وبالأمس تلونا صحائفنا التي بيميننا.. عدنا القهقري إلى تلك الأيام المضمخة بعطر الصدق بلون الحق.. تحدثنا عن مشاعل ونيازك وأقمار أضاءت جنبات الكون.. ورغم شاهق أطوالها وبديع أعمالها وجلائل خصالها.. طالتها المساءلة ووقفت مثلها مثل البقية من أفراد الأمة أمام الأسئلة التي حض عليها الإسلام. واليوم أحبتي ونحن نتأبط (المسطرة).. مسطرة مولانا أمين.. نتلو صحائف الإنقاذ لنرى ونحكم ونقارن.. وحتماً ويقيناً نجد هؤلاء الأحبة إن شاء الله خاسرين.. رغم أنهم قد شقوا فناء الدنيا بدوي الهتافات هي لله.. هي لله.. وها هو (الجاه) يحضر بقوة ليحجب أضواء الشفافية.. وليسدل ستائر كثيفة على أفعال نراها تجافي في قوة تلك التي سادت أيام المجد تلك المطهرة. ونبدأ بشيخنا المتعافي ومهلاً ورفقاً.. نحن لا نتهم الرجل بتلك الجلبة وذاك الغبار الذي أثارت عاصفته قضية التقاوي الفاسدة.. أبداً وحاشا لله أن نكتب حرفاً واحداً.. قطعاً يندرج تحت طائلة التجني والقذف والبهتان.. وفي شجاعة أقول نحن.. بل أنا لا أملك دليلاً واحداً يدين الرجل لسبب جد يسير.. هو أننا أو أنني لا أعلم شيئاً ولو نذراً يسيراً من ذاك الأمر.. إذن لن أكتب حرفاً واحداً عن أهل القضية ولكنني أكتب بحروف في عرض وطن وفي طول اندهاش وعجب وفي عمق حزن وأسى.. أكتب بالدم لأن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء.. أكتب عن مقولته التي أطارت آخر خلية من (مخي).. واطفأت أوهى وأوهن وأخفت شعاع في عقلي. قال الرجل على رؤوس الأشهاد.. وفي الهواء الطلق كلمات تلقفتها الصحف السيارة.. قال لو تحدثت في هذا الأمر هناك جهات كثيرة وكبيرة سوف تطالها المساءلة.. (أها) يا أحبة أليست هذه الكلمات زلزال ضرب الوطن والشفافية ومبدأ المساءلة وحرمان طائفة من المؤمنين من رؤية من انتهك حرمة أموالهم وشأنهم.. وتتسع حدقات عيوننا دهشة بأن تمر هذه الكلمات مرور السحاب لا ريث ولا عجل.. وله نقول وماذا فيها لو أعلنت على الملأ دفاعاً عن وطن.. وانحيازاً لشعب مسلم.. وإحقاقاً لواجب الإسلام ماذا فيها لو أعلنت عن تلك الجهات وعن تلك الرؤوس التي قد تتطاير أو تتدحرج لو نطقت بالأسماء.. ولماذا تسكت عن الحق.. بل لماذا لا تنتصر حتى لنفسك فقد تكون ضحية لتلك الرؤوس التي تسعدنا (دحرجتها). ونذهب إلى البروف الوقور مولانا إبراهيم أحمد عمر.. والذي أجاب مرة عن سؤال بريء أو خبيث أو ماكر أو تجريمي.. كان السؤال: (لماذا لا تحاكمون الكبار إذا أخطاوا أو استغلوا نفوذاً؟).. أجاب الرجل.. نحن نفعل ذلك.. نحاكم وليس هناك كبيراً على القانون.. ولكن نحاكم بعد إعمال فقه السترة.. ونعيدكم إلى ما بدأنا به.. وهي كلمات الله المطهرة التي تحث على أن تشهد طائفة من المؤمنين ذاك العذاب.. صحيح أن الحديث عن الزاني والزانية.. ولكن هناك صفحات وصفحات تلاها التاريخ.. حيث انعقدت المحاكمات العلنية لأجل وأعظم الشخصيات.. ثم سؤال ملحاح هل لو تعلق الأمر بالمعارضين.. أو على الأقل غير الموالين.. هل تطبقون نفس الفقه.. فقه السترة؟.. الإجابة هي لا وألف لا.. فكم كم شهرّتم بالخصوم في فجور فادح في الخصومة.. والأمثلة كحبات الوابل من المطر.. فقد نزعتم في أيام سالفة وغابرة وماضية الملابس من بعض المعارضين قطعة.. قطعة.. أوقفتموهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم في تشهير لم نعهده في أي عصر من العصور.. وهذا هو عين الكيل بمكيالين الذي ترفضونه عندما يمارس عليكم.. وتشكون منه إذا وقع بكم. وختاماً وحتى لا تذهب ريحكم.. اقرأوا جيداً في تمعن حديث النبي المعصوم والذي يحذركم من الهلاك مثلكم مثل أقوام هلكت.. لأنها كانت تترك الشريف وتقيم الحد على الضعيف.. إذن أدركوا أنفسكم قبل الطوفان.