج الأطفال والعنف المنزلي، لأنهن الآن خارج المدرسة ومحصورات في المنزل، بينما يواجه الأطفال فقرًا أعلى بسبب تدابير الاستجابة للوباء ومن المتوقع أن يستمر تأثير جائحة فيروس كورونا على الأطفال لأشهر وحتى لسنوات، ولهذا السبب يتوجب عدم تقويض حقوق الأطفال.
"بناءً عليه، فإننا ندعو الحكومة والجهات المانحة وأصحاب المصلحة إلى ضمان الرعاية الصحية الروتينية لاسيما حملات التطعيم والرعاية الصحية للأمهات والرضع والأطفال والاستثمار في حلول مبتكرة ومنخفضة التكلفة لضمان استمرار التعليم (مثل برامج الإذاعة المجتمعية، غيرها)، ودمج الأطفال الأكثر ضعفاً، بما فيهم أطفال الشوارع، واللاجئين والنازحين والأطفال خارج رعاية الأسرة، والأطفال ذوي الإعاقة في جميع خطط الاستجابة وتوفير الحماية القانونية لهم و الاعتراف بأن الفتيات يواجهن عبئا غير متناسب مع تعرضهن لمخاطر أعلى خلال الأزمة، وضمان استجابة محددة لمنع ومعالجة الإساءة والعنف القائم على النوع. وفقا للمجموعة "
كما طالبت المجموعة بوضع وتنفيذ آليات وسياسات حماية اجتماعية ملموسة وفعالة لحماية الأطفال والأسر من الأوبئة والصدمات الأخرى في المستقبل . وتستجيب المنظمات التي تضم كل من منظمة رعاية الطفولة، واليونيسف، وبلان إنترناشونال، ومنظمة الرؤية العالمية، وآخرين، لتفشي جائحة فيروس كورونا من خلال توفير ترتيبات رعاية بديلة مناسبة للأطفال من فاقدي الرعاية الوالدية؛ وتوفير تدابير الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والآباء ومقدمي الرعاية الأولية؛ وبناء قدرات الموظفين والشركاء على الحد من مخاطر العنف المبني على النوع الاجتماعي وإحالة الناجين. بما في ذلك الاستغلال والاعتداء الجنسي، وتعزيز التدابير الوقائية للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس وحماية الأطفال وأسرهم. كما تقدم الوقاية من العدوى ومكافحتها من خلال دعم مراكز العزل والمرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد.