كشفت جولة ل"سونا" بمكتب طيبة شرق قسم ري المسلمية، عن حجم الانتشار الكثيف لأشجار المسكيت بالأراضي الزراعية وعلى جانبي الترع والقنوات في وقت خصصت فيه حكومة ولاية الجزيرة منتصف ديسمبر من كل عام يوما لإزالة الحشائش من مشروع الجزيرة تستنفر له كل مكونات المجتمع. وقال المهندس الأمين محمد مختار مدير قسم ري المسلمية- مكتب طيبة- إن شجرة المسكيت انتقلت إلي هذه المنطقة عن طريق الحيوانات الوافدة من شرق النيل، ومياه النيل الأزرق المنتقلة عبر ميجر طيبة، وميجر ود بلال والتي تحمل كميات كبيرة من البذور مشيراً إلي استهلاك الشجرة لكميات كبيرة من المياه، والخطورة العالية لأشواكها السامة مما يتطلب الحرق بعد الإزالة، بجانب معدلات انتشارها العالية. وشدد الأمين على ضرورة استمرار الحملة لثلاث دورات على أقل تقدير لاستئصال الشجرة حيث أن توقف حملات سابقة أدى إلي زيادة معدلات انتشارها. وكشف الأمين عن تغطية شجرة المسكيت لمساحات كبيرة من الحواشات المهملة والمهجورة لدرجة أنها منعت الكثير من المزارعين من الوصول لأراضيهم. وطالب كل منظمات الولاية والمزارعين والشباب والطلاب بالخروج في الوقت المعلن لاستئصال هذه الآفة المدمرة للأراضي الزراعية. المزارع عبد العزيز العقيل أقر بوجود مشكلة في نظافة الغيط من شجر المسكيت والرامتوق، وعزا زيادة معدلات الانتشار لغياب المزارع عن الأرض بسبب ارتفاع الكلفة، وقلة العائد مؤكداً أهمية إعادة المزارع لأرضه لعلاج هذه المشكلة عبر خفض الكلفة ودعم مدخلات الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي وتعزيز الثقة بين المزارع ومؤسسات التمويل. وشكا من ارتفاع كلفة مدخلات الإنتاج مقارنة بالأسعار التشجيعية مبيناً أن مشكلة الري تكمن في المناسيب وألمح إلي خوف المزارعين من التعامل مع التقاوي بالأسواق. وقال المزارع سامي الجاك منطقة ري طيبة إن مشكلتهم كانت تتمثل في الري، واعتبر هذا الموسم من أنجح المواسم التي مرت عليهم في طيبة شرق منذ سنين خلت وذلك بفضل البداية المبكرة لعمليات التأهيل مشيراً إلي عبورهم العروة الصيفية بنجاح وبمتوسط إنتاجية (8) جولات للفدان. وأكد أن كل المساحات بطيبة شرق المنطقة ذات الصادر البستاني، مروية ونفى وجود مشكلة في الآليات. وطالب بضرورة وجود سياسات واضحة للقطن تتضمن أسعارا تشجيعية وتركيزية لكسر عزوف المزارعين عن الزراعة. وأعاد المزارع الصادق محمد الحسن التأكيد على عدم وجود عطش بمكتب طيبة شرق بسبب عمليات تأهيل القناة الرئيسة في الفترة الصيفية وقال: بدأنا العروة الشتوية بتركيز كبير على محصول القمح حيث حصل بعض المزارعين على تمويل من مؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر وتسلموا التقاوي والأسمدة والمبيدات لافتاً إلي معاناتهم من مسألة الري التى يعود أغلبها إلي مشاكل فنية بسبب طول ترعة طيبة شرق أكبر الروابط مساحة على مستوى الجزيرة والمناقل بمساحتها المتجاوزة (700) ألف فدان. وقال إن الترعة المتفرعة من ترعة طيبة تتسبب في بعض المعوقات. المهندس عثمان سمساعة مدير مشروع الجزيرة، قال إن انتشار الأشجار في الحواشات هو أمر نقره ولا ننكره ولكن ليس فى كل المشروع مضيفاً: نحن في مرحلة لا ندعي فيها الكمال، والمشروع يحتاج لعمل كبير. واعتبر المزارع هو السبب الأساسي في هذا الأمر بسبب إهماله للحواشة، وأبو عشرين وغيرها حيث يغيب ما بين 30-50% من المزارعين عن حواشاتهم. وقال إن خطة إدارته للنهوض بمشروع الجزيرة تقوم على ربط المزارع بالحواشة. يذكر أن شجرة المسكيت تشتهر بكونها صاحبة الرقم القياسي فى اختراق جذورها لباطن الأرض فقد سجلت حالات نمت فيها الجذور الى حوالي 53 متراً (170 قدم ) فى الاعماق و لذلك سببت العديد من المشاكل فى المدن بمهاجمة جذورها لأنابيب المياه و مياه الصرف الصحي و لتدميرها العديد من المزارع و ذلك لمنافستها غير المتكافئة مع المحاصيل الزراعية. فالشجرة بالإضافة الى ضراوة جذورها فان بنية الساق الملتوية تجعلها تحجب الشمس فوق المناطق التى تنتشر فيها مما يسبب صعوبات إضافية للأشجار و المحاصيل المتنافسة معها .