عانت مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة من مرارات كالعلقم، وتشبعت النفوس بكثير من الأوجاع والآلام، وبلغت القلوب الحناجر، فما عادت القلوب تحتمل مزيداً من الأكدار لأسباب ومتغيرات في التركيبة الاجتماعية، ووهن النسيج الأسري، واستشراء الجرائم المستحدثة التي لا تشبه ملامح السودان بإرثه وتاريخه!. وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة الساخنة لا يحتاج الإنسان لأكثر من(كلمة طيبة ومعاملة كريمة)،تخفف عنه مصاب الدهر وأرزاء الزمن ولما كان الزواج هو الوسيلة المشروعة للسكن والمودة والاستقرار الروحي والنفسي، فما أبشع أن تنقلب تلك المعايير ليصبح أحد الزوجين هو أس التعاسة وأصل الداء..!. فكم من زوج كريم أصيل ابتلاه الله بزوجة لا تقدر قيمته.. ولا تشكر نعمته (وتتفنن في رفع ضغط دمه واصابته بجلطات تقصر عمره..) لأنها جاهلة بالدين والأصول.. وتفتقر للتربية والقدوة الحسنة! ولا تسمع سوى صوت طيشها ونزقها فتدمر أسراً وأجيالاً بأكملها. وكم من زوج لبس ثياب الحملان حتى ضمن (استقرار فريسته داخل حظيرته)، فأعمل أنيابه البراقة الثنايا الحادة التقاطيع في جسدها وكرامتها، دون أن تستطيع فكاكاً بعدما كبلتها قيود الزوجية وهوان الأبناء.. تعاني كثير من بناتنا في الخارج ودول المهجر والاغتراب من أزواج لا يعرفون أدنى قواعد الشرع.. ولا يفقهون شيئاً في الحقوق والواجبات وضرورة المعاملة الحسنة، للإنسان على صفة العموم والزوجة على صفة الخصوص.. ولا يقدرون أن المرأة أمانة.. لاسيما بعيداً عن الأهل والوطن والعشيرة، وحتماً سيؤثر هذا الاختلاف البيئي والبعد المؤلم في سلوكها ويجعلها أكثر حساسية مما يستوجب معاملتها بالرفق واللين، حتى تشعر بالطمأنينة والأمان!. .. فقد أعادت سفارتنا في الخارج أحدى الشابات.. مقهورة باكية.. بلا متاع.. سوى جواز سفرها.. قابلتها في مطار الخرطوم، وقالت إن زوجها أذاقها مر العذاب وحبسها في الغربة، ومنعها الاتصال بأهلها حتى أعانها الجيران للوصول إلى السفارة.. فرفع دعاوي ضدها وأهلها وأشعل البراكين والحرائق. زاوية أخيرة: لأمثال هؤلاء هناك برنامج يستضيف ذوي العضلات للمشاركة في المصارعة الحرة.. عسى أن تخفف من كبته وعقده النفسية.. ولو عرف الناس قبل الزواج ماذا تخفي هذه الوجوه المبتسمة من بشاعة لتجنبنا كثيراً من المآسي.. الرجالة تطير..!.