قدم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية كلمة السودان امام الدورة العادية ال(25) للقمة العربية فى الكويت ، وفيما يلى تورد (سونا) نص الكلمة : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ، امير دولة الكويت، اصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء ، معالي الامين العام للجامعة العربية ، معالي الوزراء , الحضور الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني ويشرفني ان اتقدم بالتحية والشكر والتقدير لصاحب السمو امير دولة الكويت علي دعوته للمشاركة في هذه القمة ، وعلي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة العربية الاصيلة التي حظينا بها والتسهيلات التي وضعت تحت تصرفنا منذ وصولنا والوفد المرافق الي دولة الكويت الشقيقة ,والشكر مستحق لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير قطر الشقيقة علي قيادته الحكيمة لمنظمتنا في دورتها السابقة. ونؤكد دعمنا لمبادرته لعقد مؤتمر عربي للمصالحة بين الاخوة الفلسطينيين لتوحيد كلمتهم ، والشكر موصول الي معالي الامين العام للجامعة العربية ومساعديه علي الاعداد المحكم والتنظيم الممتاز لهذه القمة . اصحاب الجلالة والفخامة، يأتي انعقاد هذه الدورة في مرحلة دقيقة من مسيرة العمل العربي المشترك ، تقتضي تعزيز التضامن والتعاون بين الدول العربية والتشاور المستمر والمباشر بين زعمائها وقادتها ، واحكام التنسيق بين اجهزتها التنفيذية ومؤسساتها التشريعية ، وتفعيل دور الجامعة العربية ، بيت العرب ، لقيادة العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في الامن والاستقرار والتنمية ، والوقوف مع الشعب العربى فى فلسطين فى مواجهته للاضطهاد والاستيطان واعادة حقوقه المسلوبة ، ومواجهة التحديات التي أفرزتها بعض حالات الصراع والتوتر فى منطقتنا وعلى رأسها الوضع المتفاقم فى سوريا. ان نجاح الجامعة العربية مرهون بقدرتها على معالجة أوضاع سوريا فى البيت العربى كما كنا ندعو دائما، وسيظل الحل السلمى الذي يجب ان يشمل ويستوعب كل مكونات الساحة السورية هو السبيل الوحيد لبسط السلام وعودة الاستقرار لربوع سوريا الشقيقة قبل أن تقضى المواجهات العنيفة على ما تبقى من ارثها الحضارى والثقافى وبنياتها التى هى ملك للشعب السورى المكلوم. اننا لعلي ثقة بان هذه القمة سوف تعالج الظروف غير العادية التي تمر بها المنطقة العربية ، وان سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح ، بحكمتهِ ، وشهامتهِ ، وحنكتهِ ، وبالتعاون مع اشقائه زعماء الامة العربية وقياداتها ، سوف يبحر بنا الي بر الامان . وانتهز هذه السانحة لتهنئة شعب تونس الشقيقة علي انجاز الدستور الجديد الذي تم بتوافق نموذجي، كما نهنئ اليمن الشقيقة علي النتائج الايجابية التي توصل اليها مؤتمر الحوار الوطني. اصحاب الجلالة والفخامة، يواجه شعب السودان ، ومنذ فجر الاستقلال ، حملة مغرضة للنيل من هويته وانتمائه العربي ، وتشويه صورته في العالم بتاجيج نيران الفتنة والحروب بين ابنائه لاستنزاف موارده الطبيعية والبشرية ، وفرض حصار اقتصادي جائر عليه ، وترويج اتهامات باطلة ضده برعاية الارهاب . وننتهز هذه السانحة لنؤكد مجددا تمسك شعب السودان بهويتهِ وانتمائهِ العربي ، والتزامه بميثاق ومبادئ الجامعة العربية كاطار للتضامن والتكامل لتحقيق الامن والتنمية للشعوب العربية ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ومحاربة الارهاب والتطرف والاستقطاب الطائفي بكافة اشكاله ومظاهره . لقد كانت الجامعة العربية ، و ستظل ، خطَ دفاعِ عن السودان وثوابته ، وكانت مساندةُ ومؤازرةُ الزعماءِ العربِ تستوجبُ الشكرَ والتقدير والعرفان من شعب السودان ، وهو يسعى لاستكمال عمليات السلام ، وتحقيق وفاق وطني شامل , وتنفيذ مشروعات تنموية كبري. اصحاب الجلالة والفخامة، وفي هذا السياق، تذكرون باننا قدمنا ، امام القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي استضافتها المملكة العربية السعودية ، مبادرة للاستثمار الزراعي العربي في السودان ، للمساهمة في سد الفجوة الغذائية العربية ، وتحقيق الامن الغذائي العربي . وبفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية ، في ادارة اعمال تلك القمة ودعمه أصبحت المبادرة ملكا للامة العربية . ومن هذا المنبر أتقدم له ، ولولي عهده الأمين ، ولكم أخوتى جميعا ، بالشكر والتقدير لمساهماتكم فى تبنى المبادرة ، ونؤكدُ لكم أنّ الشعبَ السوداني سعيد بهذا القرار العظيم. وقد شارفت الدراسات التى أعدها الخبراء على الاكتمال وهى فى طور الاجازة من الاجهزة المعنية فى الجامعة العربية. كما قمنا بمراجعة هياكل وأطر الاستثمار فى بلادنا بما يساعد على تهيئة البيئة المواتية للاستثمارات العربية. ان نجاح هذه المبادرة سيكون نموذجا مشرقا للتكامل الاقتصادي العربي في مجال استراتيجي وحيوي كالأمن الغذائى. اصحاب الجلالة والفخامة، السيدات والسادة ، ختاما ، اتمني لقمتنا التوفيق والنجاح ، واشكركم علي حسن الاستماع . والسلام عليكم. ط . ف