موسكو 13-7-2021(سونا) - أكدت وزيرة الخارجية السودانية د. مريم الصادق المهدي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في موسكو، أكدت عمق العلاقات السودانية الروسية التي تحظى باهتمام كبير من كافة مكونات الحكومة السودانية بشقيها العسكري والمدني - بصورة متكاملة يصوغها مجلس الشركاء، ويؤكد عليها و يدعمها وفق مصالح السودان ، ووفق أن يكون السودان دولة ذات علاقات مع كل دول العالم بصورة تحفظ وتؤمن مصالح الشعب السوداني، خاصة بعد أن تم رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب والتي قيدت حركة السودان ووجودها الدولي وانطلاقاته الاقتصادية بصورة كبيرة ، وبعد أن قامت الحكومة السودانية بإجراءات مهمة لتجعل الأجواء كلها مواتية للاستثمار في السودان". وأعربت د. مريم الصادق عن سعادتها بهذه الزيارة والتي جاءت تلبية لدعوة كريمة من السيد وزير الخارجية الروسي والتي تأمل أن تكون لها تبعات سياسية ودبلوماسية وثقافية مهمة ، مؤكدة أن العلاقة بين السودان وروسيا ممتدة وثابتة ومستدامة عبر مختلف التغيرات التي حدثت في البلدين لمدة تزيد عن (65) عاما . وقالت وزيرة خارجية السودان إننا " ناقشنا القضايا الثنائية بين البلدين خاصة الجوانب السياسة والدبلوماسية والاقتصادية بصورة معمقة" . وأضافت نحن " نقدر بصورة كبيرة لروسيا الدعم الذي قدمته لحكومة الثورة (الحكومة الانتقالية) التي جاءت اثر ثورة عظيمة قادها الشباب والشعب السوداني وتقدمت فيها النساء ويمتلكها كل الشعب السوداني . ونتطلع في الفترة القادمة لمزيد من التعاون والتقدم". وأوضحت أنه تم التوافق على أن تعاود اللجنة التشاورية السياسية العليا واللجنة الاقتصادية التي يترأسها وزير المعادن في السودان أن تواصل نشاطها لتفعيل كافة العلاقات التي تضم البلدين . وأعربت عن تقديرها للدعم الذي قدمته روسيا لبلادها، متوقعة أن يتم اليوم التوقيع على اتفاقية تفاهم مشتركة بين وزيري المالية في البلدين بإعفاء دين مهم لمساعدة السودان ، بعد أن بلغ نقطة القرار في مبادرة الدول الاكثر فقرا ليساعد ذلك في اجتماع نادي باريس المرتقب في الأيام القادمة . وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، "إنه من المرتقب تفعيل هذه اللجان المهمة والتي يقوم عليها المسؤولون في البلدين أن يكون إثر ذلك تعاون كبير ومواصلة وتفعيل لهذا التعاون لمختلف الأطر الاقتصادية والثقافية والاجتماعية من تواصل ما بين رجال المال في البلدين وبما فيها الدعم في البنى التحتية والسكة الحديد والمسائل الاقتصادية والثقافية والتدريب للشباب والنساء". وأشارت مريم إلى أننا تناولنا مجالات التعاون الكبيرة والدعم المتبادل في الأممالمتحدة، و نقدر كثيرا الدعم الذي وجده السودان من روسيا في المجالات التي عرضت بمجلس الأمن والأممالمتحدة، مشيرة إلى أنه الآن رفع عن السودان القرار 1591 الذي يقيد حركة الآليات ويقيد حركة القوات السودانية في إقليم دارفور ليعمل الجيش السوداني وتعمل القوات السودانية على حفظ الأمن وحماية المدنيين بالصورة التي تمكن من الاستقرار والسلام في السودان، وكما تم توقيع السلام في جوبا . وتابعت، وزيرة الخارجية السودانية، "أننا نشكر ونقدر لروسيا لما قاله المندوب الدائم في مجلس الأمن بضرورة عدم السماح بإجراءات أحادية تضر بأي بلد فيما يخص "سد النهضة" وفي ذلك نرى أن فيه دعما كبيرا لأن التحركات التي تضر بالسودان الأحادية من ملء للسد هى يجب أن تكون بالفعل محل شجب وعدم احتمال. كما بحثنا التعاون المشترك لإحلال السلام والأمن في إفريقيا عامة، والدور المهم الذي يجب أن يعمل فيه السودان على استقرار الأوضاع في ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد بالضرورة أن يكون للسودان دور مهم في إحلال السلام في لبييا بصورة تعمل على استقرار المنطقة. كما تطرقنا الى أمرالمؤتمر الروسي الأفريقي وأهمية علاقات روسيا بافريقيا وأهمية الدور الروسي في افريقيا ،ونتطلع ان يكون المؤتمر القادم في افريقيا في مكان يرتضيه الجميع وبالتاكيد نقدم السودان على اساس انه منطقة تقاطع اغلبية مقاطعات افريقية لا ستضافة هذا المؤتمر المهم. وكما ناقشنا العديد من القضايا الاقليمية والدولية ونأمل لمزيد من التعاون لتلاقي الكثير من الرؤى والاراء ليحل السلام والاستقرار بتعاون الجميع في هذه القضايا المهمة . وأعربت عن عميق شكرها لهذه الزيارة التي تأمل أن يكون لها ما بعدها من تفعيل للعلاقات المهمة بين السودان وروسيا بصورة تسير فيها البلدين على رؤية واحدة في انطلاقة السودان في حكومة تقوم من أجل الشعب كما هو الحال في روسيا . من جهته طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بضرورة رفع عقوبات مجلس الأمن الدولي عن السودان، من أجل فتح آفاق جديدة أمام هذا البلد، مؤكدا دعم بلاده للجهود السودانية المبذولة خلال الفترة الانتقالية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مُشترك مع نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي في موسكو إن روسيا تقف مع ضرورة رفع العقوبات المفروضة من قبل مجلس الأمن الدولي على السودان منذ عام 2004 ، لتفتح آفاق جديدة للسودان ، مؤكدا ضرورة تمسك المجتمع الدولي على احترام ميثاق الأممالمتحدة وعدم اللجوء إلى المعايير المزدوجة في تسوية مختلف القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية ، والأفضل اللجوء الى الحوار والسلام وأشار إلى أنه بحث مع نظيرته السودانية القضية الفلسطينية الإسرائيلية والنزاع في سوريا والاوضاع في ليبيا ، وأنهما اتفقا على المزيد من التنسيق في المواقف بالأممالمتحدة. وأضاف لافروف أنه أطلع الجانب السوداني على مخرجات ومتابعة الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في قمة روسيا إفريقيا في سوتشي عام 2019 ، مشيرا الى أن الجانبين اتفقا على تفعيل أعمال اللجنة المشتركة رفيعة المستوى لمتابعة تطور الاوضاع الخاصة بتطبيق الاتفاقيات الثنائية.