نتائج المنتخب الناشئ بالسعودية، والتي أدارت الرؤوس إلى حيث يلعب المنتخب، تعتبر صدمة مفاجئة أخرى من صدمات الكرة السودانية، وبذات السيناريو القديم! في صمت يبدأ العمل، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وظروف أخرى من بينها الرغبة فقط ..تظهر نتائج تدير الرؤوس..وتنبه الحاضرين إلى أن هناك ومضة برق في ظلام الترقب! هكذا يكون العمل في بداياته، أما في النهايات، يظهر الأهتمام المفاجئ أيضا وعلى جميع الأصعدة، وكافة المستويات، ويحدث بعدها الترقب وإنتظار إكتمال مواسم الفرح! وفي الغالب ..تحمل النهايات ذات الملامح أيضا ..وهي إنتهاء ومضة البرق ..وأنطفاء الشعاع ..وبقاء الظلام! ونتائجنا أحبتي هي مزيج من عمل فني مقدر للبعض، وتوفيق في أختيار العناصر، وظهور رغبة جادة من قبل تلك العناصر لتحقيق نتائج مقرونا ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى! ولا يمكن بأي حال من الأحوال إعادة الأمر إلى التخطيط السليم، ورعاية الناشئة في سن باكرة، ووضع إستراتيجيات بعينها تقود إلى تحقيق النتائج على المديين البعيد والقريب على نحو ما يحدث بكل دول التطور الكروي من حولنا! بغض النظر عن مشوار المنتخب الناشئ بالمملكة العربية السعودية ضمن فعاليات بطولة العرب للناشئين..نرى أن ترقي المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي على حساب المنتخبين العراقي والمغربي أعاد لنا ذات السيناريو المعتاد! وحتما سيكون نجوم المنتخب الناشئ قيد النظر من قبل الأندية بخلاف الأندية التي تم أختيارهم من بين صفوفها، وربما كانت هناك أمور جديدة تتعلق بذلك! إن كانت اعمار الناشئة كما هو من مطلوبات البطولة، فإنهم قادرون على الإستمرارية بتكوين المنتخب الناشئ فترة أخرى، ومن ثم يتم تدرجهم ويتحولوا إلى المنتخب الشاب ثم الأولمبي ..وعلى المدى البعيد يكونوا هم ذات عماد المنتخب الأول! تجربة منتخب شبابنا الذين ظهروا بنهايات كأس العالم للأندية بإيطاليا (جيل ماسا) لم يتم تدريجهم بذات الطريقة، وحفل أختيارهم لذلك المونديال وتصفياته بالكثير من التساؤلات خاصة فيما يخص أعمار اللاعبين وقتها! وبين يوم وليلة تحولوا إلى نجوم للمنتخب الأول بغيرما تدرج طبيعي، ولك بعد أن صاروا للاعبين اساسيين بكشفي القمة المريخ والهلال وهو ما أهلهم للوصول إلى المنتخب الأول! إذن ..يبقى الأمل مقرونا مع العمل في كيفية المحافظة على أجيال الناشئين، وتحريكهم إلى الأمام بعلمية تراعي جوانب كثيرة من بينها الصقل والتدريب والأهتمام حتى بحياتهم الخاصة! وهذا يعني ضرورة الصرف عليهم من أجل رعايتهم..فهل نعي ما هية الصرف على أولئك الناشئة حتى يكتمل الحلم ويكون لدينا منتخبا قويا في يوم من الأيام نتحدث عن تكونوا منذ سن باكرة، وتحركوا بشكل طبيعي إلى الأمام! أما الأحتفال الحالي ..بما يشبه الصدمة ..ومن ثم الإفاقة على ذات الواقع القديم، فهذا يعني ضياع أمل آخر وانطفاء شعاع جديد..وبقاء الظلام كما هو عليه الحال منذ سنوات وسنوات!