التهنئة ممزوجة بامنيات التوفيق للاستاذ عابد سيد أحمد بمناسبة تكليفه بمنصب مدير تلفزيون ولاية الخرطوم .. وامل من كل قلبي للاستاذ عابد النجاح في مهمته الجديدة ذلك انه ليس غريبا علي قطاع الاعلام عموما وتربطه صلات تجارب ومعايشة بقاعدة وقيادة العمل التلفزيوني خاصة وله فيها معارف وصلات يمكنه توظيفها والاستفادة منها لصالح تجربته الجديدة .. أقول هذا رغم قناعتي وبعد تجربتي الحالية في وزارة الاعلام بالنيل الابيض بان الاعلام في القطاع العام والحكومي سيبقي مقيدا واسيرا وعاجزا عن الانطلاق وتقديم المثمر والمفيد مابقي عليلا بضعف الامكانيات وقلة الدعم الرسمي وتاخره وبدا لي من خلال التجربة الحالية ان علة الاعلام الحكومي تكمن في سيطرة البيروقراطية الوظيفية عليه وتقييده بلوائح وواجبات الوظيفة التي تحول بين المبدعين وتقديم ما لديهم من افكار ومبادرات تصطدم دائما بسقف الحذر من حرية الاعلام وإن كان بهدف تقديم مبادرة ذكية تخدم القضية بعيدا عن روتين البرامج الرسمية الباردة والمعلبة!! ü عاد تلفزيون ولاية الخرطوم للعمل بعد فترة توقف قسرية جري خلالها تبديل وتحديث الاجهزة كما علمت ..كما تمت مراجعة خطط العمل خلال السنوات السابقة .. ومماعلمته أيضا ان ولاية الخرطوم قد استجلبت اجهزة حديثة لتلفزيون الولاية تمكنه من تقديم خدمة متميزة لجمهور المشاهدين في مقبل الايام .. لكن السؤال الذي يفرض نفسه ونرجو الاجابة عليه بصدق من الاخ عابد سيد احمد واخوانه في الادارة الجديدة : هل افتقد المشاهدون بولاية الخرطوم واطرافها برامج وشاشة تلفزيون الولاية خلال فترة التوقف ؟!! .. ü قدمت قبل أشهر مقترحا لاخوتي في تلفزيون ولاية النيل الابيض بأن يتوقفوا عن تقديم برامج تلفزيون الولاية وندخل جميعا في اجازة مراجعة طويلة لمدة ثلاثة اشهر علي الاقل نراجع خلالها مفاصل الاجهزة والمعدات والكاميرات الخربة والتي اكل عليها الدهر وشرب ومن المضحك والمثير للاستغراب الدهشة التي بدت علي وجه الدكتور كمال عبيد وزير الاعلام الاتحادي اثناء زيارته لمقر تلفزيون النيل الابيض قبل أشهر وهو (يعاين) شبابا يعملون في اجهزة عفا عليها الزمن وتجاوزتها تقنيات الاعلام الحديثة بعشرات السنوات !! .. قلت لاخوتي في تلفزيون الولاية إن فترة التوقف هذه ستمنحنا فرصة لتحديد الخيار الافضل من عدة عقود لاستيراد استديوهات جديدة .. وتعطينا مساحة لالتقاط الانفاس لمراجعة منهج وفلسفة الخارطة البرامجية التي يبثها تلفزيون الولاية وقبل كل هذا وذاك نريد معرفة الاثر الحقيقي لتلفزيون ولايتنا وسط المواطنين .. هل هنالك قاعدة جماهيرية له ام ان الحقيقة مرة ولابد من مواجهتها هذا حال اكتشافنا ضعف تأثير شاشة تلفزيون الولاية علي قطاع عريض من المواطنين ببحر ابيض خاصة وان دائرة بثه تعاني من تقلص مستمر لاسباب متداخلة ولائيا ومركزيا .. ü إن التحدي الذي يواجه الاستاذ عابد سيد احمد هو ذاته التحدي الذي يواجه البث المحلي في كل ولايات السودان .. لقد تقلصت نسبة مشاهدي تلفزيون ولاية الخرطوم .. وتراجعت نسبة مشاهدي تلفزيون النيل الابيض .. والحال مثله في الجزيرة وسنار ونهر النيل وشمال كردفان وهو ما يفرض ضرورة التنادي لمؤتمر متخصص من اهل الشان لمراجعة ودراسة هذه المشكلة وتقديم مقترحات عملية وعلمية ومبادرات جديدة للخروج من دائرة بث تتراجع يوميا أمام ثورة القنوات الفضائية والتي لم تترك وقتا لاحد حتي يعيد تركيب (فيشة) تلفزيون الولاية وبين اصابعه (كبسة ريموت) تضعه في رمشة عين امام الاف الخيارات من فرص المشاهدة السريعة والشيقة معا!!