انطلقت بالخرطوم أمس المفاوضات المشتركة لطرفي نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لمناقشة ترتيبات ما بعد الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان التي اتفق عليها الطرفان خلال مناقشتهما السرية بمدينة مكلي الاثيوبية مؤخراً التي تتصدرها قضايا الديون الخارجية، الحدود وحظيت الاجتماعات بحضور اقليمي ودولي لممثلي المنظمات الاقليمية بجانب منظمات المجتمع المدني وممثلي الاحزاب السياسية بجانب رئيسي اللجنة السياسية العليا المشتركة للشريكين الاستاذ علي عثمان محمد طه ود. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب وذلك للتوصل لحلول عاجلة لا تتجاوز التاسع من يناير القادم موعد الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان.. ويتساءل المراقبون هل يتمكن أبناء السودان في الشمال والجنوب بتحقق الوحدة ونبذ خيار الانفصال أم أن اهل السودان سيحتاجون لمعجزة إلهية لتحقق الوحدة في السقف الزمني المتبقي. وافتتح الاجتماع بآيات من القرآن الكريم والانجيل تؤطر للوحدة وعدم المساس بحقوق الآخرين والدعوة للتعايش السلمي.. وأكد الطرفان على احترام خيار شعب الجنوب استناداً على نصوص اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في التاسع من يناير 2005م. وأكدت الحركة الشعبية على لسان باقان أموم أن قادة الحركة قرروا وبعبارات واضحة وصريحة العمل مع حزب المؤتمر الوطني مرحباً بجهود حكومة الوحدة الوطنية بشأن المشروعات التنموية التي اعلنها الاستاذ طه خلال رحلته لجوبا مؤخراً. واضاف انهما سيعملان على ضمان الاستقرار والسلام وتحقيق الوعد بحياة الرفاهية في الفترة التي تلي 2011 فضلاً عن نتيجة الاستفتاء وانهاء اتفاقية السلام. وأكد باقام أن الحركة تقدم وعداً للشعب السوداني في كافة ارجاء السودان بحسن التفاوض والنية الحسنة لتصل للاتفاق حول كافة الترتيبات وقضايا ما بعد السلام بغض النظر عن نتائج الاستفتاء سواء كانت للوحدة أو الانفصال. وقال سنقدم رؤية حقيقية بأن الحياة ستكون سليمة وستستمر. واعلن اموم أن مواطني الجنوب قد يقررون الانفصال في حال اجراء الاستفتاء سيما ان هناك اعتقاداً أن الوحدة الجاذبة التي نص عليها الاتفاق لم تكن جاذبة بين المواطنين ونوه الى ان مواطني الجنوب يعر فون بوضوح تاريخهم وتطلعاتهم وقال: انهم لن يؤخذوا على غرة وأردف قائلاً نحن واثقون بأننا يمكن ان نصل لاعلان اطر لترتيبات الاتفاق ما بعد الاستفتاء التي ستضمن سلام دائم وسهل ويكون (قصة نجاح لكل القارة الافريقية). ودعا اموم بضرورة اجراء استفتاء أبيي بالتزامن مع استفتاء الجنوب وفقاً لاتفاقية نيفاشا الذي لا يتجاوز التاسع من يناير العام القادم وحذر من عدم اجراء استفتاء أبيي بصورة متوازنة. وقال اذا فشل الطرفان في قيام الاستفتاء بأبيي بصورة متوازية مع الجنوب سيعرض المنطقة للانزلاق للنزاع مرة أخرى. وحذر أموم من سيناريو لا يرغب الطرفان أن تشهده بلادنا واكد في مؤتمر صحفي عقد بقاعة الصداقة عقب الجلسة الافتتاحية ان الشريكين لم يتوصلا للاتفاق حول معضلة أبيي وقال وصلنا لطريق مسدود وكشف أنه يمكن حسم القضايا المدرجة لما بعد الاستفتاء حال عدم التوصل لحلول حولها.. ولكنه عاد واستدرك قائلاً نأمل أن نتوصل لحلول في كافة القضايا. وأكد اموم أن المقترحات التي اطلقها ثامبو امبيكي رئيس منبر الاتحاد الافريقي الرفيع بشأن اتفاقية السلام ستخضع للمزيد من المشاورات خلال اجتماعات الترتيبات. وقال إنها ستكون ضمن القضايا المدرجة التي ستناقشها جوبا.. سيما أن هدفنا ضمان السلام واحترام حقوق المواطنين والبعد عن التمييز وخرق قانون حقوق الانسان فضلاً عن تحقيق آمال شعب الجنوب (مهما كانت صغيرة) ونوه باقان أن الديمقراطية ستتعرض لاختبار حينما تقدم حكومة الجنوب في ممارسة حق المواطنين لحقهم اما أن يكونوا جزءً من مؤسسة اتفاقية السلام أو الجنوب واشار الى أن المفاوضات فرصة لتعزيز العلاقات لتجنب مرارات الماضي وبناء علاقات جديدة.. وقال حال الانفصال ستستمر العلاقات بين الشمال والجنوب وطالب المجتمع الدولي والميسرين ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية لدعة المفاوضات للخروج باستفتاء حر ونزيه وشفاف حتى نكون قادرين على فتح الطريق للانتقال السلس والسلمي لما بعد 2011م بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء وقال نحن نرغب في جيران طيبين. واعلن ادريس عبد القادر ممثل المؤتمر الوطني مضي انفاذ اتفاقية السلام في كافة مراحلها مشيراً الى أن الشريكين اجتازا مرحلة الانتخابات في سلاسة ويسر وستمضي مرحلة الاستفتاء التي تعتبر آخر بنود الاتفاقية.. واعلن أن المفاوضات ستستأنف في التاسع عشر من الشهر الجاري بجوبا وستجتمع كافة اللجان الفرعية في كافة المحاور التي شملتها المادة 67 من قانون الاستفتاء ودعا المجتمع الدولي والمنظمات لدعم الاستفتاء وقال نحن نطمح في لجنة امبيكي أن تكونو شاهداً لما توصل اليه اتفاقيات الشريكين، انطلاقاً من بروتكول مشاكوس الذي أكد على طرفي نيفاشا للعمل للوحدة كواحد من اهم الاولويات. الرئيس ثامبو امبيكي رئيس منبر الاتحاد الافريقي الرفيع بشأن اتفاقية السلام كان الوحيد الذي خاطب الاجتماعات من المنصة الرئيسية التي كانت تضم الاستاذ طه ود. مشار وطرح امبيكي (4) مقترحات بشأن التسريع باعتبار الميسر الذي سيفاوض الاطراف للوصول لحلول حول القضايا العالقة. وابدى ثقته في الشريكين في التوصل لحلول في القضايا العالقة وقال انهما استطاعا انجاز (اتفاقية السلام) وسيكون تقرير المصير امتداداً لهذا الانجاز وأبدى تفاؤله بأن نتيجة الاستفتاء ستفتح الابواب للنقاش المشترك واحترام حقوق الغير فضلاً عن التنوع الذي يتميز به السودان.. وأكد أن حدوث الانفصال لن يغير من جغرافية السودان او مجرى النيل مشيراً لعلاقات الجوار والتاريخ والعلاقات الدراسية بين ابنائه ونوه الى أن الاتفاق حول قضايا ما بعد الاستفتاء ستكون اطاراً لتنظيم العلاقات واوضح أن اتفاقية نيفاشا الزمت الطرفين بجعل الوحدة جاذبة وشدد ان المهمة ستكون صعبة تتطلب بناء دولة جديدة حال الانفصال ولن تكون اقل صعوبة من الوحدة ودعا الشريكين للتعامل مع المفاوضات بخيارين وكواقع يعمل على ايجاد علاقة حميمة مع الشعب داعياً للعمل على خيار الوحدة سيما ان كافة التكتلات الاقليمية تتجه نحو ذلك ونوه إلى أنه سيدعم توجه القارة نحو الوحدة واطلق امبيكي وثيقة اطارية لمساعدة الشريكين في التوصل لحل يحوي خيارات الوحدة والانفصال والكونفدرالية.. ذكر المحور الاول من الورقة الإطارية احتمال ان يكون السودان بلداً واحداً يتطلب السعي نحو تكامل اقتصادي من اجل الخروج بهوية جديدة والاخر دولتين ويجب ان يكون هنالك تنسيق مشترك في حال دولتين مستقلتين فضلاً عن احتمال الكونفدرالية والمقترح الرابع وحدة السودان الذي يتطلب ترتيبات جديدة تحقيقاً لتطعات الشعب السوداني وازالة كافة المظالم. فيما اكد سيد الخطيب القيادي بالمؤتمر الوطني ان وثيقة امبيكي ستخضع للمناقشة ونوه انها لا تركز على الانفصال فحسب بل على خيار الوحدة مشيراً لضرورة دعم كافة الاصدقاء للسودان للوصول لحلول حول القضايا العالقة.