بالأمس ترأس نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بمقر مجلس الوزراء اجتماع التمويل الأصغر الذي شارك فيه وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي الأستاذة أميرة الفاضل ومحافظ بنك السودان الدكتور محمد خير الزبير حيث ناقش الاجتماع المرتكزات الأساسية لتطوير تجربة التمويل الأصغر في السودان، خاصة تلك المرتبطة بصيغ التمويل والضمان والمشروعات. قطعاً الفكرة عظيمة، ونقصد فكرة التمويل الأصغر ليس لأنه أحد آليات الحد من الفقر فحسب بل لأنه محرك ل (عضلات) المجتمع ومحفز لعقله من خلال إنتاج الأفكار المثمرة ذات العائد الشخصي والاجتماعي الكبير. استبشر المواطنون خيراً بما رشح قبل أسابيع قليلة حول رفع مبلغ التمويل إلى عشرين ألف جنيه، وهذا أفضل مما كان عليه الحال من قبل، لكن القضية التي ستظل أكثر إلحاحاً ليس المبلغ نفسه وكم يكون!!.. القضية التي هي مربط الفرس الحقيقي هي المشروعات نفسها.. المشروعات المثمرة ذات العائد الكبير التي تضمن تشغيل العطالة وتضمن زيادة الإنتاج وتعمل على زيادة الصادر في سلعة أو منتج ما بقدر الإمكان حتى يكون للمشروع عائد يؤثر على الدخل القومي. المال لن يكون مشكلة - المشكلة أن يضيع ذلك المال ، ولنعتبره هو الفرس الذي يحتاج إلى مربط يضمن له العناية والاهتمام من خلال المتابعة المستمرة والتغذية الصحيحة حتى يستطيع المنافسة في كسب السباق نحو تحقيق الهدف الكبير. نقترح أن تكون هناك هيئة أو مؤسسة أو منظمة تعمل على تقديم الأفكار المنتجة للخريجين أو للعاطلين عن العمل والبحث عن أنسب المشروعات لهم حسب اهتماماتهم وخبراتهم ومهاراتهم، إلى جانب السعي إلى الاهتمام بالمشروعات الجماعية المفيدة مثل مشروعات إنتاج الخضر والفاكهة أو إنتاج الألبان، أو صناعة النسيج المحلي. شاهدتُ في مدينة «أحمد أباد» بالهند مشروعاً تعاونياً نسائياً صرفاً يقوم على إنتاج الملبوسات المنتجة من الأقطان التي تتم زراعتها هناك ثم يجري تسويق الإنتاج في الداخل أو تصديره إلى الخارج ويدر مئات الملايين من الدولارات لأكثر من مائة ألف سيدة هن عضوية تلك الجمعية.. وقد غادرت الهند بعد افتتاح أول بنك للجمعية رأسماله مائة مليون دولار أمريكي نحن نحتاج إلى الأفكار والخيال قبل المال حتى لا نُكرر التجارب التي لم تحقق النجاح.