تكشفت الحقيقة أعجل ما يكون بعد اعتراف مجموعة أساسية من أبناء دارفور، في صحوة ضمير بالضلوع في فبركة وقائع (الجنائية) وبمقر الاتحاد الأفريقي (أديس أبابا) كما تكشفت حقيقة أخرى بلجنة حقوق الإنسان بجنيف. فجرها القاضي (قولدن ستون ) في تقريره الذي أدان إسرائيل بارتكاب جرائم في عدوانها على غزة فكأن فبركة جرائم الحرب بحق السودان تحولت إلى حقيقة مشهودة بارتكاب جرائم الحرب من إسرائيل!!. هل هناك علاقة عضوية بين تلك الفبركة وهذه الحقيقة؟ بلا ريب هناك علاقة عضوية مباشرة فقد جرت الفبركة بحق السودان على عجل للتغطية على جرائم إسرائيل التي كانت على وشك الوقوع، أو على الأقل لمساواة إسرائيل ببلد عربي في هذه الجرائم، على وجه الافتئات.. كذلك حملت أخبار العيد وقائع مذهلة حول حربي العراق وأفغانستان وأول الغيث قطرة ثم يتوالى الهطول أما بشأن العراق فقد رشحت أخبار عن تحقيق شامل، بمجلس العموم البريطاني، حول دخول رئيس الوزراء العمالي السابق (توني بلير) في حرب العراق بحسبانها مخالفة للقانون الدولي.. ومن يدري فلعل أصابع المساءلة تطال الفيل، بعد ظله، وهو الرئيس الأمريكي السابق ذلك بأن الحق قديم، لا يسقط بالتقادم، طال الزمن أم قصر ومهما جرى التستر عليه بالحصانات المصنوعة في القوانين الموضوعة. وسيجئ يوم قريب يطالب فيه السودان برد اعتباره من سائر الدول قريبها وبعيدها الضالعة في فبركة جرائم الحرب بدارفور وستطال المساءلة المحكمة المهزلة ومدعيها المهزول، ذلك بأن العدالة المنحوسة المنقوصة لن تكون بمنجاة من المساءلة بالعدالة الحقد المستحقة وسيكون الرد الابتدائي على سائر ذيول هذه الملهاة المحبوكة تحديداً عملياً لعهد الولاء من الشعب، السوداني الصدوق لرمز سيادته في الشهور المقبلة إن شاء الله. أما حرب أفغانستان فقد حملت أخبار العيد حولها العجب العجاب فالتردد في إعلان (إستراتيجية أمريكية) بشأن الحرب في أفغانستان، وتوسيع دائرة الاستشار من السياسيين والعسكريين الأمريكيين وهم في حيرة من أمرهم، لهما دليل ضعف وليسا دليل قوة، يصلان إلى حالة الهزيمة، دون أن يعلنوها، حفاظاً على ماء الوجه لدولهم الأطلسية والأخبار تتوالى عن اتساع نطاق الضحايا وسط قوات التحالف، وبخاصة القوات الأمريكية، يوم في المستقبل المنظور يواجه فيه المسؤولون السياسيون والعسكريون التحقيق في ارتكابهم جرائم الحرب، بل والإبادة الجماعية بحق هذا الشعب المغلوب على أمره الذي ليس له الآن وجيع!!. كما حملت أخبار العيد فضيحة أمريكية صاعقة، ذات طبيعة استخباراتية معاً، وهي أن القوات الأمريكية، أو الأطلسية لا فرق، قد حاصرت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في مساحة ضيقة من (تورا بورا) عام 2001م فلم تتلق الأوامر بالقبض عليه حياً أو ميتاً، حتى لا تكون الحرب رخيصة وخاطفة، بينما المخطط هو إطالة أمد الحرب!! أما التعليل الحقيقي فهو أن لوبي صنّاع السلاح يريدونها حرباً طويلة لمراكمة أرباحهم من مبيعات السلاح. وثالثة الأثافي التي حملتها أخبار العيد هي فضيحة الفرنسيين وهم يرشون طالبان بالمال، حتى لا تستهدف قواتهم، بينما ترفض طالبان الرشوة الفرنسية في إباء المحارب. هذا ما رشح في الأخبار ورشح الشتاء غزير!! فالأمريكيون يسلحون قبائل أفغانية لتحارب طالبان بالوكالة عنهم، على غرار قبائل الصحوة بالعراق، ولكن هذه القبائل الأفغانية تسلم هذه الأسلحة لطالبان لتحارب بها الأمريكان!!. فضائح تتلوها فضائح، وهي تكشف عن أن المال والسلاح لن يغيرا إرادة الشعوب في تحرير بلادها فضائح تكشف الوجه البشع للرأسمالية وهي تهتم بمراكمة الأرباح على حساب الأرواح، وعدالة السماء التي لا تغمض عينها لابد مقتصة من هذا الصنيع اللا إنساني بما يرتد على أصحابه بكوارث ساحقة ما حقه تجر وراءها ويلات متلاحقة، كالتي شهد العالم، إنذارها المبكر في الأزمة المالية العالمية الأخيرة. ولسوف لن يجدي معها تسكين الأزمة بضخ الأموال الطائلة من دافعي الضرائب في المؤسسات الخاسرة المفلسة، حتى تستمر عجلة النهب المنظم للفائض الاقتصادي العالمي وذلك من خلال الاقتصاد الورقي، دون الاقتصاد الإنتاجي الحقيقي. ألا يخشون عدالة السماء وأمامهم التغييرات المناخية الناشئة من استنزاف الموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة على يد هذا الجشع الربحي الأعمى؟.