وخليل المعنى هو شاعرنا الوطني الكبير الذي عطر سماء الوطن قبل رحيله منذ سبعة عقود من الزمان وكأنها سبعة أيام.. لأن هذا الفنان الشاعر العظيم.. لايزال حياً يعيش بيننا بأعماله الخالدة.. وخليل فرح هو بحق من ينطبق عليه تعبير الراحل المقيم... وكما قال حاتم الطائي: ويبقى من المرء الأحاديث والذكر.. وهذا ما بقي ويبقى من شاعرنا الفذ.. وقد قال عنه عند رحيله نجله فرح خليل فرح(لم يترك والدنا شعراً مخطوطاً وذلك لأسباب كثيرة، وفي مقدمة ذلك السيطرة الاستعمارية إذ إن الشاعر من المناضلين ضد الاستعمار).. وكما وجد الشاعر الكبير المحبة والتقدير من أمته ومن شعبه الوفي، فقد وجد عناية من دارسي شعره وجامعي تراثه المهتمين بجوانب إبداعه وعلى رأسهم الأديب الإنسان على الملك، الذي حقق ديوان خليل فرح في طبعته الأولى في عام 1977م، في وقت كان فيه عدد من الرواد على قيد الحياة، وخليل من عائلة بدري.. تلكم العائلة التي قدمت الكثيرين من رموز الفن والأدب والسياسة، والعمل العام والإصلاح الاجتماعي والثقافي في البلاد... ومنهم المناضلة والرائدة في مجال المرأة وترقية بنات وسيدات هذا الوطن.. الدكتورة حاجة كاشف بدري... ومنهم حسن بدري صاحب مكتبة حسن بدري المشهورة في أم درمان، والتي كانت ملتقى لطوائف الأدباء وكبار الشعراء في السودان، لاسيما أدباء الكتبة بقيادة زعيمهم الشاعر الكبير النور إبراهيم... ومن هذه الأسرة الأديب الكبير المربي الأستاذ أبو القاسم بدري، الذي قدم للمكتبة العربية (الشاعرين المتشابهين.. التجاني يوسف بشير، وأبو القاسم الشابي).. ومنهم الشاعر الكبير محمد على عبد الله (الأمي) الذي قدم لنا أروع أعمال حقيبة الفن، (ما بخاف من شيء برضي صابر.. المقدر لابد يكون) إلى آخر هذه الأعمال الخالدة التي تدل على عظمة هذا الجيل وعلى عظمة هذه الأسرة وهذا المنبت الطيب.. الذي أنجب شاعرنا الكبير خليل فرح..