(الخضرين) نعني بهما د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، ود. علي الخضر مدير عام مواصلات العاصمة، ووالي الخرطوم معروف، حيث استطاع الرجل بالتركيز على الإعلام أن يجد مساحة وسط قلوب الناس، بالاضافة إلى مجهوداته الكبيرة التي يبذلها لراحة مواطنيه، ولكن رغم جهد الرجل إلاّ أن تلك الانجازات والعمل الدؤوب الذي يقوم به لم ينعكس على حياة الناس، بمعنى لم يؤثر في (قفة الملاح) وعلى سد رمق التلاميذ الذين يبيتون القوى ولا يملكون وجبة الافطار، ولا فاتورة الدواء التي يمكن أن يتناولها من أقرب صيدلية، رغم انتشار الصيدليات الشعبية بالاحياء، ورغم البطاقات الصحية ورغم أن اللجان الشعبية بالاحياء جاءت بطريقة ديمقراطية، السيد الوالي يعلم قبل غيره بأن تنمية الإنسان فوق كل تنمية، وأن التنمية التي لا تمشي بين الناس تظل تنمية فوقية، وتنمية خدمات، التنمية الحقيقية هي تنمية الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر والعدالة الاجتماعية والمساواة، والتوزيع العادل، لمصادر الثروة غير هذا قد يكون عبثاً ما من ورائه طائل ولن يفيد المجتمع في شيء. إن المواصلات تشكل هاجساً كبيراً للمواطن، نعترف بأن الرقعة الديمقراطية والسكانية قد فاقت التصور وأن العاصمة المثلثة أصبحت مكدسة بالبشر حيث يأتون من كل فج عميق، والوالي قد بذل جهداً مقدراً في استجلاب بعض البصات من جنوب شرق آسياء ومستعملة من (دبي)، ولكن ظل الحال هو نفس الحال، صفوف طويلة وتزاحم بالمناكب في المواصلات وصل إلى مرحلة إهانة البشر إن صح التعبير، سيدي الوالي أعرف أنك لا تعرف طريقاً للمكاتب المكيفة، ولكن هل سجلتم زيارات وقت الذروة إلى مواقع المواصلات في محطات الجندول، ومحطة صيدلية كمبال؟ ومادام الشيء بالشيء يذكر فليصطحبك مدير عام مواصلات ولاية الخرطوم الدكتور على الخضر الذي لم نشاهده في التلفزيونات أو الصحف السيارة، وللرجل محمدة فهو ضنين الظهور الإعلامي، وللرجل خبرة حيث كان المسؤول الإدا ري في وزارة الطاقة والبترول.. ولكن السيد المدير لم نشاهده في طرقات البصات التي تختفي من المواقف بعد الساعة الثامنة مساء، في حين أن الزمن الرسمي ينتهي في العاشرة مساء، تعال لتشاهد كيف يعاني المشرفون في موقفي الجندول وصيدلية كمبال، من أهتياج وسب الجماهير لهم.. تعال لترى بنفسك بأن زي المشرفين غير موحد، وأن باصاتك ليس بها علامة تنبئ إلى أين يتجه البص القادم، مما يجعل المواطنين يهرولون كالقطيع في السؤال إلى أين يتجه هذا البص، كما أفيدكم بأن بعض السائقين قد بلغ بهم الرهق ما بلغ، فهو يباشر عمله في الخامسة صباحاً وينتهي في تمام العاشرة مساءاً، مما يجعله عندما يصل الساعة السابعة يكون مرهقاً تالف الأعصاب، يتصرف بجنون وعنجهية أمام سائليه، أرحموا هؤلاء السائقين بايجاد دوام مريح يريح أعصابهم، ويريح المواطنين المساكين الذين يجلسون الساعات الطوال في انتظار هذه البصات، ولي سؤال آخر ياسيد د. علي الخضر لماذا يكون آخر المطاف بهذه البصات محطة أبو حمامة، لماذا لايكون هناك حوش في ام درمان لبصات أم درمان، وحوش في بحري لبصات بحري، هل تعلم بأن هذا السبب رئيسي لما يحصل، باصاتكم تختفي من الساعة الثامنة مساء، والمواطن يظل واقفاً مذلولاً في انتظار ما يقله إلى أسرته بعد يوم عمل شاق وطويل. الدكتور علي الخضر أعتقد أن ساعتين في اليوم تكفي لقضاء عملكم الإداري بالمكاتب، بالاضافة إلى جيش جرار من الموظفين يفوق ال (50) يعملون هناك، أنزل من علاك الفوق وأذهب ألى أم درمان، وبحري، ومدينة الصحفيين والكدرو وكن مع مشرفيك.وجودك يمنحهم الاحساس بأن الكبير معهم، ويمكنك أن تشاهد المشاكل على الطبيعة، وتساعد على حلها، لأن المكاتب هي نظرية في المقام الأول، والميدان هو الأمثل لحل مشاكل المواطنين، سيدي مدير عام مواصلات الخرطوم نحن نقدر الجهد المبذول من قبلكم والعاملين معكم لخلق مواصلات مريحة للمواطن، ولكن لكي يقترن القول بالعمل فاذهب إلى ميدان الحرب؟ ومن هنا يمكن أن تقيم.. لماذا كسبت المعركة ولماذا خسرت المعركة، فهل أنت مستجيب لهذا النداء؟.