عاد راصد بيت الأسرار من رحلة قصيرة جداً طار خلالها لإحدى دول الخليج، وسمع الهمس الذي تحول إلى جهر، والذي تدور حدوته حول أن ثلاثة من التجار أو قل رجال الأعمال قد أحالتهم النيابة العامة بتلك الدولة إلى المحاكم الجنائية، لارتكابهم جريمة خيانة الأمانة المنصوص عليها في قانون العقوبات، حيث أنهم اختلسوا الأموال المملوكة للشاكي السوداني، والتي عجز راصد بيت الأسرار أن يحدد قيمتها بما يعادلها بالجنيه السوداني.. وقد قام المتهمون بالاستيلاء على أرباح الشركة وممتلكاتها، وسحبوا كافة الحسابات الخاصة، هذا وعلم راصد بيت الأسرار أن النيابة العامة بتلك الدولة حددت جلسة المحاكمة يوم الإثنين 16 يونيو 2011م. السر في بير نهض راصد (بيت الأسرار) باكراً وأدى فريضة الفجر قريباً من مدينة الفتح، واتجه نحو البئر المثيرة للجدل وكان يحمل معه (جركانته) أملاً في أن يتعرف على ما يقول به الناس من أن مياه البئر شافية، كأنما لم يقتنع بما أورده التلفزيون يوم السبت الماضي ضمن تحقيق أجراه برنامج (حزمة ضوء) أفاد بأن مياه البئر عادية وتتم إضافة مواد غير صحية لها.. وآثر الراصد أن يضع النقاط على الحروف. وقف راصد (بيت الأسرار) في صف طويل ممتد وهو يمسك (بجركانته) بيد، بينما يمسك كوب الشاي الصباحي باليد الأخرى.. وظل راصد (بيت الأسرار) يلتقط ما يتفوه به المواطنون حول ضرورة إعادة فتح البئر التي أغلقتها السلطات، بينما كان البعض يقول بأن قفل البئر سد عليهم باباً أرادوا له أن يكون للرزق من المتاجرة بإنتاج هذه البئر. والتقطت أذنا (الراصد) أن هناك بعض الحالات المرضية ظهرت بين الذين تناولوا تلك المياه مثل (الإسهالات والتهابات المعدة) وغيرها.. لكن بعض الحضور كان يبرر ذلك بأن هذه الظاهرة هي بداية العلاج. وعندما سمع راصد (بيت الأسرار) بهذا وضع بهدوء كوب الشاي الذي كان في يده، ثم وضع (الجركانة) البيضاء وانسحب ببطء شديد وعاد من حيث أتى.