قال صاحبي وهو من عشاق الكلمة المغايرة للسائد والمألوف، ان السلطان طه سليمان لديه أغنية في الطريق الى المتلقي بعنوان ( حبيبك مين )، وفي النص الذي لحنه المبدع مجاهد سميت ، يسأل المحب الولهان البنت الحليوه التي التقاها صدفة وحركت مشاعره وضربته في الصميم ، عن سعيد الحظ الذي ينعم برضائها وحبها ، حتى يذهب اليه ليقدم له التهنئة على السعادة التي هو فيها ، لأن البنت الحلوه تحبه وتموت في دباديبه ، وفي نفس الوقت يندب الرجل الولهان حظه التعيس الذي اوقعه في ورطة الحب والذي منه ، وفي الخطاب الغنائي السوداني هناك الكثير من المعاني والمفردات عن الحظ منها مقطع ( حظي عاكس وللا هم جارو) في أغنية الراحلة عائشة الفلاتية ، وفي أغنية اخرى يقول الشاعر (من سواد حظي انا جار علي دهري ) ،عفوا ياجماعة الخير ، الحظ والناس المحظوظين ليس موضوعنا اليوم ، لكن المسألة تتعلق بسوء حظ السودان وتعاسته المزمنة ، فبعد عملية السلام في نيفاشا ، اعتقد الكثيرون ان الحظ لعب دوره وانه سيمضي بخطى ثابته نحو الإستقرار والحراك التنموي ، لكن لأنه مثل ( تعيس الحظ يلقى العضم في الكرشه ) فقد إشتعلت المشاكل في تضاريسه مرة اخرى بسبب صاحبتنا بنت الهرمة ابيي ، إذن الوطن ينطبق عليه هذه الأيام سيناريو الأغنية الشهيرة لقيثارة الأرض الفنان طلال مداح ( كلما دقيت في أرض وتد ... من رداءة الحظ وافتني حصاه )، ومطلع هذه الأغنية يمثل تماما حال الوطن الذي ظل يتخبط يمينا وشمالا منذ ان كتمت حكومة الإنقاذ على أنفاسه ، صحيح في عهد الانقاذ شهد الوطن حراكا تنمويا تمخض عن بنى تحتية لم تكن على البال والخاطر لكن رغم كل ذلك من سوء حظه فإن هذه البنى التحتية واكبتها عمليات لهف مظبوظ بمهنية عالية من قبل الحيتان الكبار الذين أسعفهم الحظ في سرقة المال العام ، وزاد الطين بله ان امريكا كشفت قبل يومين انها تستبعد شطب إسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب ، بسبب ما أسمته إحتلال الجيش السوداني لمنطقة ابيي ، الله يقطع شيطانك يا امريكا ، إحتلال إيه وهباب إيه، فهكذا حال امريكا وهي على الدوام تكيل بمكيالين في المسائل الدولية، وتمشي على حل شعرها وحسب ما تمليه مصالحها ، والسؤال غير المحظوظ هنا هل انتشار الجيش السوداني وبسط سيطرته على ابيي يعد من المسائل الإرهابية ؟ ، إنه سؤال سيظل يؤرق الوطن غير المحظوظ ، في عالم تتقافز فيه كرة الحظ هنا وهناك حسب ما تمليه المصالح ، ويا حظي الردي من وين أبتدي وآآآآآآآآآآآآآه ... من الأيام و الحظ الردي .