برغم نداوة سنين عمرها وعودها الطري الذي يميل إلى النحافة إلا قليلاً وهمس كلماتها الدافئة، ولكأنها تتحدث وهي مطبقة الشفاه في أدب جم، واحتشام لا تخطئه عين إلا أنني أدركت ومنذ أول لقاء لي بالأستاذة سناء حمد وزيرة الدولة بالإعلام انني أمام سيدة صلبة بدرجة الفولاذ، ذكاؤها من النوع الذي يخترق زجاج نظارتها الطبية، رافعاً اصبعه ليقول هآنذا هي تماماً، وكانت قناعتي يومها إذ كانت ضيفتي في برنامج بنات حواء رمضان هذا العام، أنها قدر الكرسي الذي تجلس عليه، ولديها القدرة على أن تجلس على كرسي أعرض منه مسؤولية، وأكبر منه مهاماً، لذلك اطلاقاً لم تفاجئني زيارتها للدمازين عقب أحداث الخيانة الدنيئة هناك، فإن كانت الزيارة بتكليف رسمي وهذا أكيد، فما ذلك إلا لأنها تستحق أن تتواجد في أكثر المناطق والأحداث سخونة بشخصيتها القوية، ومفرداتها الأقوى، وقناعاتها الراسخة بهذا الوطن، أمنه ووحدته وسلامه، وهذا يؤكد صدق رأيي وقناعتي بها، وإن كان ذهابها للدمازين بمبادرة منها فهو أيضاً تأكيد لما قلته بأن شخصيتها فولاذية ومصادمة، وتستحق أن تكون في الصفوف الأولى.. فيا سناء يا بنت حمد شكراً لكي أن رفعتي رأسنا بهذا الثبات وهذا الوجود المؤثر، وكلماتك في الدمازين هي مثلك تماماً، بسيطة المفردات ناعمة الحروف، لكنها قوية وحية كذخيرة أخوان فاطمة الذين ردوا التآمر خنجراً إلى نحور الخونة والمارقين، والأمر ليس عجيباً أن تكون سناء في خط النار وقبلها كانت مهيرة تحرض على النخوة، وتستفز كوامن الشجاعة والبسالة في دار شائق، وأحسب أن سناء قالت كما قالت مهيرة: غنيت بالعديل لي عيال شائق البرشوا العقيقة ويلحقوا الضائق جنياتنا الأسود الليله تتندر قدامن عزيزهم بالأغر دفر «يا عقار» الغشيم قول لجدادك كر ٭ كلمة عزيزة كنت ولا زلت أدخر فرح السنين وسعادة العمر لزواج أبنائي، لكنني بالأمس طائعة مختارة أقسمت هذه الفرحة مع الصديقة العزيزة سمراء الشاشة السودانية هنادي سليمان وهي تزف عروساً كاملة الأناقة والبهاء إلى الدكتور ياسر طه، وعلاقتي بهنادي بدأت بمكالمة شكرتني فيها على بضع كلمات كتبتها في حقها وهي تستحق، وعلى فكرة كثيراً ما يتصل بي بعض من أشيد بهم لزوم المجاملة والذوق، إلا أنني وهنادي نشأت بيننا صداقة أحسب أنها من أجمل ما منحني إياه هذا القلم من مزايا أو حسنات، لذلك سعدت بزواجها في ليلة من ليالي العمر كيف لا وهي تبدأ بالأستاذ القامة صلاح بن البادية، وتنتهي بالعملاق طه سليمان، وبينهما البلدوزر إنصاف مدني.. التهنئة مني لهنادي ولعريسها والعقبى لكل العزابة شباباً وشابات. ٭ كلمة أعز لاحظت أن معظم إن لم يكن كل الاستضافات على الفضائيات لم تخلُ من الصحفيين، مما يؤكد أن أصحاب الكلمة والرأي هم نجوم ربما ينافسون الشعراء والفنانين جماهيرية ومعجبين!!