(وجعلنا من الماء كل شئ حي) صدق الله العظيم... هذا كلام العليم القدير جل وعلا.. كل الأحياء الإنسان الحيوان والنبات.. كلها من الماء... فالحيوانات والطيور لها أرواح إذا فارقتها بالموت أصبحت جثثا، والنبات والأشجار لها نوع من الحياة ليس بروح، ولكن يسمى حياة تسري في أجزائه بالماء إذا فارقه ذبل وهوى. والحال المعاصر يقول إن العالم يعاني من نقص متزايد في مياه الشرب، فقد أصبحت نسبة المياه العذبة لا تشكل أكثر من 0.3 % من مخزون الأرض من المياه، وهي لا تصل إلى الجميع، إذ يفتقر إليها 20% من سكان الكوكب. والسودان حباه الله بنيل الحياة العظيم الذي يتدفق لن نقول من نمولي الى حلفا (كان زمان)... ولكن نقول مازال خط الحياة يحفر في أراضينا ويملأها بالخير والبركة.. و(اجري يا نيل)... مخزوننا من المياه.. من المفترض أن يكون كافياً.... حيث أن السودان غني بموارده المائية من انهار... وبحيرات... ومياه جوفية... وأمطار.. ويبلغ نصيب الفرد من المياه حسب الاحصائيات حوالى 5000 متر مكعب سنوياً، وهى من أعلى النسب على مستوى العالم، يستخدم السودان 6.14 مليار متر مكعب من نصيبه من مياه النيل البالغة تقريباً20 مليار متر مكعب- حسب اتفاقية مياه النيل- التى تحدد نصيب دول حوض النيل، تقدر احتياطيات المياه الجوفية بحوالى 9000 بليون متر مكعب، ويستغل منها الآن فقط 3.1 مليار متر مكعب الطاقة التخزينية لكل السدود فى السودان حوالى 16 مليار متر مكعب تقريباً.. ولا ننسى أيضاً عامل التبخر.. ولكن رغم هذا لا عذر للصورة المأساوية التي يعانيها المواطنون من شح المياه... وفوق هذا جمرة خبيثة... يعني دفع مقدم.. يعني ادفع واشرب... لست ضد الحضارة.. ولا ضد الحصر للمياه والحد من الاستعمال السيئ.. ولكني ضد التعسف، وتضييق الخناق على المواطن، فيكفيه- حالياً- ماهو فيه... وأيضاً الماء حق مشروع وشراكة بين كل الأحياء.. حتى إذا لم يكن لدي نقود من حقي أن أشرب.. من حقي أن أحيا.. فالماء عصب الحياة، والناس شركاء في ثلاث: الماء- الهواء- الكلا- ونحمدك يا رب لأنك جعلت الهواء من عندك وإلا.... ربما... جعلوه ممغنطاً.