«عبدو» تأخذه الأفكار بعيداً في دنيا العمل وهو يسأل نفسه «يا ربي انا شغال شنو» فقد تلاحظ أنه طوال أيام عمله أنه إما مشاركاً في ورشة تدريبية أو مضمناً في لجنة السكرتارية أو لجنة الخدمات وأن مكان العمل أضحى مثل قاعة الدرس أو قل فصل لمدرسة فقط يمتاز عليه بالوجبة والخدمات.. وبمناسبة الوجبة المدرسية التي ملأ الحديث عنها صحف الخرطوم يحضرني هنا حديث أحدهم أنه لا يؤمن بجمع التبرعات بقدرما يؤمن بتوفير المواد الغذائية المناسبة بالمدارس خاصة المدارس الحكومية «المرمية» كجرادل الطحنية والجبنة وملاحقتها بأكياس.. عودة «لعبدو» الذي سأل نفسه «يا ربي انا شغال شنو» وهو في ذلك اليوم منسقاً لدورة تدريبية حول «شنو داك ما بعرف» المهم أنه أصبح معلم ورش تدريبية.. وقد جالت بخاطره أسئلة من شاكلة «ما هي الفروقات بين الورشة التدريبية والدورة والسمنارات والملتقيات التفاكرية والمؤتمرات التكميلية والدورة التحويلية و.. و..» لأنه يدرك في قرارة نفسه أن الكلام و «النضم» هو الجامع بينها الأكبر من عدادات الدفع المقدم.. اذن ما الفرق والكل يتكلم.. يحاضر.. والأوراق تتوزع والتوصيات تصاغ وتوضع في الملفات ثم الأدراج ثم الأضابير.. المهم «عبدو» حزم أمره وقرر ان يتعامل بمبدأ «لا شئ يعلو فوق صوت العلم والعمل» إذن هو التدريب التطبيقي الهام والملح. الورش العملية: وبعيداً عن «عبدو» وورشته فأننا بحاجة ملحة لبعض التدريب العلمي والتطبيقي في مجالات بعينها.. وأنا حضور للدورة التدريبية حول «الإسعافات الأولية» بمواقع العمل التي أقامتها روابط الثقافة العمالية احسست بأهمية هذه الأنواع من التدريبات التي تتناسب مع توفير بيئة العمل المناسبة وقد حدثت المتدربين عن انني في اثناء عملي في احد المؤسسات «كان احد العاملين يعاني من مرض الصرع.. فكانت حينما تأتيه النوبة أمامي أحس بأنني عاجزة تماماً عن مساعدته أو إسعافه للوضع الصحيح» لذا أرى أن مثل هذه الدورات التطبيقية لها فؤائدها وجدواها.. اذن نقحوا التدريب بعيداً عن «النضم واللت والعجن»، آخر الكلام: الورش.. الدورات.. السمنارات.. يمكن ان تكون ذات أثر وجدى اذا ما تطرقت للعلوم التي يحتاجها الفرد بشكل واضح في عمله في حياته الاعتيادية.. بعيداً عن الكلام الذي يبقى حبيس الإدراج والملفات.