أصبحت مسوغات التوظيف في الراهن اليومي ، تتطلب أن يكون الانسان مشرقا وأنيقا وغير مترهل الجسد يعني ( سمبتيك ) ومش زي حالاتي مكعبر ولديه كرش معتبرة ، هذه الحكاية تذكرني بخمس فتيات في الكويت اوقفت الشركة التي يعملن بها اليات تثبيتهن في الوظائف طالبة ان تعمد كل واحدة الى انقاص وزنها ، والطريف ان احداهن طلب منها انقاص وزنها خمسين كلجم حته واحده ، يخرب بيوتكم ، دي حتكون جلد على عضم ، وبعدين معاكم ، طبعا مثل هذه الأمور اعتداء على حقوق الانسان ، وفيه تميز وإهانة للشخص المتضرر ، صدقوني ان العبد لله اذا شهد عهود سيء الذكر ( الصالح العام ) لكان من اوائل المكروشين من الوظيفة وأحمد الله إنني كنت بعيدا عن أصحابنا المتزمتين والذي منه ، المهم انا مع مسالة الاناقة ولكن لست مع حكاية أنقاص الوزن للترسيم أو التثبيت في الوظيفة ، لأن هذه من الامور المهينة جدا ، لكن في الراهن تحتم ضرورات العصر اعتماد مقولة ( كن انيقا تفتح امامك الابواب ) ، البوهيمية لم تعد تبهر الناس ، في الماضي كان يشاع ان الشعراء و الفنانين والمفكرين لا تسعفهم اوقاتهم المزحوم بالمشغوليات للاهتمام بانفسهم واناقتهم ، اذكر في ايام الدراسة ، كان من ضمن كوادر التعليم مدرس لغة انجليزية شعره منكوش على الدوام ولديه قميص وحيد وبنطلون مبرقع يأتي بهما المدرسة طيلة دوام العام الدراسي ، هذا المدرس لم يكن مكان استهجان الطلاب وزملائه المدرسين بل كان نموذجا للانسان المفكر ، الان اختلف الوضع ولا اعتقد ان لجان المعاينة للوظائف يمكن ان تقبل طالبة وظيفة مبهدلة وغير أنيقة ونفس السيناريو ينطبق على الباحثين عن العمل من الشباب ، حتى وان كان الواحد منهم يحمل درجة علمية رفيعة ، ولان اناقة الرجل مطلب عصري هناك الكثير من مجلات الموضة أصبحت موجهة للرجال يعني المرأة ليست هي الوحيدة المستهدفة ، التقارير الاحصائية على مستوى العالم تشير الى ان الرجل اصبح يصرف اكثر من أي وقت مضي في اناقته ووسائل العناية بشعره واظافره ويستخدم اقنعة ترطيب وتقشير البشرة ، اما آخر خطوط الموضة الرجالية فهي شنط من افخر الماركات ، هذه الشنط اصبحت حسب الخبراء جزءا من الكماليات الاساسية للخناشير ولا غنى عنها ، عموما لا اتصور ان نشاهد في الغد سودانيا من فئة حمش افندي وهو يحمل شنطة على شاكلة حقائب النواعم ولكن طبعا الاناقة في المطلق مطلوبة كأداة عصرية ، وفوق هذا كله نحن في حاجة الى كوادر انيقة ليس في هندامها فحسب وانما اناقة مفرطة في اليات الحوار مع الآخر ، نعم الحوار مع الآخر، مع ضرورة إستبعاد المشاهد التي تسد النفس من المتزمتين ( الملاعين) فهذا ليس زمان العنتريات وفرض العضلات والذي منه واليك إعني فسمعي يا جارة .