اشتهر النادي الأهلي بود مدني عبر تاريخه العريق عندما كان سيداً للأتيام بحق وحقيقة.. اشتهر بتمسكه بمبادئه التي كانت لاتسمح مطلقاً بإطلاق سراح أي لاعب للانتقال للهلال أو المريخ مهما كانت المغريات المادية حتى لو وزنوا اللاعب ذهباً. ويشهد على ذلك أن معظم اللاعبين المشهورين الذين انتقلوا من الأهلي للهلال أو المريخ أمثال حمد والديبة وعصام غانا والدحيش وأنور وحمامة انتقلوا بواسطة مواد قانونية في القواعد العامة كانت تسمح بالانتقال شريطة الإيقاف لمدة ستة أشهر ثم عدلت لتصبح لمدة عام. المرة الوحيدة آنذاك التي باع فيها الأهلي أحد لاعبيه وأثارت ضجة في أوساط النادي وأشعلت ثورة جماهيرية كبرى كادت أن تطيح بمجلس الإدارة، حدثت وقائعها عندما أطلق المجلس سراح مهاجمه فتحي نيالا للمريخ وقد استند المجلس في حيثيات قراره على غياب اللاعب وعدم انضباطه، إضافة لمؤثرات أخرى من داخل البيت الأهلاوي لعبها أحد أعضاء المجلس من المعروفين بالولاء المزدوج بعدها عاد الأهلي ثانية للتمسك بمبادئه رافضاً إطلاق سراح أي من لاعبيه. ومع استلام المجلس الحالي لمقاليد السلطة بدأ في التفريط في مبادئ الأهلي وقيمه التاريخية التي ذبحها من الوريد إلى الوريد قرباناً للمال فتحول الأهلي سيد الأتيام وعملاق الجزيرة إلى مجرد سوبرماركت يعرض على فتريناته آخر منتجاته من اللاعبين لمن يرغب في الشراء. وبهذا المفهوم التجاري بدأ مجلس الإدارة في بيع معروضاته بدءاً من مصعب الذي تنافس حوله الأرباب والوالي، وأخيراً رست البيعة للوالي الذي دفع أكثر، ثم تواصل العرض والمجلس ينادي وهو يقدم منتجه الجديد بكري المدينة «علينا جاي.. جبناه بالطيارة وبعناه بالخسارة.. علينا جاي يا أرباب». وأخيرا جاء الدور على خاتمة المعروضات محمد جياد أميز لاعبي الفريق إن لم يكن الحسنة الوحيدة في فرقة سيد الأتيام التي تنافس هذه الأيام في الدور التمهيدي للممتاز للعودة لموقعها الطبيعي ضمن الكبار. فإذا بالمجلس يقصم ظهرها ويقتلع أجمل وأندى زهرة في بستان سيد الأتيام ويبيعها بثمن بخس عملاً بالمثل «أقرع ونزهي». والمصيبة الكبرى سادتي أن عائد بيع هؤلاء اللاعبين لم ولن يستفيد منه الأهلي شيئاً يذكر، وعلى سبيل المثال فإن عائد بيع بكري المدينة بعثره المجلس في سداد مستحقات بعض أعضائه، بينما أهدر عشرات الملايين المتبقية في تسجيل لاعبين عاطلي الموهبة لايشبهون الأهلي ولا يستحقون الملاليم دعك من الملايين فكان طبيعياً أن يطيحوا بسيد الأتيام من الممتاز. عموماً لم يتبقَ في كشوفات الأهلي لاعباً مميزاً يذكر بعد بيع جياد للهلال سوى النجم الموهوب علي السيد، والذي نتوقع أن يعرضه المجلس للبيع هو الآخر، وبعد إكمال الصفقة لا مفر أمام المجلس سوى الاستغناء عن فريق كرة القدم ليصبح النادي الأهلي قاصراً على ممارسة لعبة كرة القدم الخماسية بملعبه الرائع، إضافة لمنشط الفروسية هذا إذا لم تعاودهم «الخرمة» ويبيعوا الجياد ذاتها طالما باعوا من قبل محمد جياد. ويا لهف قلبي على الأهلي الذي كان قبل قدوم هذا المجلس سيداً للأتيام فبات في عهده اليوم يا حسرتاه سيداً للأيتام.