وزير الإرشاد يُصدر قراراً بإقالة مدير عام الحج والعمرة. المدير «المقال» يحلف بألا يغادر ويقول مافي زول يقدر يشيلني. ومدير شيكان يقدم استقالته!! ومدير الجهاز المركزي للاستثمار يقال إنه أيضاً تقدم باستقالته.. ويقال إنه تراجع عنها ويقال.. ويقال. ومدير الغابات قالت (آخر لحظة) في غير هذا المكان إنه تقدم باستقالته..! ونائب والي الشمالية قدّم استقالته... والمدير الفلاني تمت إقالته.. والمدير الفرتكاني «يبل» في رأسه.! وعشرات القصص والحكايات والإشاعات والأقاويل تملأ سماء الوظائف القيادية العليا للدولة. ماذا يعني هذا؟ وأي «اضطراب» تعيشه أجهزة الحكومة هذه الأيام وسط موجة من الأزمات والاختناقات «تبدأ» من «أبيي» المشتعلة ولا «تنتهي» بمياه الخرطوم المتفجرة خارج الشبكات..! هل هناك حراك «ما» يدور؟..هل هو صراع «اشخاص» أم تيارات؟ ..وهل هي مقدمة لمعارك إدارية وسياسية وما علاقة ذلك بيوليو القادم!! يوليو الذي سيشهد ولادة دولة الجنوب الجديدة.. ومعها أيضاً ولادة دولة الشمال الجديدة «غصباً عنها» أيضاً بدون الجنوب.. وأيضاً ما علاقة ذلك بالإشاعات التي تملأ مجالس الخرطوم وبالتعيينات والإقالات الوزارية القادمة.. والضرب تحت الحزام الذي سيطال «هذا» و«ذاك» والتكهنات بدأت بأن «زيداً» في طريقه للخروج من الوزارة وإنّ «عبيداً» في طريقه لشراء البدلة وربطة العنق وتهيئة المدام للعمارة والسيارة الجديدة. قد لا يصدق النّاس هذه الحكاية ولكنني أقسم بصحتها فقد اتّصل عليَّ قبل أيام أحد الأصدقاء راجياً نشر مقال جاء به أحدهم للصحيفة قلت له: الموضوع لا يحتاج لكل هذه التدخلات والمقال عند «نازك».. ونازك هي زميلتنا سكرتيرة التحرير «المرتبة» و«المنظمة» والمسؤولة عن ملف مقالات الرأي والكتّاب في المكتب الفني . قلت له المسألة فنية بحتة ويمكن تسميتها ب«اختناقات» نشر لا أقل ولا أكثر.. وأنا قلت هذا الكلام لصاحب المقال المذكور. ضحك صديقي وقال لي أنا عارف ذلك ولكن «عمك» داير يحصّل تعيينات يوليو القادمة. ضحكت ولكن هذه المرة بسعادة ولسان الحال يقول ليس شر البلية ما يضحك.. ومع ذلك يبقى السؤال قائماً ماذا يحدث؟ وإلى أين يقود كل هذا الاضطراب؟.