-- رأى خبير نفطي كويتي أن أسعار النفط لن تتأثر كثيرا في الفترة المقبلة بالاحداث في عدد من دول الشرق الاوسط النفطية وعلى رأسها العراق وليبيا متوقعا أن تتراوح الاسعار بين 105 و 110 دولارات أمريكية للبرميل. وقال الخبير النفطي عبدالحميد العوضي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الارتفاع في أسعار النفط بالاسواق العالمية لن يزيد على دولار أو اثنين عن المعتاد بالرغم من استيلاء جماعات مسلحة على بعض المدن النفطية في شمالي العراق في اليومين الماضيين. وأضاف العوضي أن مثل هذه الاحداث لن يكون لها التأثير الكبير نظرا الى أن العراق ليس من المساهمين المعتمد عليهم بشكل أساسي ومستقر في السوق النفطية منذ سنوات على الرغم من عودة الانتاج مرة أخرى هناك. وأوضح أن العراقيين لم يتمكنوا من تحقيق الطاقة الانتاجية التي أعلنوا عنها سابقا وهي أربعة ملايين برميل يوميا وقد وصلوا بالانتاج في الفترة الاخيرة الى ثلاثة ملايين برميل منها مليون برميل تصدر عن طريق مياه الخليج العربي و مليونا برميل عن طريق خط الانابيب الممتد الى تركيا. وذكر ان المشهد في العراق يذكر بالمشهد في ليبيا واستيلاء جماعات مسلحة هناك على حقول النفط ووقف التصدير لمعظم النفط الممكن انتاجه لكن على الرغم من ذلك فإن السوق لم يتأثر كثيرا لأن هناك من يعوض الامدادات المتوقفة بفعل تلك التوترات. وبين أن الانظار وفي كل مرة يحدث فيها توقف عن الانتاج في منطقة ما في العالم تتوجه الى الدول الخليجية لتعويض الناقص من الامدادات وهو ما يحدث فعلا في بعض الاحيان حيث تسعى تلك الدول دائما الى استقرار السوق وثبات الاسعار وهو ما تبحث عنه في الوقت الراهن كذلك. وقال ان الدول الخليجية وخصوصا الكويت والسعودية والامارات تسعى الى بقاء الاسعار عند مستوياتها الحالية لأسباب تتعلق بالميزانية في الكويت كما لدى السعودية مشروعات عملاقة تريد تمويلها والامارات تشعر بالراحة حيال الاسعار الحالية لذا من المتوقع أن يظل الانتاج عند المستويات الحالية ذاتها وهذه الدول لن تزيد من انتاجها حتى إن حدث نقص بعض الشيء في الامدادات من العراق وغيرها. وأشار العوضي الى أن أي هبوط للأسعار ستكون له انعكاسات سلبية على الدول الخليجية والدول النفطية بشكل عام متوقعا أن يظل سقف انتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) كما هو وأن يكون ذلك ما سيتوصل اليه اجتماع وزراء دول المنظمة الذي يعقد اليوم في العاصمة النمساوية (فيينا). وذكر ان دول (أوبك) لا تزيد من سقف الانتاج الا اذا وجدت ارتفاعا في الاسعار يهدد الاقتصاد العالمي كما لا تقلل من سقف الانتاج الا إذا وجدت الاسعار تتهاوى لذلك هي تعد رمانة الميزان لأسعار النفط في الاسواق العالمية وغالبا ما تفلح في المحافظة على الاسعار بحيث تكون مرضية للمنتج والمستهلك. واعتبر أن المتغيرات الجيوسياسية في الفترة الماضية ليست كلها سلبية في اشارة الى برود حدة التوتر بين ايران والغرب بشكل نسبي ورأى أن ذلك يمنح الاسعار استقرارا والسوق طمأنينة. وقال العوضي ان الاوضاع الاقتصادية في أوروبا أخذت تتحسن عقب الازمة الاقتصادية التي تعرضت اليها في الفترة الاخيرة مبينا أن اليورو أخذ يستعيد عافيته أمام الدولار ما سيترك انعكاسات جيدة وايجابية على أسعار النفط في الاسواق العالمية. وأشار الى أن الاوضاع في أوكرانيا بدأت بالهدوء عقب الانتخابات الاخيرة وتنصيب الرئيس الجديد هناك علاوة على مؤشرات على تفاهمات مع روسيا من شأنها اعادة الهدوء والاستقرار الى تلك المنطقة الغنية بالموارد الهيدروكربونية.