في الوقت الذي كادت أن تصبح فيه نَغَمة الشباب «هائف» والشباب «تافه» النغمة الأعلى توزيعاً، أينع ربيع الوطن العربي بأجمل أزاهيره والشباب ينتفض مغيراً ومبدلاً من الواقع المر الذي تعيشه بلادهم في ثورات أطاحت بأكثر الديكتاتوريات عنفاً وبطشاً وجبروتاً، وإن كان البعض قد ظن أن الشباب السوداني أيضاً سيثور ويخرج إلى الشارع من باب التقليد وركوب الموجة، إلا أنه أي الشباب السوداني كان أكثر نضجاً ووعياً للمرحلة المفصلية التي تعيشها بلادنا دخولاً إلى أبواب جمهورية ثانية وخروجاً من جراحات حروب ساخنة امتدت ألسنتها حتى أطراف دارفور وجنوب كردفان. كان الشباب أكثر نضجاً وقراءة للأحداث وللوضع وللواقع، رغم أن مبررات الخروج إلى الشارع بعضها متوفر، ورغم أن الحانقين من الشباب على الحكومة كُثر وهم يعانون البطالة والعطالة والفقر، لكن رغم ذلك فوتوا الفرصة على من ينتظرون خروج مظاهرة واحدة للشار فيندس فيها من يندس وكل بأجندته الخاصة ومصالحه الأكثر خصوصية والبلد «تولع واللاّ تحرق» ما مهم، المهم عنده أن يحقق مصلحة شخص «كومو براه» لكن، وبعد لكن دي أدوني أضانكم فإن كان الشباب السوداني أكد أنه بهذا النضج فإنه يستحق الإشادة والتقدير كما أن الشباب الذي أزاح بن علي ومبارك طالما أن مصلحة الأوطان هي العليا فإنه لزام علينا أن نقول إن التشكيل الوزاري القادم لابد أن يكون للشباب السوداني دور حيوي فيه، وعندما أقول الشباب بالطبع أقصد النابغين المبرزين في مجالاتهم اتقياء النفس عفيفي اليد، وليس «الهتيفة» الذين لا يعرفون إلا كلمة تمام سعادتك وطلباتك أوامر وكل همهم الكرسي الذي يجلسون عليه «ليلزقوا» فيه وكما قالت هالة سرحان وهي تصف وزراء الحكومة المصرية بطول بقائهم على الكراسي هم «بجيبوا اللزقة دي من فين» وأظن أن هناك وزارات بعينها لابد أن يكون من على رأسها أكثر حراكاً وتفاعلاً ومعرفة بشؤونها، ولعل تجربة وجود الأستاذ السموأل خلف الله على وزارة الثقافة خير برهان لما قام به من حراك لم تعطله حتى قصور الميزانيات أو قلة المال!! في كل الأحوال أقول إن الشباب السوداني يستحق أن يتقدم صفوف العمل السياسي لأنه جدير بأن يتقدم الصفوف، وإن الصورة التي يحاول البعض أن يرسمها عنه بأنه مجرد شعر مفلفل أو بناطلين سيستم، هي صورة أصغر بكثير عن «البورتريه» الحقيقي الذي يضم شباب زي الفل!! ٭ كلمة عزيزة: خلوني أقول إن واحدة من مشاكل الفضائيات الكبيرة أنها كثيراً ما تضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب «فتجوط» الحكاية ويتحول الشربات إلى فسيخ بقدرة قادر، ولتوضيح الصورة أكثر دعوني أضرب مثلاً بفضائية الشروق التي أوكلت أمر سهرة مهمة وبما يفترض أن تحتويه من مواضيع كسهرة محمود عبدالعزيز لمذيعة قليلة التجربة حتى لو كانت تعمل في العمل التلفزيوني كم سنة، وريهام عبد الرحمن التي انتقلت من النيل الأزرق للشروق لم تحقق نجومية أو بريق أو حتى تميز، وبرنامج ألو مرحباً الذي كانت تقدمه لم يكن مقياساً لقدراتها ولا إمكانياتها وبالتالي فإن تكليفها ببرنامج لفنان «بحر» زي محمود عبد العزيز فيه ظلم لها وله وللمشاهد وللتجربة برمتها!! ٭ كلمة أعز: تعودنا أن نشيد دائماً بأداء المذيعين ومقدمي البرامج أو أن ننتقدهم سلباً، لكن برنامج أعز الناس على فضائية الشروق أجبرني أن أُحيّ مهندس الديكور للاستديو وأحيّ مخرجه بهذه الصورة اللوحة المشرفة للبرنامج!!