في ظل تصاعد الحديث عن النفط والعد التنازلي لموعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو القادم لا شك أن هناك سيناريوهات متوقعة ومحتملة في هذا الملف وبما أن الوضع الاقتصادي والأمني للبلاد لا يحتمل هذا بدءًا من الضغوط والتوترات ولأهمية النفط لدولة الشمال والجنوب بعد التاسع من يوليو فلابد أن تكون هنالك إدارة حكيمة لصناعة النفط بعد الانفصال. إذاً السؤال المشروع هنا هو كيف تتم إدارة صناعة النفط بعد التاسع من يوليو ولذا فإن قراءة الخبراء لهذا الجانب تؤكد ضرورة أن يصل الطرفان لاتفاق لأن توقف البترول مسألة ضارة للشمال والجنوب ويتوقع الخبراء أن يلحق الضرر أكثر بالجنوبيين ويعزون الأسباب إلى طبيعة الأرض والتضاريس بالجنوب والتي لا تشجع على قيام أنابيب يمكن أن تدار بسهولة ويسر وإنما يتطلب الأمر توفير عدد من المضخات والتي ستكون عبئاً ثقيلاً على دولة الجنوب الوليدة. ومن هنا يتضح أن الرسالة السياسية للرئيس تجاه اعتبارات السياسيين الذين يحاولون أن يلعبوا بورقة ضغط بشأن البترول في الشمال تجاه هذه المجموعة أن يقول لهم بكل شفافية ووضوح إن الشمال لن يتأثر بإيقاف البترول مثلما تأثر الجنوب. ووفقاً لتقديرات الخبراء الاقتصاديين فإن 98% من إيرادات الاقتصاد تعتمد على البترول وإذا توقف هذا البترول ولو لفترة صغيرة فمن المؤكد حدوث أزمة اقتصادية كبيرة ووفقاً لتقديرات الخبير الاقتصادي عادل عبد العزيز فإن ولوج الجنوب واتجاههم لبدائل أخرى لتصدير النفط السوداني غير أراضي الشمال يقول إن هذا الأمر اقتصادياً جدواه تكون من الصعوبة بمكان لأنه من المعروف أن البترول غالباً ما يكون موجوداً بولاية الوحدة وهي بعيدة عن تلك المواقع وجغرافيا توجد اجتماعات ما بين جنوب السودان والمحيط الهندي وبالتالي فإن ميل منسوبي الحركة الشعبية وإعدادهم لدراسات لتصدير النفط السوداني عبر أراضي اخرى غير أراضي الشمال يستبعد الخبراء الاقتصاديين نجاح هذه الخطوة ويؤكدون أن هذه الخطوة وان تمت تحتاج لعدد كبير من الانابيب والمضخات وإذا بدأ التنفيذ في هذه الخطوة فإن الأمر يحتاج ووفقاً لتقديرات الخبراء ما بين 3-5 سنوات فضلاً عن التكلفة الغالية فإذاً المسألة غير مجدية اقتصادياً ولكنها واحدة من كروت الضغط التي ترفع كخيار بديل عن خط الأنابيب بالشمال. ولهذا توقع الخبراء أن يصل الجانبان لاتّفاق خاصة وأن هناك وسطاء دوليين لهم خبرة واسعة في هذا المجال كالنرويج والتي تعتبر الخبير الفني الآن الذي يسهل المباحثات ما بين الشمال والجنوب في مسألة البترول. إذاً انسياب البترول مهم لاقتصاد الشمال والجنوب لكونه من مصلحة الطرفين إيقاف البترول خاصة الجنوب ولكنه أكثر أهمية له وليس من المصلحة ايقاف البترول ولو ليوم واحد خاصة وأن طبيعة البترول السوداني تحتوي على كمية كبيرة من الشمع ولا تحتمل المكوث لفترة طويلة.