عندما أعلن المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية تطبيق الشريعة الإسلامية في الجمهورية الثانية بعد (9/7)، قمت بإعداد تقرير حول الموضوع، أكد فيه كل من استطلعتهم أن الدستور والقوانين وحتى السلوك العام للمواطن السوداني يحمل كثيراً من القيم الدينية، لكن وللأسف دخل لمجتمعنا السوداني سلوك غريب، بل ومحرم بنصوص شرعية، وما يدعو للاستغراب هو الترويج عبر أجهزة الإعلام على اختلافها، بل والتعامل معها دون الرجوع للجانب الديني.. في ذلك وأعتقد أن الدين لا يتجزأ وأن الحرام حرام والحلال حلال... ولا يمكن أن نحلل ما حرم الله، بل ونتعامل معه بكل سهولة ودون تعقيد، فقد وجدت إعلاناً يبشر بمفاجأة، وهي استضافة مراكز التجميل لاختصاصيين وخبراء في مجال الشعر المستعار.. يعني بالمختصر (باروكة) وتركيب شعر وإيصاله بالشعر الأصلي للمرأة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة).. والأخطر من ذلك أن تلك المراكز تبيع أجود أنواع الشعر الطبيعي.. ولا ننسى بالطبع(التاتو) ولمن لا يعرفه هو أشبه بالوشم، وهو يغير شكل الحواجب.. هذا بالإضافة لإعلانات تغيير شكل الجسم العادي، والتي تعمل على تغييرات خطيرة في جسم المرأة.. والمتابع لأجهزة الإعلام يسهل عليه متابعة تلك الإعلانات التي لا تراعي لدين أو لعادات اجتماعية، بل أنها تعمل على (خلخلة) المجتمع من الداخل حتى يظن الآخرون أن ما يجري طبيعياً وليس فيه ما يقلق.. سادتي المتتبع لحركة المجتمع يكتشف بعينه المجردة كيف أن بعض بناتنا أصحبن مسخاً مشوهاً، وأن ألوان أجسامهن أصبحت مثل (الحربوية)، فبعد أن كان الناس ينتقدون استخدام كريمات الوجه التي تعمل على تغيير لونه، بدأوا يتحدثون عن أنواع أخرى للكريمات والكيماويات التي تجعل اللون موحداً بعض الشيء، لكنه يفتقد للجانب الجمالي.. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يردن بنات حواء باللون (الفاتح).