نحن – السودانيين – شعبٌ متأمل … ولذلك تجدُ غناءنا متفرداً عن غناء الآخرين …لا ينحصرُ ذاك التفردُ في ثراءِ مفردتنا المغناة فحسب، بل يتعداه إلى ثراءِ الصورة وعمق الفكرة …وهنا سأقدمُ نماذج لأغنياتٍ من شِعر أهل اليمين وأهل اليسار وممن لا يُصنفون ضمن (...)
في خطابه اليوم بدأ البرهان ضعيفاً مشتتاً ، و يبدو أن الرجلُ – كعسكري أخرق لا يرى أبعد من بوته الثقيل – لم يكن يتوقعُ هذا العصيان الشامل الذي شلّ كل تفاصيل الحياة في بلادي…كما أن سادة الجنرال الغبي لم يعدوه جيداً لهذا اللقاء ، فضجّ خطابُه بالكثير من (...)
توطئة
تقول الأسطورةُ الصينيةُ القديمة إن شاعراً رأى أضواءَ القمر تتكسَّر بين أمواج بحيرةٍ ساكنة، فأخذه بهاءُ المنظر وقرّر أن يشرب ماءَ البحيرةِ حتى يختزلَ جمالَ القمرِ داخلَ جسده.
……………
طويلُ القامة كما نخلة، بهيُ اللونِ كما أبنوسة، وأخضرُ الروحِ (...)
توطئة
تقول الأسطورةُ الصينيةُ القديمة إن شاعراً رأى أضواءَ القمر تتكسَّر بين أمواج بحيرةٍ ساكنة، فأخذه بهاءُ المنظر وقرّر أن يشرب ماءَ البحيرةِ حتى يختزلَ جمالَ القمرِ داخلَ جسده.
……………
طويلُ القامة كما نخلة، بهيُ اللونِ كما أبنوسة، وأخضرُ الروحِ (...)
لأهلنا و أحبابنا في حزب الامة، و الذين يدافعون بضراوة و شراسة عن حديث دكتور "مريم الصادق المهدي" في القاهرة.. أقول.. يجب أن تفرقوا بين دكتور "مريم" ، ابنة الراحل "الصادق المهدي " التي تخصكم كحزب .. و بين دكتور "مريم" وزيرة خارجية السودان.. و التي (...)
" لو لم أكن فيزيائيا ، لربما صرت موسيقيا "
" البرت أينشتاين "
يا شموسا فى دروب الليل أشعلت النهارا
نحن شلناك وساما و كتبناك شعارا
نحن صرنا بك يا مايو كبارا
و اتخذناك حبيبا و صديقا و ديارا
هكذا كتب الشاعر الإنسان " محجوب شريف" فى العام 1969 ، متغزلا (...)
حسين بازرعة ...تجسيد حلم كان – المقالة الأولى
.........................
لن تحذو مقالاتي الثلاث عن مشروع "حسين بازرعة " الشعرى حذو الكثير من تلك التى ظهرت عنه أثناء حياته أو بعد رحيله ، و التى نحت منحى تأريخيا فجا ، فتعرضت لحياة الرجل بصورة سردية (...)
دعوة للعصيان
.............................
ابتعدي عنى ....ابتعدى
فأنا رجل منفى بين الأحزان
و أنا رجل مسكنه الريح
وظهر الخيل
و كل دروب العصيان
و أنا يا باذخة الشَعر
يبحث عن وجهى طلق المخبر
و القواد
و تهفو إلى أعضائي غرف الطغيان
و أنا يا سيدة (...)
النشيد الأول : نشيد " الزين " (1)
.......
الشوارع شرايين المدينة ، أذرعتها الحانية ، تمدها لتداعب العوالم التى ترقد خارج تخومها ، مثلما تمد أم كفيفة يديها لتتحسس وجه ابنها العائد من سفر طويل. الشوارع ذواكر المدينة ، تضم في دهاليزها القصية أقاصيص (...)
شكرا لك
شكرا لأنك قد أعدت لى الجنون
و أعدت للنبض التوحش و الهواجس و الظنون
شكرا لأن الروح أصبح
فى حضورك.....زيزفون !
............
شكرا لأنك قد أعدت لى الغرام
و أعدت لي فمى المضيع
و الحروف الهاربات
و شعلة الشعر المقدس و الكلام
شكرا لأنك قد أعدت إلى (...)
الجو قائظ كنهار جهنم . الأصوات تتعالى من داخل الورشة و من الشارع الذي يتلوى أمامها كما أفعى ما . قطع الحديد و بقايا الإطارات القديمة تنتشر فى ثنايا الورشة القديمة و كذاك الصواميل و المفكات . جدران الورشة قديمة ضاع لونها تماما بفعل الأيدي المتسخة (...)
بين حروفى و بين عيونك
كون مودة و كون قرابة
و رعشة القلم البساسق
لى ورق ( كوفر ) كتابة
زى حنين النيل و شوقو
لى جزر ضجت صبابة
و زى حوار بين جوز أصابع
و بين حنين تلك الربابة
..............
بين حروفى و بين عيونك
قصة طالت سرمدية
و كل نبضة ريد جوايا
تضوى (...)
الجو قائظ كنهار جهنم . الأصوات تتعالى من داخل الورشة و من الشارع الذي يتلوى أمامها كما أفعى ما . قطع الحديد و بقايا الإطارات القديمة تنتشر فى ثنايا الورشة القديمة و كذاك الصواميل و المفكات . جدران الورشة قديمة ضاع لونها تماما بفعل الأيدي المتسخة (...)
منذ أمد بعيد و انا مقتنع بأن الجديد فى الدراما العربية سيأتى من سوريا ، سيما على مستوى الكتابة - أقال الله عثرة هذا البلد العظيم . السوريون يدهشونك بعمق فكرهم . يمر عليك قلم مثل محمد الماغوط فيقتلك تأملا جميلا . فى كتاباته يسخر الماغوط – مثلا - من (...)
باختصار
- الذين يربطون بين بقاء البشير على سدة الحكم و استتباب الأمن في السودان ، و يخيفون الناس بأن اى تغيير يحدث سيجر السودان الى دوامة الفوضى كما يحدث فى دول الربيع العربى ، هم إما واهمون لا يقرأون التاريخ جيدا ، او انتهازيون يستفيدون من بقاء هذه (...)
طيف
هذه اللحظة ، مطار ما :
جموع المسافرين تروح و تغدو فى خطوط لا تنتهي . المطار يعج بالحقائب و الناس و العربات الصغيرة التي تغدو و تروح بلا كلل ، بينما وقف هو بقامته الممشوقة يختم على جوازات المغادرين . مضت الساعات بطيئة و هو يقوم بعمله باجتهاد دون (...)
الأغنيات كما المدن ، منهن التى لا نشعر حتى بوجودها وكأنها لم تخلق البتة ، ومنهن التى نمر على شوارعها في ضجر ، ونعد الثوانى حتى نخرج منها ، و منهن التى نحتمل مبانيها و روائح ورودها لأيام قلائل ، ثم يعاودنا حنين الترحال ، فنسرج خيول قلقنا و نسرى بعيدا (...)
إشربوا من النيل أيها الأحياء الموتى . هذا النهر الأفعى هو مقبرة الطغاة ، لكنى أقسم أجعلن منه اليوم ميلادا للمغفلين و الضحايا . دعوا موجه المقدس يغسل عنكم أدران الحياة . ضموا ذراعى الموت الوهميتين الممدودتين فى ظمأ إليكم . وتطلعوا بعيونكم الخابئة (...)
رأيته للمرة الأولى في العام 1990 . كنت حينها فردا تعيسا في معسكر للدفاع الشعبى خارج مدينة القطينة . قضيت هناك شهرين من أسوأ شهور حياتى ، تعرضت خلالهما للتجويع و الإذلال ومحاولات التدجين . لكن تلك قصة أخرى . المهم أنه في الحفل النهائى لتلك المهزلة (...)
تحدثنى عن النغم و الصوت في عمرى ؟ تلك قصة كبرى يا صديقى ، و ذاك ولع قديم ، قديم . حين كنت طفلا أتعثر في أثوابى تفتحت مداركى على أصوات نوبات " شيخ مهدى " في صباحات الجمعة في عرصات مسيد " الشيخ المكاشفى " . كان لشيخ " مهدى " حواريون فنانون ، تميز كل (...)
و مثلما ترتبط لندن في ذاكرتى بتشارلس ديكنز ، و دبلن ببرنارد شو و جيمس جويس ، و القاهرة بنجيب محفوظ ، ودمشق بنزار قبانى ، ترتبط عندى كسلا باسحق الحلنقى . بلى . فكلما رأيته بملامحه الوسيمة ، ولونه الأسمر الذى يحاكى طمى النيل على الجروف ، و استمعت إلى (...)
دردشة مع غيمة
فى كل مساء
يا سيدة الشعر أعود إلى دارى
مثقوب الروح
كما سفن مضغتها في البحر الأنواء
فى كل مساء يا سيدة الشعر أعود إلى دارى
مهدود العمر
كما غصن قصفته العاصفة الهوجاء
محروق النبض
كما كوخ
أكلته النيران العمياء
فى كل مساء أدفن وجهى فى صحف (...)
فى النص الذى نحن بصدده لا يشذ محجوب عن شغفه الأكبر أعنى الغنائية :
يابا مع السلامة مع السلامة
يا سكة سلامة فى الحزن المطير
يا كالنخل هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
و أصدق ما يكون
راحة ايديك تماما متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضنا لليتامى
وخبزا للذين (...)