عند إعلان الحكومة الجديدة عقب نتيجة الانتخابات العامة وظهور وزارة تنمية الموارد البشرية كواحدة من الوزارات الجديدة، استبشرنا خيراً ووجدت قلمي ينقاد تماماً للإحساس الذي غمرني لحظتذاك بانفتاح أحد أهم أبواب التقدم للشعوب، وهو الاهتمام بالكادر البشري تعليماً وتأهيلاً وتدريباً واكتساباً للمهارات، ووجدت أنني أول المرحبين بالوزارة الوليدة الجديدة، التي جاء على رأسها الأستاذ كمال عبد اللطيف ، وهو وزير نشهد له أنه وطوال فترة عمله في المجال العام لم يبدد وقته وجهده في (السياسة الصرفة)، بل وجه طاقاته وقدراته - دائماً - لترقية الأداء في الجهة أو المؤسسة التي كلف بالعمل فيها أوالإشراف عليها، وكانت بصماته واضحة في كل مرفق أمسك بيده عليه. شاركنا في عدة لقاءات نظمتها الوزارة أو جهات ذات صلة بعملها، وظللنا على الدوام نتمسك بضرورة الالتزام بتطبيق اسم الوزارة ومفرداته على الواقع الذي يحتاج فعلاً إلى تنمية قدرات وموارد العاملين أو الباحثين عن عمل أو الدارسين الذين تحتاجهم سوق العمل بعد تخرجهم في المدارس أو الجامعات. استبشرنا خيراً بالمؤسسات أو الوحدات التي تتبع للوزارة الجديدة، وتنفس كثيرون الصعداء بإنشاء صندوق تشغيل الخريجين الذي يضمن التمويل للخريج بعد تقديم دراسات الجدوى اللازمة لأيٍ من المشروعات المنتجة، وتطلع كثيرون - نحن منهم - إلى تنمية قدرات العمالة العادية لتصبح عمالة ماهرة، وتنمية قدرات الأخيرة لتصبح فنية ومتخصصة، خاصة بعد أن شهدت سوق العمل السودانية هجمة من عمالة ماهرة وافدة ضيقت فرص العمل على العمالة السودانية خاصة في مجال الحرف والصناعات الصغيرة، بحيث لم يعد لكثير من العمالة السودانية فرصة للمنافسة، بسبب الخبرات والمهارات الخاصة، التي نعلم أنها مكتسبة ويمكن أن يتم التدريب عليها لتصبح عمالتنا في ذات مستوى العمالة الوافدة. في ظل وتحت سماء الجمهورية الثانية نرى ضرورة أن تتسع مظلة هذه الوزارة لتصبح وزارة للعمل وتنمية الموارد البشرية، وأن تهتم بتدريب العمالة غير الماهرة خاصة تلك التي تقتحم مجالات الكهرباء وتوصيل المياه وطلاء المنازل والمقار، وأعمال الصرف الصحي وأعمال البناء والتشييد، وغيرها، لأن إنجاز أي عمل من هذه الأعمال الآن يتطلب وقتاً طويلاً ومالاً كثيراً لأنه يؤسس على خطأ ثم يعمل صاحب العمل على معالجة الخطأ فيستهلك الوقت والمال، وقد مررنا في «آخر لحظة» منذ أيام بتجربة مريرة في توصيلات الكهرباء أخرجتنا عن دائرة الشبكة القومية لأيام، ولازالت ، الأمر الذي جعلنا نفكر جدياً في الانتقال إلى مبنى آخر ليس فيه معاناة مثل التي نواجهها كل يوم في إمداد الكهرباء وإمداد المياه. صندوق تشغيل الخريجين يمكن أن يؤسس ويدعو لتأسيس شراكات في مجالات تنفيذ الأعمال والإنشاءات المتكاملة بأفضل الكوادر التي تخرجت في الجامعات أو الكليات المتخصصة.. لأننا في السودان - بحق - نحتاج إلى تأهيل وتدريب عمالتنا غير الماهرة لتنقلنا إلى المستقبل. .. و.. رمضان كريم وكل عام والجميع بخير .