المثل أعلاه يقصد به (الوساطة) كما هو معروف للجميع.. ففي زماننا هذا أصبحت الوساطة مرضاً يتفشى (كالسرطان) بصورة كبيرة جداً في كل مناحي الحياة الاجتماعية والعملية والصحية والتعليمية .. وخطورة هذه المرض تكمن في إنزال الظلم على أناس أفنوا شبابهم في التعليم والتحصيل وحينما يريدون الوصول إلى درب الحياة العملية يجدون أنفسهم في مهب الرياح، وأن سنين دراستهم قد أصبحت (هباءً منثوراً).. وأيضاً إذا أردت الذهاب إلى إحدى المستشفيات الحكومية و لم تكن لك (وساطة) في هذا المستشفى قد يضيع يومك بأكمله في رحلة العلاج المضنية.. عزيزي القارئ وبهذه الطريقة تضيع حقوق أناس كثيرين في دروب الوساطات... فتجد من ليس له الخبرة ولا المؤهلات يصعد أعلى الدرجات العملية ويضيع حق من هو أكفأ منه وبذلك يتولد عنده الغبن. ويصبح هذا الغبن حقداً مما ينتج عنه ضعف أدائه وبذلك يكون هذا الوطن قد فقد كفاءة من كفاءاته.. فاليوم كل من استلم وظيفة مرموقة أو مكانة في وزارة.. أول ما يفكر فيه توظيف أهله ومعارفه.. ولا يفكر في أبناء الوطن النابغين المبدعين.. ومثالاً على ذلك القصة التي تتكرر يومياً.. قصة ذلك الشاب الذي يحمل ملفاته وأوراقه (يدور) بها ما بين المكاتب والمصالح الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة وقد أرهقه الاطلاع على الإعلانات الوظيفية في الصحف اليومية والتلفاز.. وهو يمني نفسه بالوظيفة التي تستر حاله وتجعل منه رجلاً يخدم أسرته الصغيرة ومن ثم مجتمعه، ولكنه وعند دخوله لأي معاينة وطرقه لأي باب يجد الوساطة التي يفتقرها تقف حائلاً بينه وبين الوظيفة المعنية.. الوساطة مرض يجب بتره من جذوره وهذا لا يتأتى إلا بتكاتف الجميع للوقوف في وجه هذا المرض اللعين الذي قضى على أحلام وطموحات الكثيرين.. ولابد للمسؤولين وخصوصاً في وزارة العمل أن يقفوا وقفة صلبة في وجه هذا المرض ومحاربته بكل الأسلحة حتى ولو لجأنا إلى أخذ اليمين والقسم من كل المسؤولين بعدم الوساطة حتى لأقرب الأقربين لتستقيم الأمور وينصلح حال هذا البلد الذى حاله يغني عن سؤاله..